سلع الأحذية الرخيصة تقضي على الحرفة الاسكافي ..مهنة في طريقها إلى الزوال أصبح من الصعب ايجاد اسكافي لتصليح الأحذية في يومنا ها مع كثرة الأحذية الصينية الرخيصة الثمن التي غمرت الأسواق التي قللت من عدد الزبائن لديه، حاولنا ان نلقي الضوء على هذه الحرفة التي تكاد تنقرض في مجتمعنا من خلال سبر للآراء حول مدى مكانة الاسكافي لدى الأسر الجزائرية. زهية.ب إن مهنة الاسكافي باتت شبه منقرضة، حتى أنه يصعب العثور على الأشخاص الذين اعتادوا ممارستها وإيجاد اسكافي في الأحياء والشوارع، وإن وجد فبعد بحث طويل وشاق مما يجعل مستقبل هذه المهنة مهدد بالزوال. رحلة شاقة في البحث عن اسكافي ويرجع الكثير ممن تحدثنا إليهم أن سبب إقبالهم على تصليح أحذيتهم هو قلة عدد الاسكافيين في المنطقة التي يسكنونها، حيث عرفت هذه المهنة تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة، ونادرا ما يجد المرء محلا لإصلاح الأحذية، بخلاف ما كان عليه الأمر في سنوات من قبل، عندما كانت المهنة منتشرة ورائجة وتحظى بإقبال كبير عليها، يقول الجيلالي،45سنة، اسكافي،أنه بسبب تراجع إقبال الزبائن على محله، لم يعد قادرا على إعالة أسرته، ما دفعه إلى إغلاق محله في أحد الأحياء الشعبية في الجزائر العاصمة ، بعدما أصبح عاجزا عن تأمين بدل إيجار المحل، من جهة أخرى، يوضح أن ضعف إقبال الزبائن على هذه المهنة يعود إلى انتشار الأحية الرخيصة الثمن التي تدفع صاحبها لاقتناء حاء جديد بدل تصلح القديم، ويشرح إن "السوق باتت مليئة بالأحية الرخيصة الثمن خاصة الصينية منها، وعدم إقبال الناس على شرائها يعني عدم مجيئهم إليّ لإصلاحها"، كذلك يلجأ كثيرون إلى اقتناء الجديد بدل الحفاظ على ما هو قديم. جيل اليوم يفكر بمنطق حب الجديد وفرط في القديم ولأن جيل اليوم له نظرة مغايرة لما عاشه جيل الزمن الجميل، خاصة في طريقة لباسهم التي أصبحت هي الأخرى جديدة ولا تتناسب مع الحاء القديم، فالرجل والمرأة أصبحا على سواء في رحلة بحثهم على الحاء اللامع الجديد الذي يتماشى ويتناسق مع لباسهم، حيث أكد عبد الرحمان،24سنة، أن جيل اليوم أصبح لا يفكر بمنطق التصليح وارتداء القديم، بعكس الجيل القديم الذي يتمسك بكل ما هو قديم، كما تضيف سامية،32سنة، حلاقة، أنها نادرا جدا ما تلجأ لاسكافي، وتعترف بذلك قائلة:" بصراحة لا أكر متى توجهت لاسكافي، حتى أنني لا أعرف محل أحدهم ولا أكر أنني صادفته، وحينما يتلفت حائي أقوم برميه مباشرة ولا أفكر في اصلاحه، لأن عملي يتطلب مني أناقة عالية، خاصة أنني أملك العديد من الأحذية ولا أكتفي بواحد فقط، لها فأنا لا أجد صعوبة في الأحذية" كما تضيف أم رامي،43سنة، أنها غالبا ما تحاول إصلاح أحذية ابنها لكن بسبب عدم تواجد محلات الاسكافيين فهي تلجأ لرميه بدل إصلاحه. المنتوج الصيني هو المشكل الأول وصرح معظم الين تحدثنا إليهم أن سبب عدم لجوئهم للاسكافي هو تواجد الأحية الصينية الرخيصة الثمن، مما جعلها تستهوي الكثير من المواطنين خاصة أولئك أصحاب الدخل المحدود الين يغالبا ما يلجؤون لاقتناء الجديد بدل تصليح القديم.حيث نجد أن بعض الأحذية الصينية يصل سعرها إلى 500 دج ، تقول سمية،51سنة:"يتطلب مني تصليح حاء أحيانا 200 دينار، في حين تتواجد أحذية جميلة ومميزة بأسعار مغرية لا تتعدى 500دينارفقط، مما يدفعني لاقتناء الجديد بدل تصليح القديم"، ناهيك عن المنافسة الكبيرة والشرسة التي أصبح يشكلها المنتوج الصيني من مختلف المنتوجات بالنظر إلى سعرها المغري هذا ما جعلها تستهوي الكثير من المواطنين خاصة أولئك أصحاب الدخل المحدود، ونجد أنه حتى في حال تلفها وعرضها على الإسكافي فلا يستطيع تصليحها بسبب رداءتها، ابراهيم: مازال متمسك بحرفته رغم الصعوبات ومن الذين قضوا سنوات عديدة من صباهم في تعلم فنون وأصول هذه الحرفة التقينا باراهيم،45سنة، الذي ورث حرفة تصليح الأحذية عن والده، ويشير ابراهيم إلى أنه حبه لهذه المهنة هو ما جعله يتمسك بها رغم كل الصعوبات التي يعيشها، لذا أنه لم استسلم مهما صعب الأمر كان صغيرا أم كبيرا،ويقول: إنها "مهنة متعبة والزبائن لا تقدر صنعتنا، كما أن ما يدفعونه من أجرة لنا لا تغطي حتى ثمن المسامير أو بقية المواد المستعملة، ومنهم من لا يناقش في ثمن التصليح، في حين أن البقية تصر على التفاوض حول الأجر الذي سنتقاضاه قبل تسلم الأحذية لإصلاحها، موضحا:" نحن كإسكافيين نعيش يومنا في انتظار الزبائن الين نادرا ما يلجؤون لنا وقليلون من استطاعوا الاستمرار في فتح محالهم، فحرفة الإسكافي تحتاج إلى الصبر خاصة مع قلة الزبائن"، وقد اكد خلال الدردشة التي جمعتنا به على تراجع المهنة، بسبب غزو الأحذية الصينية وتنتهي صلاحيتها بعد شهرين أو ثلاثة، فيضطر صاحبها لاقتناء حذاء جديد بنفس السعر عوض أن يشتري حذاء ذا نوعية جيدة، ويلجأ إلى ترقيعه إن حدث وتعرض للتلف بعد مدة، وهنا علق ''الناس يجهلون مخاطر الأحذية الصينية، ويركضون وراء سعرها''.