وفي ردهم على إدارة الرئيس ترامب التي أبت إلا أن تتخذ مسارا خلافا لمواقف حلفائه الغربيين كبريطانياوفرنسا وألمانيا الداعمين للالتزام بالاتفاق, أعرب القادة الثلاث لهذه الدول , في بيان مشترك, عن «اسفهم» و «انشغالهم» على قرار انسحاب الولاياتالمتحدةالامريكية من مخطط العمل الشامل المشترك», مؤكدين عن التزامهم «المستمر» بالاتفاق الذي يكتسي -كما قالوا- «اهمية خاصة لأمننا المشترك» وذكروا بانه «حظي بإجماع مجلس الامن الدولي». واعتبر القادة الثلاث, ان هذه اللائحة تظل الاطار الدولي «الملزم قانونا» لتسوية الخلافات المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني, داعين جميع الاطراف الى «مواصلة العمل على تجسيده و العمل ضمن روح من المسؤولية». كما ذكروا في البيان, ان ايران حسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية «تواصل الامتثال للبنود المنصوص عليها في مخطط العمل الشامل المشترك المتماشية مع التزاماتها في اطار معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية», مشيرين الى أن «ايران مطالبة بمواصلة احترام التزاماتها حسب بنود الاتفاق من خلال الامتثال كليا لمتطلبات عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وقال وزير الخارجية الفرنسية , جان ايف لودريان, اليوم سنجتمع الاثنين المقبل مع نظرائنا البريطانيين والالمان وممثلين عن طهران ل«وضع تصور عام لهذا الوضع» بعد الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي المبرم مع ايران , مضيفا أنه يجب أن «يلتزم الايرانيون بالقرار وفي المقابل سيستفيدون أكثر من الفرص الاقتصادية». وفي هذا السياق, أبدت الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التزامها بتعهداتها في دعم الاتفاق باعتباره «انجاز» المجتمع الدولي, ومن ثم تنسيق العمل مع جميع الأطراف المتبقية ضمن الاتفاق, للإبقاء على صيغته الحالية, حيث أعربت كل من الاممالمتحدةوروسياوفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا, عن انشغالها , ازاء القرار الامريكي, الأحادي الجانب,الذي تخلى بموجب , مساء أمس الثلاثاء ,عن الاتفاق المبرم عام 2015 . وفي هذا السياق, أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني, أن الاتفاق النووي أصبح بين إيران و5 دول أخرى فقط , مستثنيا بذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية منه, حيث قال, في كلمة بثها التلفزيون الإيراني, ان «إيران ستنظر من الآن فصاعدا كيف ستتعامل الدول الخمس الأخرى مع الاتفاق النووي», مؤكدا أنه في حال أدركت إيران أنها لم تحصل على مصالحها في إطار هذا الاتفاق ستتخذ قرارات جديدة في هذا الخصوص. وأكد روحاني أن الولاياتالمتحدةالأمريكية «لم ولن تلتزم بما تعهدت به على الإطلاق» مشيرا إلى أن الاتفاق النووي هو اتفاق دولي صادق عليه مجلس الأمن الدولي وليس اتفاقا ثنائيا. كما أوضح أن إيران ستبدأ محادثات مع روسياوالصين والدول الأوروبية المعنية بالاتفاق النووي , مقللا في الوقت نفسه, من أثر تداعيات العقوبات الأمريكية المتوقعة ضد إيران, قائلا «سيكون هناك هدوء واستقرار في الأسواق وتأمين للعملات الصعبة التي يحتاجها الشعب الإيراني». الأممالمتحدة تدعو الدول الأخرى الموقعة الى الالتزام بالاتفاق من جهته, أعرب أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء إعلان الادارة الامريكية من الاتفاق واستئنافها فرض العقوبات على طهران, وقال في بيان له امس «لقد أكدت باستمرار أن خطة العمل المشتركة الشاملة, تمثل إنجازا كبيرا في مجال عدم الانتشار النووي والدبلوماسية وأسهمت