يحلم الشعب الجزائري كله بفوز سيحقق بزامبيا أمام منتخب هذا البلد و الذي سيمكنه من حجز مكانة في مونديال جنوب إفريقيا بعد غياب دام أكثر من 25 سنة عن أجواء كاس العالم. استفاد المنتخب الوطني من تحضيرات على أعلى مستوى رغم الشكاوي التي كان يطلقها الطاقم الفني في وقت سابق بسبب عدم توفر الوقت من أجل خلق الانسجام، حيث شارك لاعبو الخضر في تربصين طويلين في فترتين متقاربتين وفي ظروف جيدة بعيدا عن الضغوط.فالمعسكر الأخير الذي أجراه الخضر كان بعيدا عن ضغط الشارع الجزائري وحتى الإعلام الذي وفر المناخ الملائم لتفادي إزعاج الطاقم الفني.و تصب كل المعطيات أو اغلبها الأفضلية للمنتخب الجزائري للعودة بكامل الزاد من زامبيا، على الرغم من المخاوف التي تردد هنا أو هناك منها تصريحات المدرب رابح سعدان.ومن خلال متابعتنا للمنتخب الزامبي والأوضاع في المدن الزامبية تأكدنا بان كل الظروف مهيأة للفوز إلا إذا حدث أمر طارئ، دون الاستهانة بإمكانيات الفريق الزامبي الذي يملك مواهب كروية تعد بالكثيرالأمر الثاني في غاية الأهمية هو أن التعداد مكتمل الصفوف فهو جاهز من الناحية المعنوية و الفنية، والأمر الجيد هو أن تعداد الخضر الحالي لا يشكو الإصابات ولا العقوبات، ما يعطي حرية الاختيار للخضر.وفي نفس السياق هناك رغبة من اجل تحقيق الفوز مع احترام النظام العام في حدود الانضباط دون الخروج عن النص سوى في حالات بسيطة جدا لا توحي بذلك.واذا ما استغل رفيق صايفي ومنصوري ومجموعتهما خبرتهما جيدا فانها ستكون الفاصل امام منتخب زامبي حديث النشأة ويتشكل من عناصر محلية شابة ولا تملك الخبرة الكافية.وعكس التصريحات التي أطلقت عبثا إما لتغليط الرأي العام او تهيئته لقبول الصدمة في حال التعثر، فان أرضية ميدان كونكولا بتشيليلابومبي ليست سيئة بالشكل الذي صور، بل هي أحسن بكثير من الملاعب الجزائرية.وحتى وإذا سلمنا بان ذلك إشكال حقيقي، فان لعب الكرات الطويلة مثلما ركز عليه الطاقم الفني في التدريبات سيقي لاعبي الخضر شر الهزيمة أو حتى التعادل، وإمكانية الفوز تبدو واردة.ولا يناصر الجمهور الزامبي منتخبه إلى حد التعصب الأعمى، ولو انه حلم الوصول إلى المونديال شدد من اهتمامهم و الوقوف إلى جانب منتخب بلادهم.ومن خلال جولة استطلاعية في ندولا أو في مدينة شينغولا التي يقيم بها الخضر، او حتى في مدينة شيليلابومبي فان اهتمامهم بالكرة كبيرة، حيث يعشقون الكرة إلى حد النخاع، لكن مع ذلك فهم مسالمين ويتحدثون بموضوعية عن قوة المنتخب الجزائري.ويلجأ الأنصار الزامبيون إلى استعمال آلات صاخبة لمناصرة فريقهم، لكن دون الاعتداء عن الخصم أو التأثير عليه بطريقة غير رياضية حيث كان يقيم المنتخب الجزائري في ظروف جيدة بعيدا عن صخب الجماهير.أما النقطة الأخيرة فهي تتعلق بأداء اللاعبين، إذ أن دخول زملاء بوقرة بنفس الحرارة والعزيمة التي دخلوا بها لقاء مصر، ستعطيهم الأفضلية في المباراة.كما على عناصر المنتخب الجزائري تفادي الغرور لان فوز مصر ليس سوى ثلاث نقاط وقد لا تكون لها قيمة إطلاقا إذا عاد بهزيمة من زامبيا، وبالتالي فان اللعب برزانة و إعطاء المنافس حجمه الحقيقي كفيل بالعودة بنقاط المباراة كاملة.