تحوّل مركز الردم التقني للنفايات المنزلية ببلدية قورصو في بومرداس من نعمة في تغطية عديد بلديات الولاية وعدد من بلديات الشرقية بالعاصمة إلى نقمة على سكان قورصو وما جاورها، نظرا للروائح الكريهة التي جلبت لهم الكثير من المتاعب الصحية، لتستفحل مخاطره في الآونة الأخيرة، بعدما أصبح يهدد البيئة ومستقبل السياحة في الولاية معا، نظرا لتحوّل شواطئها إلى مكان لتدفق عصارة نفايات المركز. ما زال مشكل تموقع مركز الردم التقني قرب الوسط العمراني بمدينة قورصو يثير الكثير من التساؤلات وتنديد السكان ليس فقط بأحياء مدينة قورصو بل ما جاورها أيضا، حيث تزعجهم الروائح الكريهة وجلبت لهم الكثير من المتاعب الصحية، ولم تؤتِ الاحتجاجات التي نظّموها مرارا أكلها، في الوقت الذي توسعت فيه دائرة انتشار الروائح الكريهة حتى في المناطق الغربية من الولاية وعدد من أحياء عاصمة الولاية بومرداس، ففي ليلهم ونهارهم يبقون مجبرين على استنشاقها، ولم يعُد غلق الأبواب والنوافذ يُجدي نفعا لمقاومتها، حسبما ورد على لسان سكانها، كسكان حي سيدي امحمد ببودواو البحري وحي الكرمة بعاصمة الولاية وبلدية تيجلابين، رغم التّحسينات التي دخلت على تسيير النفايات بالمركز في السنوات الأخيرة، مثل جلب مواد كيميائية تقضي على الروائح المنبعثة منها، إلا أن هذا لم يقضِ على مشكلة الروائح المنبعثة من النفايات المكدسة به، بشهادة عدد من سكان هذه الأحياء، ناهيك عن ظاهرة الحرق العشوائي للقمامة المكدسة في ظروف غير مطابقة للمقاييس التقنية من طرف القائمين على المركز. وحسب سكان المنطقة والمهتمين بالشأن البيئي والصحي وحتى السياحي، أكدوا أن هذه المنطقة وما جاورها مهددة بكارثة بيئية قد تكون عواقبها وخيمة على المدى البعيد إن لم تتخذ إجراءات عاجلة لمحاربة التجاوزات التي تحدث على مستوى شاطئ قورصو خاصة، الذي تحول إلى مكان لتجميع لمياه القذرة الناتجة عن عصارة النفايات بمركز الردم التقني الذي يستقبل ما يقارب 600 طن من النفايات يوميا، حسب القائمين عليه، لتصل عن طريق وادي قورصو، أمام أنظار وصمت كل المسؤولين القائمين عليه سواء من بعيد أو من قريب. وحسب أصداء «الجزائر الجديدة » المستقاة من بعض سكان المنطقة، فإن القائمين على المركز عمدوا إلى ردم هذه المياه القذرة المتدفقة على شاطئ قورصو بأكوام من الأتربة حتى تُحجب هذه المياه القذرة عن الأنظار، بعدما صارت تهدد صحة قاصديه بأمراض خطيرة نتيجة تلويث المياه، في تجاهل لكون المنطقة تعد مقصدا للعديد من السواح سنويا، نظير ما تتميز به شواطئ قورصو وغاباتها من جمال طبيعي. وأضحى مستقبل السياحة بقورصو وعدد من البلديات الساحيلة المجاورة لها في يتراجع مستمر، بسبب مخلفات مركز الردم التقني للنفايات من روائح تسد أنفاس المصطافين وتلويث للمحيط. وحسب تصريحات السكان، فإن هذا المركز تحوّل من نعمة إلى نقمة تهدد سلامة السكان والبيئة والسياحة في الآونة الأخيرة، رغم أنه يُغطّي احتياجات سكان كل من بلديات بومرداس و قورصو وتيجلابين وبودواو وبودواو البحري وأولاد هداج وحتى البلديات الواقعة شرق الجزائر العاصمة بخصوص تسيير نفاياتها، إلا أن مخلفاته مازالت تلقي بظلالها عليها مستقبلا، وتهدد مستقبل السياحة والبيئة إن لم تُتّخذ إجراءات عاجلة من طرف السلطات الوصية على الأقل لمحاربة مثل هذه التجاوزات ومعالجة ما يمكن معالجته. كريمة مختاري