"البطاطا غالية" ، و حتى اللفت و "الزرودية طلع شانها" و زاد سعرها و "الزوالي"، هو اللي يدفع دائما الفاتورة...حتى أنه لم يعد باستطاعته اقتنائها. هذه العبارات ترددت على ألسنة المواطنين الذين تعودوا على التسوق من سوق "لعقيبة" بالعاصمة، الذي من المفروض يعد قبلة لأصحاب الدخل الضعيف، إلا أنه خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى هناك وقفنا على الارتفاع الرهيب في أسعار "الخضر" و "الفواكه" . بائعو الخضر و الفواكه: "السوق حرّة..و لسنا مسؤولين عن الارتفاع" و حاولنا خلال تلك الجولة الخفيفة، التقرب من بعض بائعي الخضر و الفواكه بالسوق، للاستفسارعن أسباب ارتفاع الأسعار خاصة في الآونة الأخيرة، فصرحوا لنا أنهم غير مسؤولين عن هذا الارتفاع الرهيب، خاصة و أن السوق حاليا حرة و لا أحد يتحكم في الأسعار ، مشيرين في السياق ذاته بأن عمليتي العرض و الطلب، هما اللتان أصبحا يؤثران بصفة مباشرة على سوق الخضر و الفواكه ببلادنا، بحيث أنه كلما زاد الطلب و قل العرض، فإن الأسعار ترتفع لا محالة و العكس صحيح في حالة إذا نقص الطلب و زاد العرض، في الوقت الذي حاولوا طمأنة المواطنين، بأن هذا الارتفاع يعد ظرفي، بسبب التقلبات الجوية و ارتفاع درجة البرودة . أسعار الخضر تلتهب..و" الزواليا" يفضلون "المارشي نوار" وقفنا على الارتفاع الرهيب في أسعار الخضر و الفواكه بسوق "لعقيبة"، بحيث ارتفع سعر البطاطا من 25 إلى 45 دينار للكيلوغرام الواحد، في حين قفز سعر الطماطم إلى 80 دج والشمندر "البطراف" إلى 80 دينار، في حين ارتفع سعر البصل ، الجزر ،السلطة و حتى اللفت إلى 50 دج ، غير أن الأنواع الأخرى من الخضروات كالجلبانة ، الفول ، الخيار والقرنون ، القرعة و الباذنجال، فإن أسعارها حّدث و لا حرج خاصة و أن التجار قد حددوا سعرها ب120 دينار للكيلوغرام الواحد، حين أصبحت حكرا فقط على فئة الأغنياء ، خاصة أن المواطن البسيط ، لم يعد باستطاعته اقتنائها، غير أن ما شد انتباهنا في تلك اللحظات، أن التجار قد اجتهدوا في ترتيب سلعتهم التي يشدك منظرها الجميل من بعيد، إلا أن ارتفاع أسعارها يجعلك تتراجع بخطوات عديدة. مقابل ذلك فقد علقت إحدى النسوة على هذا الارتفاع، أن الموظفين في قطاع الوظيف العمومي الذي فاق عددهم مليون و 600 ألف موظف لم يشعروا إطلاقا بتلك الزيادات في الأجور، التي دخلت جيوبهم طبقا للشبكة الأجور الجديدة منذ 9 أشهر، لأنه قابلتها زيادات رهيبة في أسعار المواد الأكثر استهلاكا، خاصة الخضر و الفواكه فأضافت متسائلة :" أين يذهب "الزوالي في رأيكم"، و هل تلك الشهرية تكفيه لتغطية كافة المصاريف؟ " . و من جهة ثانية صرح بعض المواطنين الذين إلتقتهم "النهار" أن الجميع يتحدث عن السوق السوداء، لكنهم يتناسون الحديث عن غلاء المعيشة و ارتفاع الأسعار ، مضيفين إنه ليس غريبا أن يتوجه "المواطن البسيط" إلى "المارشي نوار" لاقتناء السلع بأثمان على الأقل منخفضة . الجلبانة و البانان في منزلة واحدة و ما شد انتباهنا، خلال تلك الجولة التي قادتنا إلى السوق الشعبي" لعقيبة" أن الجلبانة و الفول و حتى الخيار أصبحوا ينافسون البانان "الموز"، هذه الفاكهة التي كانت في وقت سابق تسيل لعاب المواطنين، لكنه اليوم أصبح "الزوالي" مخير بين أن يشتري "الجلبانة" أو "الموز"، فكلاهما أصبحا في منزلة واحدة، بل بالأحرى الجلبانة اليوم في المنزلة الأولى، كيف و أن سعرها قد فقز إلى 120 دينار؟!