قال الروائي الفلسطيني ربعي المدهون صاحب جائزة البوكر العالمية للرواية سنة 2015، أن الكتابة تتطلب التضحية، مضيفا أن عمله الروائي الفائز بالبوكر تعرض لنقد كبير، والرواية أثارت جدلا واسعا في الوسط الأدبي. وأكد الكاتب الفلسطيني ربعي المدهون أن الخبرة التي اكتسبها في الكتابة الصحافية غذت تجربته في الكتابة الروائية. وقال يوم الخميس في منصة خصصت لتجربته الأدبية، نشطها محمد ساري امس بقاعة سيلا، خلال الطبعة ال21 من الصالون الدولي للكتاب الذي تجري فعالياته بقصر المعارض بالصنوبر البحري، أنه توقف عن الكتابة الصحافية منذ 2004 لأن المسار السياسي الفلسطيني لم يعد سهلا ودخل مرحلة صعبة. وأشار ربعي المدهون صاحب جائزة البوكر العربية لعام 2015 إلى أن انتقاله من كتابة القصة القصيرة وتوقفه عن ذلك، راجع إلى إيمانه بأن الكاتب، إذ لم يكن يملك جديدا يقدمه فما عليه سوى التوقف عن الكتابة ليتحول إلى كتابة جنس أدبي آخر، وهذا ما حدث له، وقال أنه بعد مجموعته القصصية "أبله خان يونس" انتقل إلى كتابة الرواية "السيدة من تل أبيب"، ثم كتب سيرته الذاتية، واضاف قائلا: "كل الصور والمهن التي مارستها والحياة التي عشتها رأيت أنها تستحق الكتابة وسارعت لكتابة سيرتي". وتحدث ربعي المدهون عن سيرته وقال "أنا مولود في عسقلان وعشت 16 سنة في خان يونس، وكنت شاهدا على مذبحة خان يونس، وعشت حرب 1967 وحرب 70، كنت مقاتلا ميليشيا لكن لم أمارس أبدا إطلاق النار، فأنا لا أستطيع أن أقتل، لقد قمت بتسجيل كل ذلك، واعتقلت في الاسكندرية عام 1970 وتم ترحيلي، انتقلت للعيش في بلدان كثيرة". وبخصوص روايته "مصائر كونشرتو الهولوكوست والنكبة "، قال ربعي المدهون أنه لا يكتب الكونشرتو وإنما كتب نصا يستعين بقالب الموسيقى، وأشار إلى أن القارئ ليس ملزما بأن يقرأها قراءة موسيقية. وعن سبب جمعه في العنوان بين لفظ النكبة والهولوكوست، أكد أنه استعمل الهولوكوست لمواجهته وليس للنظر إليه وقال: "الفكرة الأساسية للطرح هي محاكمة الجلاد نفسه، فالإسرائيليون تعرضوا لمجزرة على يد النازيين ثم تحولوا إلى جلادين في دير ياسين وأماكن أخرى، وما تطرقت إليه في الرواية أيضا أن هذا الهولوكوست ليست لها علاقة بالفلسطينيين.