تداولت صفحات بموقع التواصل الاجتماعي " فايسبوك "، أمس، دقائق قليلة فقد بعد انطلاق اختبار مادة اللغة العربية للمرحلة الابتدائية، صورا عن أسئلة الامتحان تتمحور حول " معايدة " المريض ". وتشير الصور التي تم تداولها على نطاق واسع، إلى تحد للإجراءات التي أقرتها وزارة التربية الوطنية لتأمين سير امتحانات شهادة نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، حيث تمت عملية تداول المواضيع باستعمال تقنية الهواتف النقالة الذكية رغم التحذيرات والإجراءات التي أقرتها وزارة التربية تفاديا لتكرار سيناريو موسمي 2016 و 2017. واستعان المتورطون في نشر أسئلة الامتحان، في " فايسبوك " بتقنية الجيل الثالث والرابع ، وفور ذلك قدم نشطاء إجابات على الأسئلة المطروحة. وفي أول رد لها، نفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، وقوع تسريب لأوراق امتحانات شهادة نهاية الطور الابتدائي، واعتبرت بأن ما وقع اليوم هو نشر وتداول امتحان مادة الرياضيات بعد ثماني دقائق من انطلاق الامتحانات، رافضة أن يكون التلاميذ وراء ما وقع، وقالت " أن أي احد يمكن أن ينشر الأسئلة بعد فتح الاظرفة"، وأكدت بان المصالح الأمنية مجندة للكشف عن مسربي أوراق الامتحان. وقالت الوزارة الوصية، في تصريح للصحافة، بأن ما وقع هو نشر وتداول لأوراق الامتحانات الخاصة بشهادة التعليم الابتدائي وليس تسريب". وأوضحت نورية بن غبريت، بان "التسريب لم يقع" وان ما وقع هو نشر وتداول لأسئلة الرياضيات على الساعة 11 و8 دقائق، أي بعد ثماني دقائق من فتح الاظرفة. ودعت الوزيرة إلى التدقيق في المصطلحات والمفاهيم، وعدم الحديث عن تسريب المواضيع، بل الأمر يتعلق بتداول الأسئلة، وقالت بان مسؤولية نشر أوراق الامتحان لا تقع بالضرورة على التلاميذ بل أي شخص متواجد بمراكز الامتحان يمكن أن يكون متورطا في القضية، وقالت بان فرق أمنية مجندة تعمل من اجل كشف هذا من يقومون بتسريب تلك الأسئلة، وأضافت بان وزارة التربية ستتحمل مسؤوليتها وستتابع المتورطين أمام القضاء. وعرف التزود بالأنترنت عبر تقنية الجيل الثالث والرابع، صبيحة أمس، تذبذبا كبيرا في التدفق، بعد دقائق قليلة فقط من انطلاق امتحانات البكالوريا، وجاء هذا بعد تسجيل حالات غش عبر مختلف صفحات مواقع التواصل الاجتماعي " فايسبوك ". وتعتقد بعض النقابات المستقلة أن نشر أسئلة الامتحانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي دقائق قليلة فقط بعد فتح الأظرفة تمت خارج مراكز الامتحانات. وقال المكلف بالإعلام والمتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار، مسعود بوديبة، في تصريح ل " الجزائر الجديدة " إن ظاهرة تسريب مواضيع الامتحانات تطرح عديد التساؤلات"، مشيرا إلى أن نشر امتحان اللغة العربية أمس في "فايسبوك" أثبت أن التسريب لا يحدث داخل القسم، وهو ما لمحت له وزيرة التربية في تصريح لها، وقالت إن مسؤولية نشر أوراق الامتحان لا تقع بالضرورة على التلاميذ بل أي شخص متواجد بمراكز الامتحان يمكن أن يكون متورطا في القضية، وأضافت بان وزارة التربية ستتحمل مسؤوليتها وستتابع المتورطين أمام القضاء". ووجه المتحدث اتهامات للأطراف التي تقف وراء تسريب أوراق الامتحانات الرسمية بمحاولة ضرب قطاع التعليم وتشويه سمعته. وأبدى مسعود بوديبه مخاوفه من تكرار سيناريو التسريبات خلال الامتحانات الرسمية القادمة، لشهادتي المتوسط والبكالوريا، وطالب الوزارة الوصية بفتح تحقيقات موسعة داخل وخارج إطار مراكز الامتحانات. ومن جهته طالب المنسق الوطني لنقابة "سنابست"، مزيان مريان، في أول تعليق له على الحادثة، ب"فتح تحقيقات استعجالية في التسريبات التي شهدتها امتحانات شهادة الابتدائي تحسبا للامتحانات المقبلة لشهادتي المتوسط و الثانوي". وحذر من" تكرار سيناريو بكالوريا 2017، في حال عدم اتخاذ الوصاية للإجراءات الردعية اللازمة في حق الجهات تلك التي باتت تستعمل مواسم الامتحانات لإرباك الممتحنين و التجارة في مواضيع في غالبيتها مغلوطة".