من الكورنيش إلى الغابات مناظر فيلا غاية الجمال تعتبر ولاية جيجل من المدن السياحية المتميزة إذ تجتمع فيها مقومات سياحية فريدة من نوعها فهي تجمع بين جمال الطبيعة وزرقة البحر ومن اشهر معالمها الكورنيش الجيجلي وغابات بوعفرون الساحرة فمن العوانة إلى تاكسنة يكتشف السائح مايسلب العقول من مناظر غاية في الروعة والجمال. وكانت المحطة الأولى في الجولة التي قادتنا الى جيجل هو الخليج الصغير الذي يقع بدائرة العوانة ،منظر بحري جميل على شاطئ سياحي ينقسم إلى قسمين يقصده المواطنون بكثرة خلال موسم الاصطياف. وغير بعيد عن هذا وقفنا عند منطقة التوسع السياحي بذات المدينة العوانة ،ويحتوي هذا المركز على مشاريع بناء هي في طور الانجاز وتتكون من فندقين ،مركز تجاري وشقق فندقية يتم انجازها من طرف مستثمرين خواص. جزيرة الأحلام أحلام تتحقق وبالعوانة لا تغادر قبل أن تكتشف جزيرة الأحلام التي تحتوي على شاطئ غاية في الجمال شاسع المساحة يتوسطه ميناء حديث خصص للصيد والنزهة وقد أطلق عليه مشروع القرن نظرا لأهميته في عملية الجذب السياحي. وما إن تغادر جزيرة الأحلام حتى يحتضنك الكورنيش الجيجلي الفريد في شكله وقل نظيره في العالم اجمع حيث يلتقي البحر بالجبل على مسافة 20 كلم وبمحاذاة الكورنيش طريق ومنعرجات يتمتع المار عبرها بروعة وسحر الطبيعة ولابد لسالك هذا الكورنيش أن يتوقف عند الكهوف العجبية. الكهوف العجيبة عجائب الطبيعة ويكمن السر في هذا الموقع العجيب في تصميمه الهندسي الفريد من نوعه الذي صنعته الطبيعة بأشكال ومجسمات مدهشة. وتمثل هذه الكهوف العجيبة الواقعة على بعد 35 كلم غرب جيجل على مستوى الطريق الوطني 34 والمكتشفة سنة 1917 أثناء أشغال افتتاح شطر طريق يربط ما بين جيجل وبجاية كنزا طبيعيا يستدعي المحافظة عليه. وتتميز هذه الكهوف الفسيحة بدرجة حرارة بالداخل تعادل ال 18 درجة مئوية طوال السنة و بنسبة رطوبة ما بين 60 إلى 80 بالمائة. وتوحي هذه المجسمات إلى أشكال لبرج بيزا و بودا أو أم ترضع صغيرها حيث ترتسم في خيال الزوار الذين يسرح فكرهم في شكل مجسمات أخرى على غرار حيوانات وذلك على وقع صدى يضاهي صوت الآلات الموسيقية. زيامة منصورية وجيملة الجميلة هي مدينة سياحية بالدرجة الأولى وما تتميز به هذه المدينة هو روعة المناظر وخصوصية البحر حيث أن معظم شواطئها تلامس الجبال،جبال شاهقة تطل على سواحل نقية فإذا انعكست أشعة الشمس على هذه المياه يخيل للرأي أنها اللؤلؤ والمرجان. ومن زيامة منصورية وعلى بعد بضع كيلومترات من ولاية جيجل توجد مدينة جيملة وجيملة تعني جبال بوعفرون ،اية الله في خلقه وبديع صنعه وتقع هذه الغابة على ارتفاع 1200 متر وسط بساط عشبي اخضر وأشجار الزان الفارعة الطول وزقزقة العصافير وخرير المياه عبر الجداول المترامية هنا وهناك ،ناهيك عن البحيرات الصغيرة في قمم الجبل زادت الغابة جمالا على جمال. والغابة هذه يقصدها السواح من كل صوب وحدب بحثا عن الراحة والطمأنينة