اشتكى العديد من المواطنين في جل بلديات ولاية بومرداس خلال الأسابيع الأخيرة من الارتفاع المذهل و الكبير الذي عرفته أسعار الخضر،و هو الارتفاع الذي مس حتى الخضر التي كانت تعرف في فصل الصف انخفاضا كطماطم،الفلفل الأخضر بنوعيه ، و البصل ناهيك عن الفواكه التي أضحت تناولها حكرا على الأغنياء،و لا يجني الفقير منها سوى سيلان اللعاب نظرا للأسعار المرتفعة التي استقرت عليها،ذلك ما جعل العديد من المواطنين يتجهون مكرهين الى تناول الحبوب و مشتقاتها في عز الصيف،رغم عدم تناسب استهلاكها مع الحرارة التي يشهدها الفصل و التي تتطلب أكلات خفيفة من خضروات و مقليات و غيرها. شهدت أسعار الخضر في هذه الأيام ارتفاعا محسوسا في أغلب الأسواق ببومرداس بشكل لفت انتباه الجميع،الأسعار التي نجدها تختلف من سوق لأخر مما جعل العامة يلجأون إلى الأسواق التي تعرف السلع فيها بعض من الاستقرار كسوق بغلية و خميس الخشنة.. و غيرها من الأسواق التي اشتهرت بانخفاض أسعار المواد الاستهلاكية ،أما غيرها فقد شهدت الأسعار بها التهابا ملحوظا اثر على ميزانية العديد من العائلات. إلا أن بعض العائلات وجدت منفذا بإقبالها على اقتناء الحبوب من فاصوليا جافة،عدس... على الرغم من أن تلك المواد كما هو معروف ينقص استهلاكها صيفا لأن جل العائلات تتجه إلى الأكلات الخفيفة من خضروات مسلوقة و مقليات و عصائر،غير أن المستويات العالية التي استقرت عليها أسعار الخضر و الفواكه حال دون ذلك. و لرصد الوضع عن قرب تقربنا من بعض الأسواق المتواجدة عبر بلديات ولاة بومرداس نجد مثلا سوق بلدية بغلية شرق بومرداس طفنا ببعض المحلات التجارية المتخصصة في بيع الخضر و الفواكه خاصة الواقعة بمحاذاة السوق المغطى،فوجدنا أن جل الأسعار المتداولة ليست في متناول الجميع،فالطماطم الت كانت تنزل حتى إلى 20 و 25 دج صيفا،أصبحت مؤخرا و على خلاف العادة في سعر 80 و 85 دج ،كذلك الفلفل الأخضر الذي وصل إلى 60 حتى 70 دج بعدما كان في السابق 30 دج،اما الفلفل الحار فصعد حتى إلى 80 دج بعدما كان 40 دج،الكوشة هي الأخرى لم تسلم من ارتفاع سعرها بعد أن سجلت سقف ال 40 و 50 دج،البصل 40 دج،و لم تسلم سوى البطاطا التي تراوح سعرها ما بين 25 و 30 دج،ناهيك عن الفواكه التي لم تشهد نزولا في أسعارها على الرغم من تنوعها في هذا الموسم،فالمشمش استقر سعره بين 80 و 90 دج،الخوخ يساويه كذلك،أما الموز فقد ارتفع ثمنه إلى 150 دج،التفاح لم ينزل عن 160 دج. تنقلنا إلى أسواق أخرى على مستوى يسر،و غيرها من الأسواق الأخرى المتواجدة عبر بلديات ولاية بومرداس فوجدنا أن الأسعار مماثلة مع تغير طفيف،و في هذا اقتربنا من بعض المواطنين الذين بينوا استيائهم من تلك الأسعار خاصة و أن الفصل يتطلب تناول الخضروات بكثرة بالإضافة إلى بعض الفواكه. السيدة " مريم " قالت أنها في حيرة دائمة من أمرها فيما يتعلق بتحضير وجبات الأكل لأسرتها فبعد خروجها إلى السوق من أجل التبضع تصطدم بتلك الأسعار الملتهبة لجل الخضر مما يجبرها على العودة إلى منزلها خاوية اليدين،كما أنها تضطر في الكثير من الأحيان إلى اقتناء الفاصولياء و كذا العدس لتعويض بعض الخضر،أما الفواكه فحدث و لا حرج،فتلك الأخيرة أضحت لا تزور بيتها إلا نادرا في ظل الارتفاع المذهل الذي مس حتى الفواكه الموسمية كالخوخ،المشمش اللذان لم ينزلا عن سعر 90 دج. لهذا فقد وجدنا أن العديد من العائلات اتجهت مكرهة الى اقتناء الحبوب،حيث تجد أن أسعارها معقولة نوعا ما مقارنة بأسعار الخضر و الفواكه لسد رمق أفرادها،فيما فضلت بعض العائلات التي تحوز على امكانيات التنقل الى بعض الأسواق التي تشهد فيها أسعار الخضر و الفواكه انخفاضا محسوسا كسوق برج منايل،يسر ،بومرداس و السوق الأسبوعي لبغليةمن أجل اقتناء تلك المواد هروبا من الأسعار الملتهبة.فيما وجدت العائلات الأخرى ضالتها في استهلاك الحبوب، راضخة بذلك إلى الأمر الواقع باقتناء تلك السلع رغم ارتفاع أسعارها في ظل عدم امتلاك البديل. يحدث هذا على الرغم من التطمينات التي باشرتها الوزارة الوصية مؤخرا و التي استبشرت بوفرة محصول الخضر خلال هذه السنة الذي من شأنه أن ينعكس بالإيجاب على الأسعار لولا جشع بعض التجار و تسبيقهم الربح على حساب المواطن البسيط الذي يبقى دائما هو الضحية.