وجهت 200 عائلة قاطنة بحي النخلة الفوضوي بالشرارية الكائن ببلدية الكاليتوس شرق العاصمة، نداء استغاثة للسلطات المحلية، قصد النظر في انشغالاتهم وانتشالهم من الوضعية التي يعيشونها في بيوت سكنية تغيب فيها أدنى متطلبات العيش الكريم. وحسب السكان وممثلهم فإن أكبر هم يؤرقهم هو تواجدهم بتلك السكنات التي أصبحت لا تقيهم برودة الشتاء ولا حرارة الصيف، وقد أعرب السكان عن تذمرهم واستيائهم الشديد إزاء الوعود التي لم تتحقق من طرف المسؤولين، فيما يخص ترحيلهم إلى سكنات لائقة، والمتضمن في برنامج رئيس الجمهورية القضاء على البيوت القصديرية غير أن مصالح البلدية، وحسب محدثينا لم تعمل بهذا المقتضى، حيث لا تزال العائلات القاطنة بهذا الحي تتكبد معاناة حقيقية ومشاكل متراكمة طيلة هذه الفترة ابتداء من البيوت القصديرية والتي تشكل خطرا يهدد حياتهم، خاصة في فترة الشتاء أين تزيد مخاوف هؤلاء خوفا من سقوط سكناتهم في أية لحظة، وذلك راجع للتصدعات الكبيرة التي تشهدها جدرانها واهتراء أسقفها أين تضطر العائلات إلى ترقيع الأسقف ببعض الزنك الذي أصبح هو الآخر يهدد صحتهم نظرا لتآكله بفعل عوامل الطبيعة، أما في فصل الصيف فتصبح السكنات بمثابة فرن للطهي على حد تعبير هؤلاء السكان، ناهيك عن ارتفاع درجة الرطوبة متسببة في انتشار مختلف الأمراض المزمنة، خاصة للأطفال حديثي النشأة الذين أصبح أولياؤهم يعانون الأمرين لما أصاب فلذات أكبادهم، بالإضافة إلى الأوحال التي تغرف الحي لمجرد تساقط الأمطار أين يصبح التنقل صعبا في مثل تلك الظروف، ومن جملة المشاكل التي أثارت غضب السكان وزادت من معاناتهم الروائح المنبعثة والحشرات الضارة المنتشرة على مستوى الحي، وذلك راجع إلى انعدام قنوات الصرف الصحي، التي تعتبر شبه معدومة لدرجة لجوء السكان إلى الطرق التقليدية التي أصبحت تشكل خطرا وبائيا، خاصة مع انتشار النفايات المتراكمة هنا وهناك وتبعثرها على جميع أرجاء الحي، مما يجعل الأطفال يدفعون ضريبة غياب المسؤولين نتيجة لتعرضهم للأمراض المتنقلة عبر المياه والروائح الكريهة، التي عكرت صفو ونقاوة الحي، وذلك من خلال الديكور المتعفن على اعتبار أنهم محاصرين بكم هائل من النفايات والمياه القذرة المتسربة من تلك القنوات التقليدية والموصولة بطرق عشوائية، من جهة أخرى أثار السكان مشكل الكهرباء أين نجد عدد كبير من العائلات لا تتوفر على عدادات كهربائية رغم شكاويهم التي رفعوها للسلطات البلدية وحتى إلى مؤسسة سونلغاز، غير أن مطالبهم لم تؤخذ بعين الاعتبار، هذا ما أدى بهم للجوء إلى الأحياء المجاورة من أجل إيصالهم بكوابل كهربائية، والتي يتم تركيبها عشوائيا معرضين حياتهم وحياة عائلات الأحياء المجاورة إلى أخطار تهدد حياتهم، خاصة الشرارات الكهربائية التي كثيرا ما يشتكي منها السكان، فبالرغم من الوضع الذي ينبأ بوقوع كارثة إلا أن السلطات المحلية لم تتخذ أي إجراء لازم للحد من هذه المأساة.وأمام هذه الوضعية جدد قاطنو حي النخلة الفوضوي مطالبهم، والتي تخلصت في مغزى واحد والمتمثل في ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية تليق بالجنس البشري، لأن حياتهم في تلك البيوت التي أصبحت جحيما لا يطاق.