مع اقتراب شهر رمضان يستعد كثير من الجزائريين لاستقباله بأشهى وأحدث وصفات الطبخ، ولهذا ترفع العديد من الوسائط الإعلامية التحدي عاليا من أجل تحقيق الرّيادة وتقديم الأفضل، وهو ما ألهب "بورصة الطباخين" نتيجة التهافت على أشهرهم وأمهرهم للانفراد ب"الشاف" الأفضل. ولأن إدمان الصائمين في رمضان على تحضير العديد من الأطباق حتى وإن لم يأكلوها يرتفع بشكل جنوني تحاول تلك الوسائط الإعلامية السباحة باتجاه التيار وتقديم ما لذّ وطاب حيث "تعزف" على وتر البطن والشهية.
بين 30 و60 مليون سنتيم على الأقل ل "الشاف" في رمضان وتتراوح الأسعار التي تعرضها بين 10 آلاف دج و20 ألف للعدد الواحد ما يعني 30 مليون سنتيم و60 مليون سنتيم للشهر الواحد، حسب ما استقته الشروق من مصادر مقربة، وبذلك يكون رمضان فرصة لهؤلاء الطباخين من أجل ضخ أموال إضافية لأرصدتهم، وفرصة للصائمين من أجل "ضخ" أكلات جديدة لبطونهم. وتحتوي الحصة الواحدة على مقبلة وطبق رئيسي وتحلية على أن يتولى الطبّاخ تكاليف مقادير الوصفات كاملة. وتفرض العديد من القنوات التلفزيونية والإذاعات الوطنية والجهوية وبعض الجرائد وحتى المؤسسات شروطا على هؤلاء الطباخين قبل التعاقد معهم، كأن يكون له مدرسة طبخ أو كتاب مطبوع متداول في الأسواق أو خبرة مهنية في فندق لا يقل عن خمس نجوم، بالإضافة إلى شرط آخر مهم جدا يخص الحصرية في تقديم الوصفات ومنع التعاقد مع جهات أخرى. وترتفع وتيرة العمل المقدم، حيث تصل في القنوات التلفزيونية إلى 30 عددا بوصفات متنوعة تخصص العشرون يوما الأولى للطبخ، بينما تخصص العشرة أيام الأخيرة لتقديم حلويات العيد. ورغم العروض الكثيرة التي تقدّمها مواقع التواصل الاجتماعية لا تزال وسائل الإعلام تحتفظ ببريقها في استقطاب الجماهير العريضة.
المنافسة تشتد بين شميشة وحورية المطبخ.. تحتدم المنافسة خلال الشهر الفضيل بين قامات في فن الطبخ سجلت حضورا قويا في فترة وجيزة كسبت خلالها ثقة المتابعين لوصفاتها سواء التقليدية أو الحديثة، حيث تحتدم المنافسة بين ثنائية شميشة وحورية المطبخ بدرجة أخص وبين أسماء أخرى أحدثوا فارقا كبيرا في وصفاتهم المميزة التي يجدها معظم الجزائريين الأقرب إلى معدتهم. ويجمع من تحدّثنا إليهم من متابعين أن هذه الأسماء هي الرائدة بامتياز حتى خارج شهر رمضان وما يؤكد ذلك هو ارتفاع نسبة المشاهدة مقارنة ببقية البرامج.
رزقي وبوحامد يأفل نجمهما.. تعود الجمهور الجزائري على أسماء ووجوه عمرت طويلا غير أن نجمها أفل في الفترة الأخيرة ولعل من أهمها ثنائية السيدة رزقي والسيدة بوحامد اللتين قدمتا وصفات رائعة بطريقة بسيطة يفهمها الجميع ومقادير تراعي القدرة الشرائية للجزائريين. ويفسّر بعض من تحدّثنا إليهم الأمر بالاجتياح الكبير للقنوات الخاصة المتخصصة في الطبخ وكذا مواقع التواصل الاجتماعي التي أفرزت أسماء ومجموعات فايسبوكية تفاعلية.
الطباخون الأجانب يدخلون على خط المنافسة... حبّ الاكتشاف والتنويع في الأطباق والطبخات إضافة إلى الاحتكاك ببقية الأجناس ولّد لدى الجزائريين الرغبة في تجريب مختلف الوصفات، لاسيما الطبخ الشرقي والحديث الذي أصبح مطلوبا بكثرة من قبل الشباب والنساء بصفة أخص ومن أشهر البلدان التي استقطب طبخها الجزائريين الطبخ السوري واللبناني وكذا المغربي ناهيك عن الطبخ العصري الفرنسي من مختلف أنواع الغراتان والصلصات والمحليات. ولهذا تحاول مختلف البرامج التلفزيونية والصفحات الفيسبوكية وكذا صفحات الجرائد إدراج وصفات من مختلف المطابخ العربية والغربية إرضاء لمتابعيها.