يقال أن السياحة في مدينة جيجل لن تكتمل إلا بزيارة «الكهوف العجيبة» المتواجدة بالحظيرة الوطنية «تازة»، والتي تعد من أهم المعالم السياحية بذات الولاية، وتزداد هذه الكهوف العجيبة شهرة من سنة لأخرى وطنيا وحتى دوليا من خلال العدد الهائل من الزوار الذين يقصدونها يوميا، وهي عبارة عن مغارات كلسية أقل ما قيل عنها أنها تحفة فنية وطبيعية رائعة تحوي من الأسرار ما يجعلها فضاء للبحث والاكتشاف، وتقع هذه الأخيرة غرب عاصمة ولاية جيجل بحوالي 35 كلم وتتوسط الكورنيش الجيجلي على مسافة 25 كلم، وقد اكتشفت المغارة العجيبة سنة 1917 من طرف عمال الجسور والطرقات أثناء قيامهم بشق الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين جيجل وبجاية، مما اضطرهم إلى ثقب نفق أدى إلى ظهور هذه المغارة التي تشكل ظاهرة كونية عجيبة في شكل معلم طبيعي أثري وسياحي من خلال المناظر الخلابة، وهي تتواجد بمنطقة زيامة منصورية ويوجد بجانب الكهوف العجيبة جسر قديم يعد تحفة معمارية عريقة ونادرة في نفس الوقت، المنظر الطبيعي الخلاب الذي جمعت فيه كل المناظر الجميلة في منظر واحد فتجد عند رؤيتك لهذا المكان الخلاب الوادي والبحر والجبل والغابة كلها معا في تناسق وتجاذب عجيب لا يعرف سره إلا خالق هذا الكون ولدخول هذا المكان ما عليك سوى دفع مبلغ رمزي ومرافقة الدليل السياحي الذي يتكفل بإرشاد الزوار ومرافقتهم داخل الكهوف، مع إعطائهم معلومات أكثر حول المكان وتفاصيل يجهلها الكثير من السياح، على غرار درجة الحرارة التي تبلغ 18 درجة مئوية صيفا وشتاء أي أنها برودتها ثابتة طوال أيام السنة، وهذه الميزة تعد من أكثر الصفات التي عرفت بها هذه الأخيرة، وليس هذا فحسب، بل إنه يمنع منعا باتا تصوير هذه الكهوف والتقاط صور لمكنوناتها لأن أضواء الكاميرا وآلات التصوير تشكل خطرا حقيقيا على ما بداخلها كونها تؤثر في المواد المكونة للأحجار، لهذا يمنع بطبيعة الحال الزائرين من تصوير هذه المجسمات المتفاوتة الأشكال والتي رسمت بدقة عجيبة لتعكس صورا لمختلف الحيوانات على غرار الفيلة والقردة وحتى الأسماك التي رسمتها المياه بدقة متناهية لدرجة أنها تبدو حقيقية، هذا إضافة إلى صور أخرى نحتها الماء تعبر بعضها عن جبال الأهقار ومنظر شيخ جالس يتأمل في روعة المكان وكأس العالم وغيرها من المجسمات التي يخيل إلى الزائر أنها مرسومة باليد لا بالماء