وحققت حديقة التجارب بالحامة خلال السنة الماضية ايرادات فاقت 168 مليون دج تمثل حقوق دخول الزائرين اليها، الذين قارب عددهم 1.9 مليون زائر، مقابل تحقيق ايرادات سنة 2016 بلغت نحو 124 مليون دج و ما يناهز 93 مليون دج خلال سنة 2015. وحسب أرقام مصالح ولاية الجزائر بخصوص الحديقة ، فإن هذه الأخيرة تكون قد حققت زيادة مالية في إيراداتها بما يزيد عن 76 مليون دج في ظرف ثلاث سنوات و هو ما يمثل نسبة 83 بالمائة.و كانت مؤسسة تسيير حديقة التجارب قد حولت من الطابع الاداري الى الطابع الصناعي و التجاري بقرار وزاري مشترك مؤرخ في 5 جانفي 2017 ، حيث تم تعديل قانونها الاساسي للتحول الى مؤسسة عمومية ولائية خاضعة دائما الى وصاية ولاية الجزائر.وقامت ولاية الجزائر بدمج 8 مؤسسات عمومية ولائية ذات طابع تجاري و اقتصادي ضمن 4 مؤسسات خلال سنة 2016 كما عدلت في القوانين المسيرة لعديد المؤسسات العمومية الولائية و من بينها حديقة التجارب و ذلك بهدف التحكم الأحسن في تسيير وترشيد نفقات هذه المؤسسات. وبتحقيق حديقة الحامة للإيرادات المشار اليها فإنها تكون بذلك قد حققت النتائج المرجوة لاسيما و أنها أصبحت تحمل الطابع التجاري و الإقتصادي ، في انتظار ان تحقق مكسبا اخر وهو حيازة التصنيف العالمي كحديقة للتجارب تضاهي كبريات الحدائق النباتية العالمية. وحسب ما أكده مدير الحديقة ، عبد الكريم بولحية ، في تصريح ل/واج فإن تقارير لهيئات ووسائط اعلامية دولية مختلفة مهتمة بمجال الحدائق النباتية كانت قد اشارت الى التعداد الهام لزوار و قاصدي حديقة التجارب بالحامة خلال سنة 2017 و الذي قارب 1.9 مليون شخص مقارنة بحدائق اخرى مصنفة عالميا و تمتد على مساحات اكبر من حديقة الحامة و التي ناهز عدد زوارها 2 مليون شخص خلال نفس السنة.وقال ، بولحية ، أنه و وفقا لتلك التقارير فإن حديقة "كيو" بلندن و التي تعد من كبريات الحدائق العالمية و الممتدة على مساحة تزيد عن 100 هكتار (حديقة الحامة مساحتها في حدود 35 هكتار) استقبلت نحو 2 مليون زائر سنة 2017 ، مشيرا إلى أن تعداد زوار الحدائق العالمية يعد معيارا مهما في تصنيفها و هو ما يتوفر حاليا بحديقة الحامة. —ندوة دولية، أولى من نوعها، للتعريف بكنوز حديقة الحامة و الهدف تصنيفها "كحديقة عالمية"— ونظمت ولاية الجزائر ، أمس الأحد ، ندوة دولية حول حديقة التجارب بالحامة بحضور أزيد من 150 مشارك من مختصين و خبراء مهتمين بالمجال البيئي و بالحدائق النباتية على وجه الخصوص ، على غرار أعضاء من المحافظة الدولية للحدائق النباتية و الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. و يأتي تنظيم هذه الندوة ضمن مسعى مصالح الولاية للتعريف بهذا الفضاء الطبيعي الحيوي و تحضيرا لعملية تصنيفه كحديقة عالمية.وعرفت أاشغال الندوة التي أقيمت بفندق السوفيتال بالعاصمة عرض عدة محاضرات تمحورت حول شعار "دور حديقة التجارب بالحامة و الحدائق النباتية العالمية في الحفاظ على الانواع النباتية و الحيوانية بمحيطها و خارج محيطها". و كان مدير الحديقة ، بولحية ، قد صرح في وقت سابق أن المحاضرات التي ستقدم خلال هذه الندوة ستكون بحضور خبراء دوليين ( انجلترا و فرنسا و ايطاليا و اسبانيا) يمثلون أهم المختصين الدوليين المعروفين في المجال البيئي والبيطري و المهتمين بحدائق الضفة المتوسطية و الحدائق العالمية.ويتضمن برنامج الندوة الرامية الى التعريف بأهمية الغطاء النباتي الموجود في الحديقة و الذي يؤهلها الى ان تكون في مصاف الحدائق العالمية ، ندوات و ورشات تقنية حول عملية جرد الانواع و مختلف الاصناف النباتية التي تضمها الحديقة حيث ستستغل نتائج هذه الورشات حسب المتحدث، في مشروع جرد الممتلكات الطبيعية للحديقة و الذي أطلقه المجلس العلمي التابع لها خلال سنة 2017.وحسب مصالح الولاية، فإن الجزائر لم تنضم للمحافظة الدولية للحدائق النباتية ولم تصنف من قبل هذه الاخيرة، فيما يؤكد بولحية ان "أيا كانت المرتبة التي ستتحصل عليها الحديقة ، فإن ذلك سيحفز المجلس العلمي (الذي نصبه والي الجزائر العاصمة منذ 5 أشهر) و كذا الطاقم التقني للحديقة على مضاعفة جهودهم لتحسين هذه المرتبة".وتعرف الورشات الجانبية التي تنظم خلال ثلاثة أيام على هامش تنظيم الندوة إحصاء أنواع نباتات الحديقة وسيتم تشكيل ملف لتصنيف الحديقة لإدراجه ضمن المحافظة الدولية للحدائق النباتية.