يعيش سكان دائرتي بومرداس وبودواو حالة متقدمة من الاستياء والغضب جراء توسع دائرة انتشار الروائح الكريهة التي تنبعث من مركز الردم التقني بقورصو، والتي امتدت لتشمل بودواو البحري بأقصى غرب الولاية وكذا بلدية تيجلابين وحي الكرمة بشرق عاصمة الولاية بومرداس، الأمر الذي أدى إلى تعكير صفو الحياة بالنسبة لنزلاء التجمعات السكانية في الدائرتين بغض النظر عن التجمعات المجاورة لمركز الردم التقني الذي أصبح محل تشكي العام والخاص على حد سواء. حسب سكان بلدية بودواو البحري لاسيما حي سيدي امحمد، فقد أضحت الروائح المنبعثة من المركز تصل بيوتهم خصوصا عند الفترة الصباحية، الأمر الذي بات يزعجهم أكثر من أي وقت مضى. وضم سكان برحمون الواقعة بإقليم بلدية قورصو صوتهم إلى سكان بودواو البحري والكرمة وتيجلابين للتعبير عن استيائهم من هذه الروائح التي تنبعث في معظم الأوقات، مؤكدين أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل بات يشمل المجاري المائية التي لم تسلم هي الأخرى من التلوث، ناهيك عن أكوام النفايات المنزلية وعصاراتها التي أصبحت تصب في مجرى الوادي، ومن ثم نحو شاطئ قورصو، الأمر الذي بات يشكل خطرا صحيا أكثر من أي وقت مضى في ظل "الصمت الرهيب" الذي تعمتده السلطات المعنية يضيف هؤلاء. وفي السياق ذاته، ندد سكان حي عودية بقورصو من ظاهرة الحرق العشوائي للقمامة المكدسة بمركز الردم التقني الذي عمدت السلطات المعنية لإقامته بجوار إقامتهم، ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة، أين تشهد المنطقة روائح لا تطاق في ظل تلوث الهواء. وأشار سكان الحي المذكور إلى أن كل محاولاتهم وحركاتهم الاحتجاجية التي أقيمت لمعارضة إقامة مركز للردم التقني للنفايات قرب منازلهم باءت كلها بالفشل، وعليه حذر هؤلاء من كارثة بيئية حقيقية مترتبة عن هذا المركز محل تشكي واستياء السكان والتي تهدد صحة سكان التجمعات المجاورة للمركز.