سؤال وحيد وجهته "الجزائر الجديدة" للروائي الفلسطيني ربعي المدهون الذي حلّ بالصالون الدولي للكتاب، فيما كان يعتبر الترجمة إلى العبرية تطبيعا ثقافيا وسياسيا، أم أن الأمر يتعلق بعنصرية لغوية. وقال ربعي المدهون خلال الحديث، أن هناك إتفاقا حول ترجمة روايته الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر" لعام 2016 "مصائر.. كونشرتو الهولوكوست والنكبة" إلى اللغة العبرية، ولم تترجَم بعد كما هو متداول في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وأكد المدهون، أن الفايسبوك سوق فوضوي بطريقة مرعبة، فكلّ يتناول الكلام من الزاوية التي يريدها، ويفصّل الأمور كما يشاء وذلك من أجل الإثارة، مجدِدا أن الأمر يتعلق باتفاق لترجمة الرواية إلى العبرية من قبل الناشر صالح عباسي من حيفا. وتابع المدهون، أن الرواية في حد ذاتها قد تعرضت لانتقاد كبير وقوبلت بسلبية من قبل الفلسطينيين والعرب، لأنه جمع فيها بين الهولوكوست والنكبة، حيث أن مجزرة دير ياسين هي سبب النكبة لأن عائلات فلسطينية كثيرة هجرت منازلها خوفا من الجماعات اليهودية، لذلك فإن جمعها في رواية واحدة مع الهولوكوست الألماني الذي راح ضحيته ستة ملايين يهودي يعتبر غير جائز لديهم، مضيفا أن الأمر ذاته كان من قبل المؤيدين لإسرائيل الذين يرفضون المقارنة بينهما. وقال المدهون، أن هناك لغطا كبيرا فيما يتعلق بالترجمة إلى اللغة العبرية، فهي في الأساس تتم بدور نشر فلسطينية وليس إسرائيلية، وحدث هذا مع كتّاب آخرين، مشيرا أن ترجمة روايته "السيدة من تل أبيب" إلى الإنجليزية لم تخلق ردود أفعال مماثلة، داعيا لعدم إصدار الأحكام وردود الأفعال السلبية، بانتظار الترجمة التي ستكون منتقاة بعناية من أجل الحكم عليها. وعنها، أوضح الروائي الفلسطيني، أن "مصائر.. كونشرتو الهولوكوست والنكبة" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، مرت بمكتبة "كل شيء" بحيفا إلى أن فازت ب"البوكر" ووصلت إلى الجمهور، مضيفا أنها رواية تواجه روايتهم المضللة، فالإسرائيليون يقيمون الدولة على أساس ديني، فأراد مواجهتهم بحقيقتهم حيث أنهم يشتكون ويتذكرون مذبحتهم في الوقت ذاته هم في موضع "الجلاد"، مشيرا إلى فكرة أن يحاكم الجلاد نفسه. وتقع الرواية في أربعة أقسام، تبدو في البداية منفصلة، حيث يمثل كل قسم إحدى حركات الكونشرتو الموسيقي، وبمجرد الوصول إلى الحركة الرابعة، تتضح الصورة للقارئ الذي سيحسّ بتكاملها فيما يتعلق بأسئلة الهولوكوست والنكبة، وكذا حق العودة للفلسطينيين الذين هاجروا من منازلهم ثم بدؤوا في محاولات للرجوع إلى بلادهم المحتلة بطرق فردية، مصوّرا كذلك الوجود المنفصم للفلسطينيين الذين فرضت عليهم الجنسية الإسرائيلية.