ستخلط الاستحقاقات القادمة أوراق قادة تشكيلات سياسية، وستكون التشريعيات اولى محطات اهتزاز كراسي، وقد ظهرت اولى بوادر الانشقاقات والتصدع داخل أحزاب، وغايتها الاطاحة بقيادات ترفض مطالب او تعترض عهدات نيابية متكررة او غير مروبة. "تصحيحيو" الأفلان يعودون الى الواجهة الأفلان واحد من بين الأحزاب الكبيرة، يعيش ازمة داخلية خانقة، بسبب عودة "التصحيحين" الى الواجهة، ومطالبتهم برحيل الأمين العام للافلان عمار سعداني، وما زاد الأمور تعقيدا داخل الحزب، التحاق عدد كبير من المحافظين بمعارضة الامين العام الحالي، لسبب واحد هو ان الكثير منهم لديه رغبة في الترشح للتشريعيات القادمة، الا ان قيادة الحزب تعارض قراراهم، وهو ما أدى الى اتساع رقعة الغضب داخل الحزب العتيد، الذي يعتبر من بين أكثر الأحزاب التي عرفت تداولا على قيادته، حيث شهد تداول أكثر من 10 امناء عامين على منصب الأمانة العامة للحزب منذ الاستقلال، ووصل اغلبهم على "بساط" أزمات والصراعات. يحدث هذا في وقت تمكن الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد اويحي، من تثبيت نفسه على كرسي ثاني قوة سياسية في البلاد، وتمكن أيضا، من تثبيت هياكل حزبه، بعد هزات عرفها مع انه كان قادرا على المواصلة بهياكل انتقالية، وعرف التجمع الوطني الديمقراطي تداول على كرسي الزعامة ثلاثة أمناء عامين بطريقة هادئة، مقارنة بآخرين. محاولة انقلاب "صامتة" على مقرى من جهته، يواجه رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، محاولة انقلاب "صامتة" من تيار محسوب على جناح الرئيس السابق لحمس ابوجرة سلطاني، الذي عارضه كثيرا في قرارات اتخذها ابرزها التحاق حمس بقوى الانتقال الديمقراطي. ويحضر هذا التيار للاستثمار في قرار مقري بخصوص التشريعيات القادمة، التي ستزيد الأمور تعقيدا، بالنظر الى حديث متداول باروقة تنسيقية الانتقال الديمقراطي، مفاده امكانية مقاطعة الأحزاب المنضوية تحت لواءها للاستحقاقات القادمة. وسيحسم اجتماع مجلس الشورى القادم، في العديد من القضايا المصيرية التي تخص الحركة، التي تعتبر من بين التشكيلات التي عرفت صراعات وانشقاقات بسبب كرسي الرئاسة، وسمحت وفاة الشيخ محفوظ نحناح ببروز قيادات جديدة كأبوجرة سلطاني، وعبد المجيد مناصرة الذي انسحب بعد فشله في سباق خاضه رفقة هذا الأخير. حال الأحزاب الصغيرة، والتي يفضل البعض تسميتها بالأحزاب المجهرية، لا يختلف كثيرا عن الأحزاب العتيدة، وتعيش العديد منها على وقع صراعات داخلية، وصلت بعضها اروقة المحاكم كحزب العدل والبيان، الذي يعيش حراكا غير مسبوق، بسبب سياسية نعيمة صالحي في تسيير الحزب، ما دفع بالعديد من المناضلين الى تقديم استقالتهم، فيما تحضر قيادات أخرى داخل التشكيلة الى الانقلاب عليها. جاب الله يحصن نفسه من الانقلابات وفي وقت تعيش بعض الأحزاب حراكا عير عادي، مع قرب موعد التشريعيات، يخيم هدوء على تشكيلات أخرى كرئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب، الذي يوجد في اريحية بسبب عدم وجود منافس له يزاحمه على كرسي رئاسة الجبهة، وحصّن هذا الأخير تشكيلته من عدوى الحركات التصحيحية، حيث أجرى تغييرات في المكتب الوطني بإدخال أعضاء جدد في القيادة الوطنية، مع تعيين النائب البرلماني لخضر بن خلاف ناطقا رسميا للحزب، وادمج أربعة قياديين من حركة الإصلاح سابقا ممن شاركوا في الإطاحة بجاب الله من ذات التنظيم السياسي قبل سنوات. واختار رئيس جبهة العدالة والتنمية صفة الناطق الرسمي للنائب البرلماني لخضر بن خلاف وإعفائه من التنظيم، في حين أدرج أبرز خصومه السابقين في معركة الإطاحة به من تنظيمه السياسي الثاني وهو جمال صوالح ضمن المكتب الوطني، وهو الشأن نفسه بالنسبة لثلاثة أعضاء آخرين، وشهدت الدورة إقصاء أسماء من الشورى الوطني بدعوى عدم الحضور. وتزامن موعد هذه التغييرات في الحركة التي يقودها جاب الله قبل سنة من الانتخابات التشريعية، بشكل يوحي برغبة الشيخ في ترتيب أوراق بيته وإجراء تحالفات في القواعد ومصالحات بين أبناء التيار الذي قاده منذ السبعينات من أجل تجنب نكسة الاستحقاق الانتخابي في 2012. بلعباس ماض في رئاسة الأرسيدي نفس الأمر بالنسبة لرئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس، خليفة الدكتور سعيد سعدي، الذي وجد نفسه في منأى عن الصراع والاختلاف مع القيادة المركزية، وطريقة اختيار الزعماء في هذه التشكيلة السياسية لا تتم عن طريق "انقلاب"، فهي تعتمد مثلما قال القيادي والنائب السابق عن الحزب بالمجلس الشعبي الوطني نور الدين آيت حمودة "شركة اقتصادية تحتفظ بمد رائها ومسؤوليها سنوات طويلة، ويمثل الحزب شركة ذات الشخص الواحد". بن يونس ينجو من رياح التغيير أما وزير التجارة السابق ورئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، فهو ماض في تهيئة تشكيلة للتشريعيات القادمة دون مشاكل، وسلم حزبه من رياح "الانقلابات"، رغم ما أثير بعد ابعاده من حكومة سلال بسبب مواقف متناقضة مع طاقم سلال، وأطلقت قيادات مساندة للمنشق عن الأرسيدي حملات بمواقع التواصل الاجتماعي تعلن فيها دعمها المطلق له.