إذا كان الوزراء الذين جدّد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الثقة فيهم سيواصلون، على الأرجح، تجسيد نفس مخطط العمل الساري، فإن الوزراء الجدد الذين تظهر أسماؤهم لأول مرة أو من جديد ضمن التشكيل الوزاري، سيكونون على موعد مع مهمة مزدوجة في غاية الصعوبة، تتمثل في استكمال ما بدأه سابقوهم من جهة، وتسطير برامج جديدة لإنعاش قطاعاتهم من جهة أخرى. تسلم جميع الوزراء الجدد يوم الثلاثاء مهامهم ضمن طاقم حكومة الوزير الأول عبد المالك سلال، وقد لوحظ حرصهم خلال مراسيم استلام المهام على تأكيد رغبتهم في مواصلة تنفيذ البرامج المسطرة سلفا، مع العمل على استدراك النقائص الموجودة. وترصد (أخبار اليوم) في هذا التقرير أخطر التحديات الموضوعة على مكاتب الوزراء الجدد، والذين يقدر عددهم إجمالا ب14 وزيرا، بينهم وزيران منتدبان. وزيرة في مواجهة عاصفة قطاع التربية.. مسّ التشكيل الحكومي الجديد قطاع التربية الوطنية، أين تم تنصيب نورية بن غبريط وزيرة التربية الوطنية، وبهذا ينتظر الوزيرة مهام جد صعبة خاصة هذا القطاع الذي عرف في الآونة الأخيرة عدة اختلالات هزت استقراره، من احتجاجات أساتذة وشركاء اجتماعيين، ضف إلى ذلك تلاميذ الباكالوريا الذين مرّ مسارهم الدراسي تحت وطأة التهديد بشبح السنة البيضاء نظرا للعاصفة التي مرت بالقطاع. وفي هذا الإطار، من الضروري أن تقوم وزيرة التربية الجديدة بإجراء عملية جراحية لاستئصال الورم الذي أصاب القطاع في السنوات الأخيرة، وانحطاط المستوى التعليمي الذي يعيشه هذا الأخير، والعمل على رفع المستوى وسن قوانين تجبر الكل على العمل بها في إطار إعادة هيكلة قطاع التربية والذي يعتبر الوتر الحساس الذي يبني صرح المستقبل والمتمثل في شباب وشابات الجزائر. كما ينتظر بن غبريط غضب النقابات والشركاء الاجتماعيين الذين كلما مرّ الوقت تزايدت طلباتهم، أين يلزمها هذا الجانب بفتح باب حوار واسع كي تتمكن من مواجهة الأمر بكل جدية بعيدا عن مسلسل الاحتجاجات الذي مسّ القطاع. ورشات جلاب التزم وزير المالية الجديد محمد جلاب بمناسبة مراسم استلام وتسلم المهام (بمواصلة الجهود المبذولة في القطاع وفتح ورشات جديدة للإصلاح والتحديث)، وقد تم تعيين محمد جلاب على رأس وزارة المالية خلفا لكريم جودي الذي غادر الحكومة الجديدة لعبد المالك سلال. وكان جلاب الرئيس المدير العام للبنك العمومي القرض الشعبي الجزائري يشغل منصب وزير منتدب لدى وزير المالية مكلف بالميزانية. وتتمثل أبرز نقائص قطاع المالي التي تواجه محمد جلاب بمطالبة شركات التأمين بضرورة مراجعة قوانين التأمينات بما يواكب التطورات الجارية، إلى جانب الكشف عن مشروع القانون التمهيدي في أقرب الآجال من قبل وزارة المالية. كما ينتظر من جلاب ترشيد النفقات في ظل تراجع المداخيل وزيادة نفقات الواردات، وضرورة توفير التكوين في التأمينات وتعزيزه بخبراء من أجل إجراء دراسات تقديرية، كما يشهد القطاع غياب الابتكار، والمطالبة كمرحلة ابتدائية بتخفيض أسعار الإشهار للوصول التحسيس إلى الزبائن، وكذا تقديم تعويض الدعم في الإشهار عندما يتسع رقم أعمال الشركات. عجز الميزانية يؤرق بابا عمي تنتظر حاجي بابا عمي الوزير المنتدب