مَنْ لا شارع له مثلي ؟ الشّمس تغيبُ عني و أنا أفتّش عن ظلي و الواقفات يرقصنَ أمام حيرتي كي يَرُدْنَ الشّكل لشكلي لا شارع لي غير الأطفال يلعبون أمام داري و بائع الماء يُغري العجائز بعطر الفلِ تُحزنني فضلات الأكياس المترامية يُحزنني سؤالي السابح في السّماء مثل حبات الرملِ تقول داري للطريق : ما اسم شارعكَ أم لا شارع لكَ مثلي ؟ فَيَرُدُ الطريق : أنا مَنْ أأوي جميع المساكنِ و أحضن جميع المسالكِ و تسربات الماء تزداد حولي فقلتُ : أما أنا لا شارع لي تقول الطبيعة : أنا العالم لي بحرارته و برده و لن أتمادى في الإدلاء بقولي فقُلتُ : مَنْ لا شارع له مثلي ؟ مرةً فتّّش عني ساعي البريد و حين لم يجد أثرًا لشارعي كَتَبَ في الطريق عليكَ بزيارة مصالحنا قبل حلول الليلِ حين قرأتُ العبارة لم أجدْ حلاً لحلي قالتْ خالتي الوحيدة : خُذْ حقيقة الكلام بالفعلِ قُلْتُ : لا شارع لي منزلي الذي يأويني أرى أيضًا حولهُ جحور النَمْلِ قالت خالتي : أكتبْ على حائط بيتكَ أنا أسكُنُ هنا رجاءً صدقوا قولي