استفادت ولاية تيبازة من عدة مشاريع هامة في قطاع الموارد المائية أهمها انجاز محطة تحلية مياه البحر بفوكة بطاقة إنتاج 125 ألف متر مكعب يوميا وإنجاز سد "كاف الدير" بالداموس بطاقة استيعاب 25 الف متر مكعب يوميا، حيث يسمح هذا المشروع بعد دخوله حيز الخدمة بتلبية حاجيات الجهة الغربية للولاية من المياه الشروب والمساهمة في سقي 5100 هكتار من الأراضي الفلاحية بالإضافة الى ذلك تم إنجاز العشرات من الأبار ومحطتين لمعالجة المياه المستعملة في كل من شنوة وحجوط في انتظار استلام محطة بواسماعيل نهاية السنة المقبلة. وفيما يخص عملية توزيع المياه الصالحة للشرب فهي مختلفة من بلدية إلى أخرى حسب ما صرح به مدير الموارد المائية ومدير التوزيع لشركة "سيال"، وتعارضت الإحصائيات المقدمة من قبل شركة "سيال" في الكثير من الأحيان مع المعطيات التي كان يقدمها رؤساء البلديات، إذ وقفت لجنة التنمية المحلية والتجهيز والاستثمار والتشغيل خلال خرجاتها الميدانية على العديد من النقائص في هذا القطاع وكشفت عن وجود فرق كبير جدا بين كمية الإنتاج في السنة وبين كمية الماء التي تم احتسابها أوبيعها من قبل شركة "سيال"، إذ أن هذا الفارق، الذي تجاوز 158 مليون متر مكعب خلال 4 سنوات، يكفي لحاجيات الولاية ل 5 سنوات أخرى . وببلدية احمر العين يعرف مشروع إنجاز قناة مزدوجة تأخرا كبيرا بسبب اعتراض الفلاحين على مرور القناة على الأرض التي يستغلونها في إطار الكراء، إضافة الى مشروع حي ربط حيي "يزة 1" و"يزة 2" ومزيان بن عائشة بشبكة الصرف الصحي على طول 12 كلم والتي تتوفر على خزانات مياه قديمة أصبحت اليوم تشكل خطرا على السكان ويجب تنحيتها في أسرع وقت ممكن ونفس الأمر بالنسبة لاحياء لبلدية سيدي راشد في التجمع رقم 4، سي مروان، وسي لحول، وفي بلدية بوركيكة في كل من حي سي محي الدين وحي قداري، كما تعيش بلدية سيدي راشد على وقع الروائح الكريهة المنبعثة من وادي سيدي راشد وبالضبط في حي سي لحول، بسبب تراكم المياه القذرة القادمة من بلديتي بوركيكة واحمر العين واعتراض الفلاحين للمقاول المكلف بإصلاح الوضع وعدم السماح له بالاستمرار في الأشغال كما تشهد بلدية بوركيكة تذبذبا في التزود بالمياه في انتظار إنجاز الشبكة بدوار هني 3، حيث تم اختيار المؤسسة مع تقوية الشبكة في كل من دوار بودومة، سيدي علي مبارك ومرابط. وببلدية بواسماعيل، فان غالبية أحيائها يتم تزويدها نصف اليوم كوسط المدينة والأحياء الجنوبية، باستثناء احياء الجهة الشمالية الموجودة أسفل المدينة التي يتم تزويدها تقريبا 24/24 ساعة، كما أن بلدية بواسماعيل مغطاة بالشبكة باستثناء الأحياء الفوضوية، وتوجد عملية سرقة المياه خاصة على مستوى حي أوحليمة، اما فيما يخص شبكة الصرف الصحي فقد تم تسجيل عدة عمليات في هذا الإطار لإعادة تجديد الشبكة فيما يبقى حي عوف بوعلام 1 دون شبكة للصرف الصحي بالرغم من الشروع في إنجاز الشبكة التي وصلت اشغالها إلى حوالي 60 في المائة غير أن الأشغال متوقفة - وهونفس الشيء بالنسبة لحي عوف بوعلام 2 فيما رفض أصحاب الأراضي السماح بتمرير شبكة الصرف الصحي نحوحي 9 شهداء . وقد كشفت اللجنة في هذا الشأن أن مشروع إنجاز محطة معالجة مياه الصرف الصحي متأخر أين تم تسجيله في 2013، وانطلق في أوت 2015، وهذ بسبب تعطل عملية ترحيل السكان، وقد وصلت نسبة الإنجاز إلى 10 بالمائة، في انتظار أن يسلم المشروع نهاية سنة 2017، وبعد إنجاز هذه المحطة سيتم ربطها ببلديات بواسماعيل، فوكة، دواودة، خميستي وبوهارون وبعد معاينة تدفق المياه القذرة لحي بليلي الذي تم وسط مقبرة بواسماعيل، وقد أكد المسؤولون على القطاع أنه سيتم الشروع في تحويل التدفق في الآجال القريبة . وببلدية بوهارون توجد شبكة قديمة تعود الى الفترة الاستعمارية، ويوجد بها تسربات كبيرة، كما أن التدخلات لإصلاح الأعطاب ينتج عنها عدم إرجاع الأرضية إلى حالتها الأولى، كما يوجد تبذير للمياه في أحياء الزاوية وسعيدية لعدم وجود عدادات، في حين أن دوار سوماتة ودوار وافرة ليس لديهم شبكة للمياه الصالحة