لدى وزير المالية مكلف بالميزانية والاستشراف في الحكومة الجديدة مهمة جد ثقيلة، فجمعه بين متابعة الميزانية واستشراف الأوضاع ليس بالأمر الهين، رغم أنه رجل يتمتع بخبرة كبيرة في مجال المالية ويولي اهتماما خاصا بتعزيز التعاون والاندماج الإقليميين في إفريقيا بحسب من يعرفونه، وسيكون عجز الميزانية نتيجة زيادة كتلة الأجور، خصوصا في ظل الإلغاء المرتقب للمادة 87 مكرر من قانون العمل، في مقدمة التحديات التي يواجهها بابا عمي. ويعرف قطاعه كذلك بعض الاحتجاجات والإضرابات بسبب عمال قطاع المالية الذين طالبوا في العديد من المرات بالحصول على منحة السيادة التي يحصل عليها عمال الداخلية والخارجية والعدل، وزيادة في أجور عمال القطاع، أين يتراوح معدل أجور عمال القطاع بين 17600 دينار جزائري بالنسبة لأعوان المعاينة، وحوالي 30 ألف دينار جزائري للمفتشين. وتخلل القطاع في الشهر الفارط موجة احتجاجات ترتكز مطالبها الأساسية على مراجعة القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية لعمال القطاع، وإدماج جميع موظفي الأسلاك المشتركة من مختلف الرتب في الأسلاك التقنية التابعة للقطاع، خاصة فئة المتصرفين الإداريين العاملين بمصالح المديرية العامة للميزانية، كمصالح الرقابة المالية، المعينين بعد شهر ديسمبر 2007، وقبل جانفي 2010، وكذا تعميم إدماج أسلاك الإعلام الآلي والأرشيفيين بالقطاع، والرفع من قيمة منحة المردودية وتنقيطها على أساس 40 بالمائة لجميع الأسلاك التقنية واحتسابها بأثر رجعي من جانفي 2008. هل ينعش بوشوارب قطاع الصناعة؟ عاد عبد السلام بوشوارب وزير الصناعة في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد ليترأس قطاع الصناعة في حكومة عبد المالك سلال، وسيواجهه بوشوارب في قطاع الصناعة عدة عقبات أبرزها إنعاش القطاع الصناعي ليكون بديلا عن المحروقات وغضب النقابات العديدة من المؤسسات الإنتاجية. ملفات ثقيلة على مكتب قرين حميد قرين عين وزيرا للاتصال في تشكيلة الحكومة الجديدة للوزير الأول عبد المالك سلال، ليكمل ما بدأ فيه الوزير السابق عبد القادر مساهل وليفتح ملفات وورشات أخرى، منها تطوير القطاع واعتماد بطاقة الصحفي، واعتماد القنوات الفضائية الخاصة وترسيم النصوص التطبيقية وتشكيل سلطتي الضبط المتمثلة في سلطة ضبط إعلامية وسلطة ضبط خاصة بالسمعي البصري. المنظمة العالمية هاجس بن يونس هو وزير ليس بالجديد وليس بالقديم كان في وزارة الصناعة لتستبدل حقيبته الوزارية من الصناعة إلى وزارة التجارة، لكن هذا لا يمنع أن بانتظاره مهاما جد صعبة على المستويين الداخلي والخارجي في قطاع حساس بالجزائر مثل التجارة. من الضروري أن يكمل عمار بن يونس المهام التي بدأ بها الوزير السابق مصطفى بن بادة خاصة على المستوى الخارجي والتي تعتبر أولوية قصوى وهي مفاوضات الانضمام للمنظمة العالمية للتجارة والتي كانت سارية المفعول مع الوزير السابق والتي لابد أن تكلل بالنجاح مع بن يونس. ومن بين الملفات الثقيلة الخارجية الموضوعة على مكتب بن يونس هي كيفية تقديم تنازلات تخص استيراد بعض المنتجات أو أي تطبيع متمثل مع الكيان الصهيوني، أما فيما يخص المستوى الداخلي محاربة التجارة الفوضوية