أحيت الفنانة سلمى كويرات التي عادت حديثا إلى الساحة الفنية بعد غياب 15 سنة، حفلا فنيا بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح تحت شعار "لم شملنا" حيث يمثل العودة الرسمية للفنانة التي اشتهرت على مدار مسارها الفني بأغاني الفلامينكو. بحضور جمهورها التواق لأغانيها وصوتها الأوبيرالي القوي والجميل وطريقة أدائها الميالة للطابع الإسباني، وبرفقة أوركسترا تجمع عدة عازفين منهم عازفا غيتار فلامينكو، وعازف فيولون، أمتعت سلمى جمهور الأوبرا بأجمل أغانيها التي اشتهرت بها خلال سنوات التسعينات وبداية الألفينات عندما كانت مع رفقتها السابقة "مديتيرانيو"، حيث أدت بعض الأغاني الكلاسيكية الجزائرية على غرار "وهران وهران" للراحل أحمد وهبي، والأغنية الدافئة "أسندو" للعملاق إدير، غير أنها لم تؤدي الأغاني كما هي بل أضافت عليها لمستها الخاصة من خلال إدخال موسيقى الجاز والموسيقى الشرقية، الحوزي والشعبي، وحتى السالسا، ما جعل الحفل متنوعا بهارمونيا موحدة ومتجانسة في ظل موسيقى الفلامينكو. وقبل الحفل، كانت سلمى كويرات قد وصفت من خلال بيان صحفي، فرحتها بالعودة إلى الجزائر، حيث اعتبرت الأمر إعادة للعلاقة التي كانت تربطها بجمهورها قبل أن تغادر، مضيفة أنها اشتاقت إليه بشكل كبير واشتاقت لما مضى بكثير من الحنين. سلمى كويرات ابنة "الفنون الجميلة"، صاحبة الصوت الصاخب والعالي، التي أمتعت شباب التسعينات بأغانيها البهية التي كانت تزرع فيهم البهجة والأمل، وهم في أمس الحاجة عندما كانت الجزائر تعيش سنواتها المريرة والصعبة والسوداء، ثم انقطعت لسنوات كثيرة وصلت إلى 15 سنة، كانت خلالها تظهر مثل الطيف ثم تختفي، إلى أن أحيت حفلا فنيا بوهران في جويلية 2017 إلى جانب المبدع محمد روان، بعدها أصبحت تظهر وتغني لجمهورها في الجزائر، هذا الجمهور الذي لم ينساها وجاء للقائها أيضا قبل أيام عندما أحيت سهرة رمضانية في إطار سهرات رمضان 2018 بوهران والذي برمجته مديرية الثقافة، حيث اختارت باقة متنوعة من الأغاني الجزائرية والعربية وكذا الغربية، التي تألقت فيها بالإسبانية وبالفرنسية أيضا. سلمى كويرات، تعتبر أشهر مغنية فلامينكو في الجزائر، تلقت تكوينا في الموسيقى الأندلسية، وانخرطت في عدة جمعيات وغنت فيها على غرار جمعية "السندسية"، وشكلت إلى جانب محمد روان وفاروق عزيبي ثلاثيا اشتهر على مدار سنوات بالوطن تحت اسم فرقة "مديتيرانيو". يُذكر أن حفل الأوبرا من تنظيم مؤسسة "شو غيست أنترتنمنت".