*- لوحات غاية في الجمال تجسد الطبيعة وتربط الأرض بالكون تعرض الفنانة التشكيلية شريح جازية المتخصصة في فني المنمنمات والزخرفة، بالمتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة، في الرواق الكبير بالمتحف العتيق، معرضها الذي افتتح نهاية الأسبوع الماضي ويستمر إلى غاية الحادي عشر من جوان القادم، وينظم تزامنا مع شهر التراث، تحت شعار " التراث المشترك" ويحمل عنوان "الصعود إلى المطلق". حضر الافتتاح عدد كبير من الفنانين التشكيليين على اختلاف أعمارهم وتوجهاتهم، حيث غصت القاعات بهم مما يؤكد السمعة التي تتمتع بها الفنانة. وتشارك الفنانة بعدة لوحات في الزخرفة والمنمنمات بالإضافة إلى ست لوحات جداريات من الحجم الكبير في الزخرفة. وقد استمر التحضير لهذا المعرض لمدة طويلة تعدت السنة حتى يكون الأمور مرتبة وفي مكانها المناسب. تحمل لوحات المنمنمات مواضيع شتى، امرأتان القصبة أمام باب ومدخل المدينة العتيقة ، امرأة ترتدي الحايك، امرأتان بزي عصري، امرأة أمام البئر، تستعمل شريح في جل لوحاتها في الزخرفة أو المنمنمات تقنية الغواش على الورق المقوى. الألوان في لوحات الفنانة منتقاة وتخدم الموضوع وهي زاهية في الأغلب مع أطر غامقة الألوان. وفي المعرض عرضت الطوابع البريدية التي قامت الفنانة ، اليوم الوطني للأشخاص المعاقين، اليوم العالمي للبريد، وطابع المحافظة السامية للغة الأمازيغية. تقول محافظة المتحف دليلة أورفالي أن شريح جازية تقترح علينا عالمها اللطيف والمشع في شهر التراث لهذه السنة 2017، يبدو مزدانا بصفات رائعة ، وأثرها الحقيقي والواضح هو لإسعاد حواسنا وإعطاء نشوة وقتية وأيضا لتقودنا ولترشدنا إلى طريق البدء في الفن إلى ارتفاع متناغم ومثالي. وعن معرضها الموسوم "فن الصعود الى المطلق" يبدو مثلما يرى احد المتابعين أنه مبدأ فلسفي جمالي تعتنقه جازية شريح، يدرك أن النقطة هي البداية، في دائرة كون متباعد لا متناهي، يدور حول مركزه، لا يدرك أحد نهايته، تشغله تكوينات، في شكل كيانات مثلثة أو مربعة أو مستطيلة، تتماثل وفق نظام هندسي، لتجسيد نسق الطبيعة، وحركتها وفق نظام مطلق، ينعكس برموزه اللونية ومؤثراتها، دون تقليدها بصيغ متكافئة، لكن يستمد منها مضامينها الرمزية، في بناء تشكيلي يحقق المعادلة الجمالية في إبداع ما هو جوهري لا يدركه الإنسان في رؤية بصرية. للتذكير فإن شريح جازية هي فنانة تشكيلية ومنمنمة، دخلت جمعية الفنون الجميلة من 1978 إلى 1984، درست من 1984 إلى 1988 في المدرسة الوطنية للفنون الجميلة، وتابعت ورشة الخزف لسنتين، فمصممة غرافيك مجلة حواء، مصممة غرافيك شركة كوسيدار، ومن 1998 إلى اليوم هي مديرة ومسيرة مؤسسة " لوكوليبري" وهي عضو في اتحاد الوطني الجزائري للتشكيليين، قامت بمعارض فردية في 2010 بديوان دار الجلد في تونس العاصمة، 201 في فضاء "كولوغسي" حيدرة الجزائر، وفي 2008 المدرسة الجزائرية العليا للأعمال الجزائر العاصمة. أما المشاركات الدولية في اليوم العالمي للمرأة وتظاهرة البحر الأبيض المتوسط الذي يوحدنا ببرشلونة باسبانيا في 2009، مشاركة في الاسبوع الثقافي الجزائري بالسعودية في 2007، وقبلها في 1958 منمنمات جزائرية بصوفيا ببلغاريا. في رصيدها العديد من المشاركات الوطنية ، وانجاز عدة جداريات مشتركة يوم المجاهد بسكيكدة، في 1985، انجاز جدارية لبريد الجزائر في 1997، في 1998 تزيين وتأثيث لمخيم الشباب لزرالدة، انجاز ملصق الجائزة الدولية الثامنة الكبرى لرياضة الدرجات بالجزائر العاصمة، في 2002 إنجار ملصق 40 سنة للرسم زراق راسم، انجاز شعار المهرجان الدولي الخامس عشر للشباب والطلبة في 2001، في 2007 انجاز سينوغرافيا لمتحف الاثار القديمة الجزائر، سينوغرافيا كتامة الحضارة الفاطمية قصر الثقافة مفدي زكريا، سينوغرافيا جزائر النوميديين متحف سيرتا قسنطينة، كما للفنانة عديد المشاركات في المسابقات الدولية والمهرجانات الخاصة بفني المنمنمات والزخرفة، كما هو الشأن في المهرجان الدولي للمنمنمات والزخرفة في تلمسان 2011 بمناسبة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية.