تشهد الدورة الحالية من مهرجان "لوكارنو" السينمائي تواجداً مكثفاً وملحوظاً للسينما العربية، يتمثل في عرض 5 أفلام عربية في مختلف أقسام المهرجان الرسمية، وتواجد ناقد عربي في عضوية إحدى لجان تحكيم المهرجان، بالإضافة إلى مشاركة مركز السينما العربية في فعاليات المهرجان من خلال حلقات نقاشية، بالإضافة إلى نشاط المركز الرئيسي في الترويج للسينما العربية. الأفلام الخمسة التي تشارك في الدورة ال69 من مهرجان "لوكارنو" السينمائي هي "الماء و الخضرة والوجه الحسن" للمخرج المصري الكبير يسري نصر الله ،الذي ينافس ضمن المسابقة الدولية للمهرجان، وشهد عرضه العالمي الأول حضوراً كبيراً يكاد يكون كامل العدد، فيلم "أخضر يابس" للمخرج محمد حماد الذي يشارك في مسابقة العمل الأول للأفلام الروائية الطويلة (صناع سينما الحاضر)، وحصل على عرض رابع استثنائي بسبب الإقبال عليه، الفيلم الوثائقي " 300 ميل" للمخرج السوري عروة المقداد ، الذي يشارك في مسابقة "علامات الحياة" ، الوثائقي "زينب تكره الثلج" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية ضمن الاختيارات الرسمية خارج المسابقة، واللبناني القصير "بحبال الهوا" للمخرجة منون نمّور، الذي ينافس في المسابقة الدولية للأفلام القصيرة "فهود الغد"، كما قد وقع الاختيار على الناقد المصري أحمد شوقي، ليكون ضمن أعضاء لجنة تحكيم الاتحاد الدولى لنقاد السينما (فيبريسي) و ضمن حلقات StepIn النقاشية التي ينظمها المهرجان منذ 2012، شارك المحلل السينمائي علاء كركوتي رئيس مجلس إدارة " ماد سوليسيون "وممثل مركز السينما العربية بالمهرجان، في حلقة نقاشية بعنوان (دور العرض لن تموت أبداً)، والتي اهتمت بمناقشة التحديات التي تواجه دور العرض المستقلة أو الخاصة في السنوات الأخيرة، وما يمكن أن تقوم به دور العرض لتكون أكثر جذباً للجمهور وتوافقاً مع متطلبات السوق، بالتطبيق على نماذج في كندا، أميركا والقارة الأوروبية. وقد ركزت حلقات " ستاب إن " النقاشية هذا العام على الولاياتالمتحدةوكندا بشكل عام، مع تناول مخاوف صناعة السينما المستقلة حيث أقيمت خمس حلقات نقاشية، أوّلها بعنوان "كندا ،التكيف والابتكار لتنمية صناعة سينما حيوية"، الثانية "دور العرض لن تموت أبداً"، الثالثة بعنوان "السينما المستقلة، الشفافية من فضلكم"، الرابعة "كيف تقيس وسائل التواصل الاجتماعي نجاح فيلم وتدعم الصفقات" والأخيرة بعنوان "كيف تستمر سينما المؤلف في مستقبل حسب الطلب؟". يشار إلى أن مركز السينما العربية تنظمه شركة "ماد سوليسيون"، حيث بدأ المركز أنشطته هذا العام في الدورة ال45 من مهرجان روتردام السينمائي الدولي، ثم الدورة ال 66 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، ملتقى قمرة الدولي لصناع السينما، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام وكان المحطة العربية الأولى التي تستقبل المركز منذ انطلاقته الأولى بالعام الماضي، ثم مهرجان طريق الحرير السينمائي بأيرلندا، سوق هونغ كونغ الدولي للسينما والتليفزيون "فيلمارت"، الدورة ال69 من مهرجان كان السينمائي والدورة ال69 من مهرجان لوكارنو السينمائي. وقد سبق أن أعلن المركز عن تعاقده مع مجلة "فارايتي كشريك إعلامي" وموقع" فيستفال سكوب" كشريك رقمي و مع منصة " سترييم" الإلكترونية، كشريك تكنولوجي لأنشطة المركز في 2016، كما أطلق المركز خلال مهرجان "كان" العدد الأول من مجلة السينما العربية التي تُعد أول مجلة عربية تتوجه إلى صناعة السينما العالمية باللغة الإنجليزية، حيث تتكامل مع المركز خلال جولاته بمهرجانات السينما الدولية، بهدف تسليط الضوء على السينما العربية وصناعها، مع إبراز المواهب اللامعة والإمكانات الكامنة بها. مركز السينما العربية هو بمثابة منصة دولية تروّج للسينما العربية، حيث يوفر المركز لصناع السينما العربية، نافذة احترافية للتواصل مع صناعة السينما في أنحاء العالم، عبر عدد من الفعاليات التي يقيمها المركز وتتيح تكوين شبكات الأعمال مع ممثلي الشركات والمؤسسات في مجالات الإنتاج المشترك، التوزيع الخارجي وغيرها. وتتنوع أنشطة مركز السينما العربية ما بين أجنحة في الأسواق الرئيسية، جلسات تعارف بين السينمائيين العرب والأجانب، حفلات استقبال، اجتماعات مع مؤسسات ومهرجانات وشركات دولية، وإصدار دليل مركز السينما العربية ليتم توزيعه على رواد أسواق المهرجانات.