تتواصل بعنابة فعاليات الأيام الوطنية المسرحية المغاربية، إلى غاية 18 فبراير الجاري، التي تنظمها مديرية الثقافة لولاية عنابة بالتعاون مع مسرح المدينة، إحياءا لذكرى رحيل الفنان عز الدين مجوبي الذي اغتالته أيادي الإرهاب في فبراير من سنة 1995. زينة.ب ويشارك مركز الفنون الدرامية والركحية لمدينة الكاف لتونس بهذه الفعالية التي تدوم ستة أيام، وذلك بعرض مسرحية بعنوان "تجرا"، وستشارك المسارح الجهوية لولايات مستغانموسطيف ووهران بالعروض المسرحية؛ "بكالوريا" و"تفضلي يا آنسة" و"رهواجة" ومسرحية "معالم"، بالإضافة إلى مداخلات من قبل أصدقاء الراحل عز الدين مجوبي عنه وعن مواقفه القوية وحضوره المميز في المسرح وكذا التطرق بكل تفصيل لمسيرته الفنية، حيث كان ومازال قامة فنية لها وزنها في الخشبة والمسرح. وقد افتتحت فعاليات هذه الأيام، بعرض لمسرح عز الدين مجوبي (مسرح المدينة) بعنوان "ما نسلكوش.. ما نسلكوش" لسنة 2018 والذي جاء في قالب كوميدي ويتناول الواقع الاجتماعي الصعب الذي يزداد صعوبة من يوم لآخر، خاصة وأن التكاليف في ازدياد مستمر والمتطلبات المعيشية تزداد بالضرورة. وقد استطاع الممثلان اللذان مثلا دور الزوجين جميلة ومرزوق إيصال الفكرة والإحساس وهما يصفان غلاء المعيشة وصعوبة ايجاد حلول تجعلهما يتماشيان مع هذه التغيرات التي تطرأ على المجتمع بشكل مفاجئ وسريع أيضا، هي يوميات صعبة وشاقة وطويلة لمن لا يملك وضعا ملائما للعيش ومسايرة التطورات، وهذه الأوضاع هي التي تؤدي إلى الرفض كنتيجة طبيعية. العرض مقتبس من الكوميديا الإيطالية السوداء، كتبه سمير حكيم، وأخرجه علي جبارة الذي يتميز برؤية فنية خاصة به، ومن خلال هذا العرض، أشار إلى دور المرأة عبر التاريخ الجزائري ومدى قوتها في مواجهة الصعاب وإيجاد الحلول، ومن ثمة فتح باب في العرض لتصوير رد فعل احتجاجي بدأته مجموعة من النساء اللواتي رفضن رفضا قاطعا غلاء الأسعار في الأسواق، ما جعلهن يأخذن السلع من السوق دون دفع الثمن ودون إخفاء الأمر وهن يحملن شعر "ما نسلكوش.. ما نسلكوش" وهو بعامية مناطق شرق الجزائر ويعني بالعامية وسط الجزائر "ما نخلصوش"، وباللغة العربية تعني هذه العبارة "لن ندفع الثمن"، وهنا يقصدن ثمن السلع التي أخذنها احتجاجا على الغلاء. لكن مرزوق زوج جميلة يرفض العمل الذي قامت به زوجته مع نساء الحي لكنها بالمقابل لم تفصح له أنها متورطة مع الأخريات، لتتدخل بعدها الشرطة بحثا عن السلع التي اختفت. من جانب آخر فقد كان العرض الأول ل"ما نسلكوش.. ما نسلكوش"، في 2 فبراير بمسرح عز الدين مجوبي بعنابة، ويقول المخرج علي جبارة حول المسرحية "مشكلتنا أننا نحب أن يدمرنا المديح على أن ينقذنا الانتقاد، وقد راجت مثل هذه الذهنيات في مجتمعنا حيث يوجد فئات كبيرة من الناس التي ترفض الحقيقة والأمر الواقع وتقبل بالمديح المصطنع وتعارض كل من ينتقدها أو يوجه لها أي ملاحظات تبرز هفواتها". وفي اليوم الثاني من الفعالية تم عرض "تجرأ.Tn" من إنتاج المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف لتونس، إدارة عماد المديوني وإخراج لزهر الفرحاني، وبطولة ريان القيرواني. ويروي هذا العمل المسرحي الذي كتبه نور الدين الهمامي، قصة شاب يحلم بعالم أفضل تُحفظ فيه الحريات وحقوق الإنسان. وقد حصل هذا العرض في ماي 2018 على "التانيت الذهبي" في مسابقة أفضل عمل مونودرامي بفعاليات مهرجان قرطاج الدولي للمونودراما في دورته الأولى. بينما تم أمس (اليوم الثالث) عرض "بكالوريا" الفائز بجائزة مهرجان المسرح المحترف 2018 في دورته ال13، نص وإخراج عز الدين عبار وإنتاج المسرح الجهوي لمستغانم، ويروي العمل قصة طلبة مقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا ويأخذون دروسا عند مدرسة خصوصية في قبو مهجور لا يليق لممارسة مهنة التعليم، وهو في نفس الوقت ملك لفنان مسرحي وهو حبيب المعلمة السابق، وهناك تسير الأحداث بين المعلمة وصاحب القبو والتلاميذ، حيث يحاول الفنان الذي قدم لحبيبته جزءا من القبو أن يقنعها أنه يحبها كثيرا، وتبقى هي تلومه لأنه لا يقدم لها شيئا سوى الكلام، في ذات الوقت تدرج قصة حب بين التلاميذ يتصارع فيها ابن غني وابن فقير. ولا يفوّت العمل التطرق لمختلف الهواجس على غرار الهجرة عبر البحار، الطبقية، والثقافة والتهميش، والظروف الاجتماعية السيئة. وستُعرض اليوم مسرحية "تفضلي يا آنسة" من إخراج العمري كعوان وإنتاج جمعية "أنيس الثقافية" لسطيف، فيما سيلتقي الجمهور غدا الأحد بممثلي العرض المسرحي "رهواجة" إخراج سمير أوجيت وإنتاج تعاونية "آفاق" للمسرح والإبداع السينمائي لوهران. وستُختم الأيام يوم الإثنين (بعد غد) بعرض مسرحية "معالم" من تأليف وإخراج عبد الوهاب تامهاشت وإنتاج التعاونية الثقافية "أفكار وفنون" للعلمة ولاية سطيف. كما برمجت الفعالية عرضا للصغار بعنوان "معركة السلام" إخراج ليديا لعريني وإنتاج التعاونية الثقافية "لعريني للفنون الدرامية" بباتنة.