تطالب أكثر من 1350 عائلة مقيمة بحي علي خوجة القصديري بالمكان الجميل ببلدية واد السمار شرق العاصمة، ضرورة ترحيلها إلى سكنات لائقة، خاصة أمام المخاطر التي يواجهونها والتي ضاعفت في حجم معاناتهم، ناهيك عن الظروف المزرية التي يتخبطون فيها منذ سنوات. تعاني هذه العائلات مرارة العيش واستحالة الاستمرار في بيوت قصديرية تفتقر إلى أدنى شروط الحياة الكريمة، مؤكدين عن المخاطر التي أصبحت تهدد حياتهم من حين للآخر، في ظل تواجدهم ضمن نطاق الكوابل الكهربائية والتي يمكن ملامستها بمجرد بلوغ الحي، وهي من النوع العالي، الأمر الذي زاد من مخاوف السكان الأصوات الصادرة منها والتي أصبحت تثير أعصابهم، فإلى جانب كوابل الكهرباء، هناك ممر خاص بالسكة الحديدية والتي ذهب ضحيتها الكثير من الأطفال خاصة بالنسبة للقاطنين بمحاذاة السكة، ويضاف ذلك إلى الأخطار الصحية التي تحاصر العائلات من كل اتجاه خاصة المتواجدة على ضفاف وادي السمار الذي يعرف درجة متقدمة من التعفن، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منه والمتسببة في انتشار الكثير من الأمراض المزمنة والخانقة، وما زاد في تأزم الوضع وهو تواجد الحي بمستوى أكبر مفرغة عمومية بالعاصمة وهي مفرغة السمار التي كثيرا ما وعدت السلطات العليا بغلقها، غير أن هذا لم يحدث رغم المشاكل الصحية التي تسببت فيها للسكان، يضاف إلى ذلك غياب شبكة الصرف الصحي وقيام السكان بربط منازلهم وبطرق عشوائية بالوادي الأمر الذي زاد في التعفن وحوّل المنطقة إلى ملاذ للحيوانات الضالة التي أصبحت لا تبرح المكان. وما زاد الطين بلة الحالة الاجتماعية التي يختص بها تقريبا جميع السكان وهي حالة الفقر المدقع نظرا لانعدام فرص الشغل، مما أدى إلى استفحال مشكل البطالة خاصة لدى الشباب، هذه الأوضاع وأخرى ساهمت بشكل كبير في تنامي مؤشرات انتشار مختلف الآفات الاجتماعية بالحي، خاصة السرقة والمخدرات التي أصبحت أهم ما يميز المنطقة، فانتشار السرقة أدى إلى وضع الحي في عزلة اجتماعية في ظل غياب الأمن، إلى جانب ترويج المخدرات واستهلاكها والتي أثّرت سلبا على السكان، وحسبما أكدته تلك العائلات أنه على الرغم من الشكاوي العديدة التي وجّهوها إلى المسؤولين لكن دون جدوى.من جهة أخرى وجّهة السكان نداء استغاثة إلى المسؤولين الولائيين من اجل التدخل السريع لانتشالهم من الأوضاع المأساوية التي يتكبدونها منذ أكثر من 8 سنوات وترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة قبل وقوع مالا يحمد عقباه.