سيجد الوزراء الجدد، الذين ظهرت أسمائهم لأول مرة في الطاقم الحكومي لعبد المالك سلال، أنفسهم في مواجهة مهام صعبة تتمثل في استكمال ما بدأه سابقوهم، وتسطير برامج جديدة تساعدهم على إنعاش قطاعاتهم. مس التعديل الحكومي الجديد قطاع المالية، وعين الدكتور حاجي بابا عمي على رأس القطاع، خلفا لعبد الرحمان بن خالفة، الذي اتهم بالتقصير في إدارة قطاعه، وسيجد بابا عمي، الذي شغل مهاما ومسؤوليات مختلفة، ولعب دورا هاما في الخزينة العمومية، نفسه في مواجهة مهمة صعبة، بالنظر الى الوضعية المالية التي تمر بها بالجزائر جراء تراجع المداخيل وعجز الخزينة العمومية، بسبب تآكل احتياط الصرف، وسيكون على المدير العام السابق للخزينة العمومية والمحافظ السابق لبنك التنمية حاجي بابا عمي، إيجاد حلول لمشاكل أخلطت أوراق سابقه، فهو مطالب بخفض وترشيد الإنفاق العمومي، مع تراجع المداخيل وزيادة نفقات الواردات، وتوفير الأموال لاستكمال البرامج المسطرة، وعدم المساس بالتحويلات الاجتماعية وأموال تضخها الدولة في الخزينة العمومية لدعم أسعار المواد الأساسية، والتي اعتبرتها حكومة سلال خط أحمر لا يمكن المساس به. والوزير الجديد مطالب بتفعيل الإصلاحات المالية التي لطالما دعا اليها بصفته الوزير المنتدب السابق لدى وزير المالية المكلف بالميزانية والاستشراف في الحكومة الجديدة، وبموازاة مع هذا مطالب باستكمال استرداد الأموال المتداولة في السوق الموازية، ومحاولة قطع الطريق امام التجارة الموازية. وفضل رئيس الجمهورية أن يبعد صالح خبري، الذي لم يعمر كثيرا على رأس وزارة الطاقة، واختار رجلا ذي تكوين اقتصادي، عمر هو الآخر طويلا في مديرية سونلغاز، ليسير أمور الوزارة، وستكون مهمة نور الدين بوطرفة، الذي تلقى في السابق انتقادات لاذعة من نواب البرلمان، وسيعمل على ترشيد استغلال الريع النفطي، ويواصل لعب الدور الدبلوماسي الذي لعبه صالح خبري والمتمثل في كسب تأييد نظرائه في دول اخرى من أعضاء منظمة أوبك أو غيرها من المنتجين والمصدرين، أما الملف الثقيل الأخر الذي سيثقل كاهل بوطرفة، اعادة حصة الجزائر من الغاز في السوق الاوروبية. وفي السياق يبدو ان مهمة وزير الفلاحة الجديد شلغوم عبد السلام، ليست سهلة ولا هينة، بالنظر إلى الملفات الثقيلة التي تنتظره، وسيجد نفسه أمام وضعية "الشح المالي" التي تعيشها البلاد، في مهمة البحث عن موارد مالية جديدة، وإعادة بعث القطاع وجعله كقطاع بديل لقطاع النفط، فالمعركة الجديدة التي ستواجه وزير الفلاحة ستكون معركة اقتصادية تنموية محضة.