والمحافظة على استقرار أسعار الخضر والفواكه في الأسواق، إلى جانب مواصلة مشروع بن بادة والمتمثل في بناء أسواق جوارية تساهم في التقليل من الأسواق الموازية. الطرق السيّارة.. التحدي الخطير لقاضي عبد القادر قاضي وزير الأشغال العمومية عيّن في التشكيلة الجديدة للحكومة يوم الثلاثاء الماضي في مكان شيعلي، على مكتبه في مقر وزارة الأشغال العمومية ملفات ثقيلة متعلقة باستكمال عدة مشاريع من بينها 10 طرق سيارة جديدة، إلى جانب إصلاح ما أفسده (البريكولاج) على مستوى الطريق السيار شرق غرب. الغازي في مواجهة عقود ما قبل التشغيل ملف التشغيل أكبر ملف على مكتب محمد الغازي وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، إلى جانب الملف العالق والذي طرح الكثير من التساؤلات ألا وهو عقود ما قبل التشغيل (لانام) و(الكناك) الذين لم يتم إدماجهم في مناصب دائمة منذ مدة طويلة، حيث شكّل هذا الأمر أكبر عقبة في طريقهم ومسارهم المهني، وبذلك هو عقبة كذلك لدى الوزير الجديد على رأس وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي. شرابي وتحدي "رفع المستوى" وزيرة جديدة للثقافة عوضا عن خليدة تومي نادية شيرابي لعبيدي، عيّنت أول أمس على رأس وزارة الثقافة ينتظرها ملف ترقية القطاع والرفع من مستواه، والإشراف على عاصمة الثقافة الإسلامية التي ستنظم بولاية قسنطينة، مع ضرورة نجاح هذا المهرجان. مسلم.. والفئات الهشة تقلدت مونية مسلم وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، لتكون ضمن طاقم عبد المالك سلال ومن أخطر التحديات التي تواجهها في القطاع ملف الفئات الهشة خصوصا فئة المعاقين (منحة ضئيلة وسوء التكفل). ضحايا فرنسا.. وزيتوني تنظره مهام جد صعبة خاصة على المستوى التنظيمي كضبط قائمة نهائية للمجاهدين، وتصفية الملفات العالقة، أما على المستوى السياسي فيواجهه ملف ضحايا مجازر الاستعمار الذي ينتظر بعث ملفات التعويض من جديد. خمري.. وأولويات الشباب عين بوزارة جديدة تم استحداثها خلال التشكيل الحكومي الجديد تعطي أولوية للشباب الجزائري وتطلعاته واهتماماته، بعدما تم فصلها عن قطاع الرياضة ليبقى الوزير تهمي يشغل منصب وزير الرياضة، وزير الشباب عبد القادر خمري. تنتظر خمري تحديات كبيرة كون الوزارة جديدة ولابد أن تصنع مكانتها في الحكومة الجزائري وفي المجتمع الجزائري ككل، ومن أهم تطلعاتها والتحديات التي تواجهها هو الاهتمام أكبر بقطاع الشباب وهي الفئة الأكبر في المجتمع الجزائري. زرهوني وإنعاش السياحة نصبت نورية يمينة زرهوني وزيرة للسياحة والصناعة التقليدية في الحكومة الجديدة المشكلة، تنتظرها مهام ثقيلة في مكتبها الوزاري تتمثل في إنعاش القطاع وإعادة الاعتبار للمرافق السياحية المهملة، إلى جانب خلق منبر لاستعراض الصناعات التقليدية والتعريف بها داخليا وخارجيا، وذلك من أجل إقبال على هذه الصناعة. مُهمة عسيرة لأصغر وزيرة أما أصغر وزيرة في الطاقم الحكومي لعبد المالك سلال، الآنسة عائشة طاغابو وهي وزيرة منتدبة لدى وزيرة السياحة والصناعة التقليدية مكلفة بالصناعة التقليدية، فتنتظرها مهمة عسيرة ترتكز أساسا على إعادة الاعتبار للصناعة التقليدية خصوصا بمنطقة الجنوب الجزائري.