تشهد المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري والمعارضة على حد سواء وقفا لإطلاق النار ما زال صامدا بعد دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي أبرم برعاية روسية أميركية، حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة السبت بالتوقيت المحلي. ومع حلول منتصف ليل الجمعة السبت بالتوقيت المحلي (22,00 ت غ) توقف القتال في ريف دمشق وفي مدينة حلب (شمال) وضاحيتها الغربية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة، كما ذكر مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية
كما أفاد مراسل الأنباء الفرنسية في مدينة حلب بأن "هدوءا كاملا يسود المدينة". وقال محمد نهاد، أحد سكان حي الكلاسة في الشطر الشرقي الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في حلب، والمتزوج حديثا "أشعر ببعض الأمان والهدوء الآن، بعد نصف الساعة الأولى من الهدنة وربما سأتأخر بالسهر اليوم وأتمنى ألا استيقظ على صوت إحدى الطائرات الحربية".
وبالقرب من حي جوبر في دمشق الذي تتواجد فيه فصائل مقاتلة، قال الجندي عبد الرحمن عيسى (24 سنة) "لا أخفي أنني سعيد بتوقف الحرب ولو لدقائق، وإذا استمرّ الهدوء فبكل تأكيد سنعود إلى منازلنا".
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن انه عند منتصف الليل تحديدا، "عمّ الهدوء غالبية الأراضي السورية" التي تنتشر فيها قوات النظام والفصائل المقاتلة ولم تسجل أي طلعة للطيران الروسي في شمال اللاذقية، وأضاف أن الهدوء يعم أيضا محافظتي حمص وحماة وسط سوريا.
وهذه أول هدنة واسعة مدعومة بقرار لمجلس الأمن الدولي منذ بدء النزاع الذي أسفر عن سقوط 270 ألف قتيل منذ 2011 وأدى إلى نزوح أكثر من نصف السكان، وخلال الأيام الثلاثة الماضية، أعلنت دمشق ونحو مئة فصيل مقاتل فضلا عن وحدات حماية الشعب الكردية أنها ستلتزم الاتفاق.
ولا يشمل وقف إطلاق النار تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة المتحالفة مع عدة فصائل مقاتلة. ويمكن بذلك للنظام السوري وحليفته روسيا والتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة مواصلة ضرب التنظيمين في الأيام المقبلة.
هذا ودعا زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني الجمعة الفصائل المقاتلة إلى رفض الهدنة التي وصفها بأنها "مذلة".
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أن روسيا ستواصل بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ ضرب تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرهما من "المنظمات الإرهابية في سوريا "بلا هوادة".
من جهته أعلن موفد الأممالمتحدةلسوريا ليل الجمعة السبت أنه يعتزم الدعوة إلى جولة مفاوضات سلام جديدة حول النزاع. لكنه اشترط لذلك أن يصمد وقف الأعمال العدائية وأن يتواصل إيصال المساعدات الإنسانية إلى ملايين السوريين المحاصرين جراء النزاع.
ومباشرة بعد عرض دي ميستورا، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يصادق على الاتفاق الأميركي الروسي في شان وقف الأعمال العدائية في سوريا ويطالب جميع الأطراف المعنيين بتنفيذه.