للشرب، حيث تم تسجيل المشروع في 2014 ضمن المخطط البلدي للتنمية، غير أن مديرية الموارد المائية تحملت إنجاز المشروع الذي لم ينطلق بعد إلى يومنا هذا وبخصوص شبكة التطهير الصحي يشهد حي 750 مسكن وضعية كارثية بسبب تدفق المياه القذرة في الهواء الطلق بسبب تلف الشبكة القديمة، وعدم نجاح الدراسة خلال إنجاز المشروع، وبخصوص تدفق وادي المارشي الذي يعد النقطة السوداء في مدينة بوهارون نتيجة انسداده خاصة خلال فصل الشتاء، فقد رفضت مؤسسة "إيكوراب " السماح بتمرير القناة عبر أحد مستودعاتها كما أن شبكة الصرف الصحي بحي بوقرة تمر عبر مزرعة فلاحية مما يؤدي الى انسدادها المتكرر بالأتربة . بلديات "تزورها " المياه ساعة أو ساعتين فقط في اليوم في وقت تحصي فيه اللجنة تبذيرا في المياه الصالحة للشرب، تسجل بعض البلديات نقصا فادحا في عملية التزود بالمياه الصالحة للشرب على غرار بلدية الأرهاط التي يتم تزويدها يوميا لمدة 4 ساعات فقط في اليوم فيما تشهد بعض الأحياء والدواوير تذبذبا في التزود بالمياه الصالحة للشرب، حيث أن دوار سيدي سالم يتزود بأقل من ساعة في اليوم، ودوار بوخليجة ساعة في اليوم،ونفس الشيء بالنسبة لدوار أمجاج، فيما يشهد دوار تزروت عراكات بين السكان بسبب انخفاض مياه المنبع، أما دوار المناجم فقد أوقفت شركة "سيال " تزويد هذا الأخير من المنبع بسبب اللون الأحمر للمياه، غير أن المواطنين اعتبروا ان السكان تعودوا على هذه المياه منذ قرون ولم يصب أحد بأي أمراض بسبب لون المياه، أما دوار الساحل فلا يوجد به شبكة، بل توجد توصيلات عشوائية وفوضوية من المنبع أين تم اقتراح انجاز محطة ضخ، وبخصوص دوار مشيطة الذي يبلغ عدد سكانه 700 مسكن، لا توجد به شبكة مياه بالرغم من وجود شبكة الصرف الصحي، كما تظل العديد من الأحياء دون شبكة صرف صحي بالرغم من إنجاز دراسة لوضع الشبكة ونفس الشيء بالنسبة للعديد من أحياء بلدية الداموس فيما تعتبر بلدية بني ميلك النقطة السوداء في التزويد بالمياه الصالحة للشرب بحيث يتم تزويد المدينة بساعتين في الأسبوع أي بمعدل ساعة في 3 أيام، فيما بلغت مدة التزود في فصل الصيف إلى 12 دقيقة في الأسبوع، وقد أنفقت البلدية 10 ملايير سنتيم لإعادة تجديد 20 كلم من شبكة المياه الصالحة للشرب، وفي هذا الصدد قام عمال البلدية باستعمال الجرارات لنقل المياه من الداموس وإلى نقاط بعيدة تتجاوز 34 كلم علما أن السلطات المحلية قامت بمراسلة مديرية الموارد المائية وشركة "سيال ط لإيجاد الحلول التي تعاني منها البلدية في هذا القطاع، غير أنه لم يتم الرد على مرسلاتها والأخطر من ذلك أنه تم إرسال فواتير استهلاك المياه لسكان لا توجد لديهم في الأساس شبكة المياه ولا عدادات، كما طالبت البلدية من شركة "سيال " تحمل المسؤولية في التسيير. وبالموازاة تعتبر بلدية سيدي سميان من البلديات الثلاث التي تشهد نقصا حادا في المياه الصالحة للشرب خاصة بين شهري ماي ونوفمبر، إذ يتم تزويد وسط المدينة ودواوير القنطرة، حي مصطفاوي، ونفس الأمر بالنسبة لبلدية أغبالا التي تتزود لمدة نصف ساعة في اليومين وأحيانا 3 أيام، فيما تتزود بعض الاحياء عن طريق الصهاريج . هوواقع يعيشه غالبية سكان ولاية تيبازة الذي يتطلعون كل يوم إلى تحسين ظروف التزود بالمياه الصالحة للشرب على الرغم من الإمكانات الهائلة التي تتوفر عليها الولاية من حيث السدود والينابيع ما يستدعي البحث عن حلول استعجالية لتزويد أكثر البلديات التي تعاني نقصا كبني ميلك وأغبال وسيدي سميان والتجمعات السكانية بالأرهاط، بالمياه الصالحة للشرب خاصة ونحن على أبواب فصل الصيف مع رفع قدرات تخزين المياه خاصة في المناطق الغربية مع اقتراب الانتهاء من انجاز سد كاف الدير وتجديد شبك المياه الصالحة للشرب وإنجاز أخرى جديدة بالبلديات الغربية استعداد لتسلم مشروع سد كاف الدير بالداموس وإسراع شركة "سيال" في التكفل بتسيير جميع التجمعات السكانية وعدم الاكتفاء فقط بمقار البلديات وأن تضاعف من تواجدها في الأماكن الحضرية من أجل التدخل السريع لإصلاح التسربات والأعطاب .