تتنافس سيدات مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر على تقديم أفضل وأشهى وصفات الأكلات والحلويات للمتابعين لصفحاتهم عبر موقع الفايسبوك و بقنواتهم الخاصة عبر موقع اليوتيوب، ليزداد هذا التنافس حدة بتزايد نسب المشاهدة و المتابعة لهذه المواقع خلال شهر رمضان بل ان تصل ذروتها مع بدء مرحلة الاعداد لحلويات عيد الفطر المبارك. وتشير أرقام المتابعة والمشاهدة التي تخطت حاجز الآلاف و وصلت الى الملايين لبعض من صفحات و قنوات الطبخ الجزائري في العالم الافتراضي إلى حجم الاهتمام الذي توليه السيدة الجزائرية لمائدة الافطار خلال الشهر الفضيل ، وهو ما يدفع مسيري تلك المواقع و غالبيتهن سيدات لتقديم افضل ما لديهن من إسرار موهباتهن في عالم الطبخ، فيما يبدو انه تنافس في العالم الافتراضي لنيل رضى المتابعين وأيضا للفوز باشتراكاتهم. وساعد انتشار الهواتف الذكية " ام وليد" و " أم اسيل" و "ميليسا كاهينا" وقبلهن "طاطا حبيبة" في صنع اسم و علامة مسجلة للطبخ الجزائري عبر العالم الافتراضي ، وتمكنت هؤلاء السيدات من استقطاب جمهور "الشاف اسامة" و "منال العالم" و" شميسة "، و تحرص كل واحدة منهن على وضع لمستها الخاصة في وصفات تقول المتابعات لهن بانها "ناجحة". تنوع ما تقدمه كل صفحة و قناة افتراضية لم يلغ تماما متابعة برامج الطبخ عبر القنوات التلفزيونية الوطنية، الا ان امكانية العودة الى تلك الوصفات عبر الهواتف الذكية اعطاها فرصة اكبر للبروز و نيل فرصة متابعة أكثر، وهو ما استثمرت فيه القائمات على تلك الصفحات التي باتت تعطي موعدا لمتابعيها من اجل التعرف على "وصفة اليوم". وصفات تتبع خطوة بخطوة من قبل المشتركات اللائي يحكمن على كل ما يقدم اليهن من وصفات، وهو الحكم الذي كان وراء انتشار صفحة "ام وليد " التي تقول متابعاتها انها تقدم الأفضل بطريقة بسيطة و بمقادير تخدم القدرة الشرائية للعائلة الجزائرية. متابعات يعلقن على قناة "ام اسيل" أنها تمثل "الجمال و الاصالة و الابداع" ، و لا يقل الثناء عن باقي الصفحات و القنوات التي وضعت اسما لها في العالم الافتراضي ، دون تغييب الحكم السلبي عن اي شيء لا يرقى الى توقعات المتابعات. المجموعات الافتراضية لتبادل الخبرات و "منصة للحكم" على الوصفات وبمقابل صفحات و قنوات سيدات مواقع التواصل الاجتماعي المختصة في فنون الطبخ، تنتشر عبر الفضاء الازرق ( الفايسبوك) مجموعات مهتمة بهذا المجال ايضا والتي تضم الاف المتابعين ويزداد الاقبال عليها لاسيما في شهر الصيام، وهنا لا يقتصر الامر على ربات البيوت او السيدات بل حتى الرجال متواجدون لتبادل الآراء والخبرات في عالم المطبخ ، كما تعد هذه المجموعات بمثابة "منصة الحكم " للوصفات التي تحاول صاحبتها تقديمها للجمهور العريض. فعبر تلك المجموعات يتم الاتفاق الضمني أما بنجاح او فشل الوصفة المقدمة من قبل "ام اسيل" أو "ام وليد" و غيرهما من مديرات قنوات الطبخ باليوتيوب، و يكون الحكم المشار إليه بناء على اعادة مضبوطة للمقادير و تجربة فعلية للوصفة التي اقترحت على المتابعين، و غالبا ما كانت المجموعات الافتراضية سببا في انتشار و شهرة الأسماء التي أشير إليها، بعد أن تأكد للمشتركين ان الوصفة " قدمت لهم بكل إسرارها". كما تروج هذه المجموعات للأكلات الشعبية التقليدية التي لم تغب عن المشهد بفضل المولعين بها، حيث تحاول كل سيدة الترويج لأكلات تقليدية قد يجهلها الكثيرون لأنها من منطقة مغايرة، و ما اكثر تنوع الأطباق التقليدية بالجزائر. الحلويات سيدة المشهد بامتياز مع اقتراب العيد ومع بدء العد التنازلي لشهر رمضان تتجلى نفحات العيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تقديم أصحاب صفحات الطبخ أشهى وصفات الحلويات الجزائرية. وبطريقة بسطة و سهلة شرعت تلك الصفحات في إبراز موروث المائدة الجزائرية، كما يزداد البحث عن أدق تفاصيل الوصفة الناجحة خصوصا بالنسبة للمبتدئات. وتغيرت واجهة الصفحات و القنوات بمواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الأخيرين ،حيث طغت عليها صور و فيديوهات الحلويات بكل أشكالها وأنواعها فيما يشبه سباقا محموما نحو جلب اكبر عدد من المشاهدين و المتابعين في الرمق الأخير من شهر الصيام. كما تواكب مجموعات الطبخ الافتراضية كل ما تعلق بتحضيرات عيد الفطر، لتصل حد إبراز كيفية تحضير أفضل سينية عيد، مع طريقة عرض الحلويات و تقدميها عن طريق ديكورات جديدة . وتبقى مواقع التواصل الاجتماعي متنفسا للعديد من السيدات اللواتي يحرصن على تتبع كل جديد في عالم الطبخ و تقديم الأفضل لأفراد العائلة.