احتضن أمس قسم علم المكتبات و العلوم الوثائقية بجامعة وهران 1 أحمد بن بلة الملتقى الدولي الأول حول واقع أنظمة المعلومات والتوثيق في ظل التحولات الجديدة و الرهانات المستقبلية بمشاركة 51 محاضرا من بينهم 10 مشاركين أجانب وفي هذا الصدد ثمن رئيس الجامعة الدكتور سنوسي محمد الذي أعطى إشارة انطلاق الملتقى المجهود المبذول من أجل تبادل الخبرات العلمية بين المختصين، في حين قدم رئيس المؤتمر وعميد الكلية الأستاذ الدكتور دحو فغرور نبذة عن قسم علم المكتبات و العلوم الوثائقية الذي يضم 7 مجمعات منها اثنتين تابعة لكلية الحضارة الإسلامية و العلوم الإسلامية بمجموع 5160 طالبا تحت تأطير 189 أستاذا ، منهم 60 في المائة لهم درجة أستاذ و دكتوراه، كاشفا عن تجربته الشخصية مع علم المكتبات و دراسته بالولايات المتحدة التي تضم أكبر مكتبة موجودة في الكونغرس باعتمادها على 250 لغة في أرشيفها المكتبي، ما جعلها تملك المعلومة و السرعة وبالتالي السيطرة على العالم . وقد عرفت الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور صاحبي محمد فاتح بمداخلة الدكتورة آمنة المداني من جامعة تونس التي تحدثت عن المكتبات و المعلومات بين الموجود و تحديات الواقع ، في حين تطرقت كل من مروة جيلاني أحمد و رحمة حمدي تحاميد من السودان إلى واقع و مستقبل المكتبات و المعلوماتية بولاية الخرطوم في إطار آلية التحول الرقمي و الانفتاح على العلوم الأخرى، لتعرج بالتحليل كل من الدكتورة بحوصي رقية و بن خدة سميرة من جامعة وهران إلى التكوين بعلم المكتبات و العلوم الوثائقية و رهان التكنولوجيات الحديثة من خلال دراسة تحليلية لعروض الماستر على مستوى جامعات الغرب الجزائري . نقلة نوعية من حيث الرؤية المعرفية أكد المتدخلون من الأساتذة و الباحثين في هذا الملتقى أن تخصص علم المكتبات والمعلومات عرف خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية من حيث الرؤية المعرفية كمجال علمي قائم بذاته،كما أن الاهتمام بشتى النواحي التي أثارتها مختلف المقاربات العلمية والمعرفية بالإضافة إلى ما أفرزته التكنولوجيا الحديثة للمعلومات والاتصال وانعكاساتها في مجال الإعلام والاتصال أدت في النهاية إلى فرض رؤية جديدة وتغيير النظر في كثير من القضايا التي تهم المكتبات ومراكز المعلومات والتوثيق سواء أكانت من الجانب النظري أو من الجانب التطبيقي، مؤكدين على أن الدول المتقدمة فرضت نظمها ونظرياتها العلمية، الاقتصادية، والثقافية، و أدخلت مناهجها التعليمية بطريقة أو بأخرى، في حين أن الدول النامية بقيت تدور في فلكها تابعة لها تتأثر بما أنجزته من تطور، و بتيارات فكرية وعلمية أجنبية عن واقعها، كما لم يعارض المتدخلون ما تقدمه الحضارة الغربية وما حققته من تطورات في مجال المكتبات والمعلوماتية، بل على العكس طالبوا بالانفتاح على تلك التيارات شرط أن يتم اختيار ما يناسب واقعنا وما هو صالح لتكوين أجيال المستقبل في تخصص علم المكتبات والأرشيف، مع ضرورة الاستفادة مما هو موجود فيما يخص التجارب الرائدة في مجال علم المكتبات والمعلومات، و أمام التحديات والرهانات التي يعرفها قطاع المكتبات والمعلومات والأرشيف في كل أنحاء العالم، كما طرح المتدخلون أيضا عدة تساؤلات حول مدى استجابتهم وموقعهم كمتخصصين وباحثين حول هذه القضايا الجوهرية التي تهم عالم المعلومات كظروف حفظ التراث الوثائقي في المكتبات وأنظمة المعلومات بأنواعها ومدى مطابقتها للمعايير، لا لشيء سوى لحفظ التراث الوثائقي بأحدث الطرق العلمية حتى تضمن بقائه للأجيال اللاحقة.