وسيطرت مظاهر الشلل التام على سوق الجملة للمواد الغذائية بالسمار في العاصمة وكذلك على سوق بلفور للهواتف النقالة، فيما كان سوق الجملة بالكاليتوس مفتوحا . وأوصدت العديد من المحلات في كل من برج الكيفانوباب الزوار وبرج البحري والرويبة والرغاية أبوابها بعد أن امتنع أصحابها من ممارسة نشاطهم ما عدا بعض الصيدليات التي التزمت بالعمل، تلبية للتعليمة الداخلية التي وجهتها النقابة الوطنية للصيادلة إلى كافة مدراءها على المستوى الوطني تقضي بفتح أبوابها أمام المرضى الذين هم بحاجة إلى أدوية خصوصا أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة وبعض المقاهي، الوضع ذاته شهدته المحلات الرئيسية بالشوارع الكبرى للعاصمة كديدوش مراد و " ميسونيي " و بلكور وحسيبة بن بوعلي وأول ماي فكل المحلات كانت مغلقة استجابة لنداء الإضراب العام. وعرفت حركة النقل بالعاصمة، طيلة نهار أمس، شللا نسبيا بعد أن توقفت معظم وسائل النقل العمومية ، فيما لم تستجب بعض وسائل النقل الخاصة للاضراب. وتوقف رحلات القطار لكل من الضاحيتين الشرقية والغربية الرابطة بين الثنية والعفرون، وحتى الخطوط البعيدة وهذا بالنسبة للخطوط الرابطة بين الجزائر العاصمة وباتنة وبجاية وسطيف ووادي عيسى بتيزي وزو. الوضع ذاته شهدته رحلات الميترو حيث تفاجأ مستعملوه بمحطات مغلقة، بينما تم توقيف رحلات التراموي في حدود الساعة العاشرة صباحا، وتم أيضا سحب حافلات النقل الحضري "ايتوزا" من جميع المحطات منذ الساعات الأولى ليوم أمس في وقت التزم عدد قليل من حافلات النقل الخاصة بالعمل. وتم تعليق العمل أيضا في عدة شركات بالمنطقة الصناعية بالرويبة والرغاية، على غرار عمال شركة سوناكوم حيث خرج المئات منهم إلى الشارع الرئيسي المحاذي للشركة، مرددين شعارات مناوئة للعهدة الخامسة، وحاولوا السير من مقر الشركة باتجاه مصنع " فويتال " لصناعة العصير إلا أن قوات مكافحة الشغب حالت دون ذلك، واضطروا بعده المحتجون إلى التراجع والعودة، الوضع ذاته شهدته شركة الأشغال البترولية الكبرى التابعة لمجمع سونطراك بحاسي مسعود، حيث أضرب عمالها عن العمل تعبيرا عن رفضهم للعهدة الخامسة، وكذلك أضرب عمال اتصالات الجزائر في المقر المركزي بباب الزوار والبليدة وبومرداس. واحدث هذا الإضراب معاناة متعددة الجوانب للعديد من المواطنين في العاصمة عقب توقف النشاط التجاري منذ الساعات الأولى من نهار أمس، ما خلف استياء وتذمر سكان العاصمة الذين لم يفلحوا في قضاء مستلزمات وحاجيات أسرهم، من مواد استهلاكية وغيرها التي يتزايد عليها الطلب، باستثناء بعض محلات الخضر والفواكه بسوق فرحات بوسعد في قلب العاصمة وسوق علي ملاح بأول ماي، على خلفية غلق المحلات التجارية وعدم توفير الحد الأدنى من الخدمات للمواطنين . ووقفت " الجزائر الجديدة " على اضراب العمال ببعض المؤسسات العمومية ، على غرار مديرية أملاك الدولة والحفظ العقاري لولاية الجزائر، ومديرية مراقبة الأسعار والجودة وقمع الغش، حيث ذكر بعض العمال بهاتين الهيئتين إنهم في إضراب . وأبدى مواطنون امتعاضهم من غلق المحلات التجارية وتعطل النشاط التجاري، فيما اجمعوا على إنهم يؤيدون الإضراب ويعارضون غلق المحلات والمرافق التجارية والخدماتية التي تتعامل مباشرة مع المواطن . تلاميذ الثانويات في الشارع ! وتزامنا مع هذا الإضراب خرج تلاميذ المدارس وخاصة " الثانويين " وطلبة وأساتذة الجامعات في وقفات احتجاجية سلمية عبر العديد من ولايات الوطن، لمطالبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالعدول عن الترشح لعهدة خامسة، ونظم تلاميذ الثانويات في ساحة البريد المركز وأودان تجمعا حاشدا قبل أن يتحول إلى مظاهرة التحق بها الكثير من الأشخاص. ففي باب الزوار جاب تلاميذ الثانويات والمتوسطات شوارع المدنية مرددين عبارات " لا للعهدة الخامسة ". وبوسط العاصمة تجمع المئات من الطلبة الثانويين عند مدخل ثانوية خير الدين وبوعروج باربروس، ذو لا كروا سابقا، حيث انطلقت المسيرة السلمية لهؤلاء جابت عدة شوارع رئيسية على غرار شارع حسيبة بن بوعلي، باستور، ديدوش مراد وساحة اودان، ثم ساحة البريد المركزي وشارع ارزقي حماني، . وردد التلاميذ المتظاهرون شعارات مختلفة تصب في مجملها تجاه رفض للعهدة الخامسة . وانتهت مسيرة طلبة الثانويات بالعاصمة عند الواحدة زوالا دون تسجيل أي حادث يذكر، حيث تعاملت قوات الأمن مع المتظاهرين بحنكة واحترافية في تأطير مسيراتهم .