والسكينة. وصادف تواجدنا بهذه الغابة أفواجا من السواح التونسيين جاؤوا ولم يصدقوا ما رأوا من مناظر تسلب العقول فحطوا الرحال ونصبوا الخيام وأطلقوا العنان لحناجرهم بالأهازيج والغناء والطرب بين احضان بوعفرون الساحرة. وتقول السيدة نضال حليم سائحة من تونس "انها اول مرة تأتي فيها للجزائر وهذا في إطار جمعيات ناشطة في مجال حقوق الطفل وهي منبهرة بالمناظر الطبيعية الخلابة انطلاقا من قسنطينة ووصولا إلى ولاية جيجل". ومن جانبه أعرب محمد محمودي سائح تونسي عن" روعة المناظر الطبيعية بجيجل وحسن الضيافة الذي وجده وان وجوده بهذا المكان هو احتفال مع الأشقاء الجزائريين". المشاكي مزيج بين الطبيعة بالأسطورة أثناء العودة عرجنا على المزار الشهير باسم المشاكي ،في أسفل الجبل يوجد منبع مائي غريب عجيب تدفق منه المياه بغزارة مدة 10الى 15 دقيقة ثم تنقص شيئا فشيئا لتختفي تماما ثم يعود التدفق مرة أخرى وهكذا دواليك على مدار الساعة واليوم والعام. هذه الظاهرة الغريبة عجز المختصون عن تفسيرها مما أطلق العنان للبعض والغوص في عالم الأسطورة والخيال ،فلامناص للبعض من زيارة هذا المنبع للتبرك به والشكوى من الهموم ومنه أطلق عليه هذا الاسم المشاكي . والشيء المسجل أيضا أن درجة مياه الشلالات تتغير حسب الفصول لتحافظ على عذوبتها، وكانت دائما ملجأ للمرضى، بحيث تفيد الروايات بأن مياهه تشفي من عدة أمراض مزمنة، كما كانت تستقطب العائلات أيضا للتداوي من السحر والعين والعقم وأشياء أخرى.. هذه الشلالات السحرية تبعد عن الطريق الولائي رقم 37 أ. الرابط بين بلديتي سلمى بن زيادة وتاكسنة بحوالي 03 كلم. وتبقى هذه الشلالات ميدانا خصبا لأبحاث للمختصين من جهة،ومن جهة أخرى معلما سياحيا للتداوي بالمياه المعدنية. ولكن الأكيد أن من شرب من هذا المنبع الصفي النقي سيضطر للعودة إليه ليس من باب الخرافة ولكن من باب التمتع بسحر المكان وصفاء المياه وبرودتها على مدار الزمن. والرحلة متواصلة وهذه المرة إلى بني بلعيد وهذا يعني زيارة الوادي الكبير ،معلم هام من معالم المنطقة ويتربع المكان على مساحة 600 هكتار تضم محميات مصنفة ضمن قائمة رمسار للمناطق الرطبة ذات الاهمية العالمية ،وتضم هذه المنطقة أراضي فلاحية وبحيرة ومجمعات وتكثر بها أشجار الصفصاف ونبتات أخرى كثيرة ومتنوعة كما أنها محطة هامة للطيور المهاجرة حيث توقف بها هذا العام2018 نحو 750 طائر مهاجر من أبرزه النحام الوردي. وتعتبرهذه المنطقة مقصدا سياحيا هاما كما أن السلطات المحلية تعمل الآن على تسهيل العقبات من أجل جلب أكبر عدد من الزوار لهذه المنطقة السياحية الخلابة. ونشير في الأخير إلى أن جيجل قطب سياحي بامتياز وفخامة الاسم تكفيها وان جيجل ليس من سمع كمن رأى أنها الطبيعة البكر وكنز السياحة الدفين ،جيجل اليوم هي مشروع سياحي كبير وواعد و تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل زاهر وان تضافرت الجهود فإنها حتما ستتربع على عرش السياحة في الجزائر.