في تحقيق السلم والأمن الإقليميين والدوليين « . وشدد غوتيريس على ضرورة معالجة جميع المخاوف المتعلقة بتنفيذ الخطة من خلال آلياتها قائلا :«يجب التعامل مع القضايا التي لا تتعلق مباشرة بخطة العمل المشتركة الشاملة دون المساس بالحفاظ على الاتفاقية وإنجازاتها», داعيا بقية الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي إلى الالتزام الكامل بها وجميع الدول الأعضاء الأخرى إلى دعم الاتفاقية». وفي سياق متصل, اعربت روسيا عن «اسفها العميق» لقرار البيت الابيض , مؤكدة عزمها «مواصلة التعاون الثنائي والحوار السياسي مع طهران» حيث عبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها الليلة الماضية عن «الأسف العميق» من قرار الرئيس الأمريكي «التخلي بصورة أحادية الجانب عن تطبيق التزامات بلاده بالاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات الأمريكية ضد إيران» مبرزة ان الخطوة الامريكية تمثل «تهديدا للأمن الدولي» بعد أن أكدت ان روسيا ستواصل «الجهود للحفاظ على الصفقة «. وبهذا الشأن, أوضحت الخارجية الروسية, إن «خطة العمل المشتركة الشاملة, تمثل اتفاقا دوليا بالغ الأهمية لاسيما وأنه تمت المصادقة عليه بقرار مجلس الأمن رقم 2231 الصادر عام 2015 , وإنه ليس ملكا للولايات المتحدة فقط ولكنه إنجاز للمجتمع الدولي كله , الذي أكد مرارا على اهتمامه بالحفاظ عليه وتطبيقه الصارم والمستدام في مصلحة تعزيز السلم والأمن دوليا وإقليميا, وكذلك تعزيز نظام منع انتشار الأسلحة النووية», لافتة إلى التزام إيران بصورة صارمة بكل التعهدات التي تحملتها الأمر الذي تؤكده دوريا الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبخصوص موقف الاتحاد الاوروبي, فقد أكدت وزير خارجية الاتحاد الاوروبي, فدريكا موغريني , مساء أمس, في تصريح مقتضب في ممثلية المفوضية الاوروبية بروما, ان الاتحاد «مصر على الحفاظ « على الاتفاق النووي مع ايران, قائلة ان اتفاق فيينا «يستجيب لهدفه و هو ضمان بان ايران لن تطور اسلحة نووية و الاتحاد الاوروبي مصمم على الحفاظ عليه», و أضافت انها قلقة شخصيا بشان «الاعلان عن عقوبات امريكية جديدة « ضد طهران من طرف ترامب . بدوره , وصف الرئيس الأمريكي السابق, باراك أوباما الذي جرى في عهده إبرام الاتفاق النووي الإيراني, قرار ترامب ب «المضلل جدا» معتبرا أنه «خطأ فادح» من شأنه أن ينال من مصداقية الولاياتالمتحدة في العالم. حيث قال في بيان له «أعتقد أن قرار تعريض الاتفاق النووي للخطر دون أي انتهاك من جانب إيران هو خطأ جسيم», مضيفا «في الوقت الذي نقلق فيه جميعا بشأن نجاح الدبلوماسية مع كوريا الشمالية فإن الانسحاب من خطة العمل المشتركة يهدد بفقدان الصفقة مع إيران والتي تماثل ما نتطلع إليه مع كوريا الشمالية». ويأتي قرار ترامب تنفيذا لوعد قطعه في وقت سابق بالانسحاب من الاتفاق, في حال عدم التوصل إلى صيغة جديدة له وفرض قيود إضافية على إيران رغم المطالب الملحة والضغوط الكبيرة من الدول الموقعة على الاتفاق النووي على واشنطن طيلة الأشهر الماضية وفي مقدمتها حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكيةبريطانياوفرنسا وألمانيا , للالتزام به . للتذكير فان الاتفاق الموقع في يوليو 2015 بفيينا بين ايران و مجموعة ال5+1 (الصين و الولاياتالمتحدة و فرنسا و المملكة المتحدة و روسيا و المانيا) يلزم ايران بعدم البحث عن امتلاك السلاح النووي بقبول التخلص من برنامجها النووي و الغاء كل بعد نووي عنه , و بالمقابل تتحصل ايران عن رفع تدريجي و مؤقت للعقوبات الدولية التي فرضت عليها بسبب هذا البرنامج.