لقد تم تقديم عيد الشرطة هذا العام بعشرة أيام من أجل إفساح المجال لإطارات السلك من أخذ قسط قصير من الراحة صحبة عائلاتهم قبل إستئناف نشاطهم في شهر رمضان الذي عادة ما يختص بمخطط أمني استثنائي،وبولاية معسكر زيادة على برنامج الإحتفالات الذي تضمن تكريم عدة فئات من عناصر الشرطة العاملين والمتقاعدين وذوي ضحايا الإرهاب، ارتأت قيادة الأمن الولائي تنظيم عمليات دهم للأماكن المشبوهة وبؤر الإجرام والإنحراف في مدينة معسكر ليلة عيد الشرطة وهي العملية التي دعي رجال الإعلام إلى تغطيتها ونقل وقائعها إلى القراء . ولكن قبل انطلاق هذه العملية حرص رئيس الأمن الولائي على وضع الصحافيين في صورة ما يشعر به رجال الشرطة من فخر واعتزاز بفضل ما تحقق لقطاعهم من ازدهار، ومكاسب مادية ومعنوية تضمنها القانون الأساسي الجديد الذي جعل الترقية عملية آلية، وسوى بين جميع عمال السلك وأكد مسؤول الأمن الولائى أن ولاية معسكر التي حظيت بزيارة المدير العام للأمن الولائي مرتين في أقل من عام تتمتع بتغطية أمنية تفوق 93 بالمائة وستصبح 100 بالمائة بعد فتح مقر أمن الدائرة ال 16 بمدينة البرج، كما أن القطاع يوفر حاليا شرطي لكل 260 نسمة الأمر الذي انعكس إيجابا على الوضع الأمني. وفي هذا الصدد عبر رئيس الأمن الولائي عن رضاه على أداء ومردود عناصر الشرطة بالولاية في مجال مكافحة الإجرام والوقاية منه مشيرا إلى أن ترتيب الولاية لم يبرح المراتب الأربع الأولى وطنيا من حيث القضايا المعالجة لنجاح خلال الأشهر الأخيرة ، وهي الفترة التي لم تسجل خلالها سوى سرقة عربة واحدة، نتيجة التوزيع والتواجد العقلاني للشرطة وكذا تفكيك العصابة المتخصصة في سرقة السيارات بمدينة سيڤ، ملاحظا أن سرقة السيارات من سوق ماوسة قد توقفت منذ القبض على أفراد هذه العصابة، فضلا عن تخصيص مجموعات من أعوان الشرطة تقوم بدوريات كل ليلة من العاشرة إلى السادسة صباحا لردع سرقة السيارات والتقليص من نسبة الإجرام عموما، وحتى على مستوى حوادث المرور، لاحظ ذات المسؤول أن معظم هذه الحوادث تقع خارج المناطق الحضرية. ونفى مسؤول الأمن الولائي في معرض رده على أسئلة الصحفيين إنتشار ظاهرة اختطاف الأطفال، بإعتبار أن مثل هذه القضايا قليلة الحدوث مثلما قد تحدث في أي مكان في العالم، وأوضح أن الشرطة أيا كان تطورها لن تستطيع القيام بدورها بدون مساعدة المواطن، واعتبر ذات المسؤول ظاهرة السكر العلني في الأماكن العمومية ظاهرة مؤسفة طالت حتى المقابر ويسهر رجال الشرطة على محاربتها في الأماكن والنقاط المعروفة لديهم يوميا، معبرا عن أمله في قيام المواطنين بالإبلاغ عن المواقع التي ليس للشرطة علم بها ولاحظ مسؤول الأمن الولائى في الشأن أن قرار غلق محلات بيع الخمور على الساعة الثامنة مساء ساهم في تقليص حالات السكر العلني، غير أنه في نفس الوقت أدى إلى استغلال بعض الناس للوضع بشراء كميات كبيرة من الخمور لإعادة بيعها خفية بعد ساعة الغلق والشرطة تقف بالمرصاد لهؤلاء وإحالتهم على العدالة. وفي الأخير، أكد السيد اخريب محمد رئيس الأمن الولائي، أن أبواب محافظة الأمن مفتوحة للصحافة لإستقاء المعلومات الرسمية من مصدرها وأوضح لهم بصريح العبارة أن »ما يزعجه أكثر هو عدم استفسارهم له عن المعلومات التي تصلهم«، مضيفا في نفس السياق أنه لن يسمح لأحد تعكير العلاقة بين الأمن والصحافة، معترفا بأن الكثير من القضايا تمت معالجتها بفضل ما تنشره الصحافة. بعد هذا العرض حال المستمدة خطوطه العريضة مما ورد في رسالة اللواء هامل عبد الغني المدير العام للأمن الوطني الموجهة لعمال القطاع في عيدهم الوطني والتي تليت على مسامعهم ضمن فقرات احتفالهم بهذه المناسبة، بدأت عملية الدهم التي انطلقت بعد الساعة التاسعة والنصف ليلا، وشارك فيها 45 شرطيا من مختلف الرتب موزعين على ثلاث دوريات و5 عربات، وكل دورية تكلفت بقطاع أو قطاعين من القطاعات الحضرية لمدينة معسكر وقد بدت أحياء المدينة ليلة هادئة إلا من بعض الحالات الشادة ممن اختاروا تعاطي الخمر في الشارع أمام بيوت جيرانهم والذين كان رجال الشرطة يجحزون مشروباتهم ويصرفونهم بالتوعية والتحسيس إلى منازلهم وقد أرجع ضباط الشرطة الذين شاركناهم نشاطهم في هذه الدورية، إلى أن ليالي أيام العمل من الأسبوع غالبا ما تكون هادئة خلافا لليالي عطلة نهاية الأسبوع، حيث تكثر المشاكل والقضايا وبالفعل فإن دوريتنا وطيلة أكثر من 4 ساعات وهي تجوب أحياء المناطق السكنية السابعة، الثامنة، التاسعة، العاشرة والثانية عشر، ووسط المدينة وحي المحطة القديم، لم نسجل أية حادثة تذكر بإستثناء فرار شخصين فور رؤيتهم سيارات الشرطة أحدهم بالمنطقة الثامنة والثاني بالمنطقة التاسعة، وتم الإستنتاج بأنهما كانا يحوزان ممنوعات ولكن لم يتم القبض عليهما، كما تم التدخل في منتصف الليل تقريبا لفض شجار بين عدة أشخاص بحي سيدي بوسكرين تمخض عنه توقيف المتشاجرين الذين كان منهم بعض الجرحى. بعد نصف ساعة من منتصف الليل تم الإعلان عن انتهاء عملية الدهم هذه التي أسفرت في نهاية المطاف عن توقيف 6 أشخاص ، أحدهم بحي المحطة بتهمة الحيازة والمتاجرة بالمشروبات الكحولية بدون ترخيص وتم حجز كرتونة من الخمور كانت بحوزته، وبحي » سوناكوم« وبمسكن مهجور تم القبض على شخص مسبوقا قضائيا متلبسا بتحويل هذا المسكن إلى مكان لممارسة الفسق والدعارة وكانت بصحبته قاصر، مما يضيف إلى قضيته صفة تحريض قاصر على الفسق والدعارة. وبسيدي بوسكرين تم توقيف 3 أشخاص بسبب المشاجرة في الأماكن العمومية والضرب والجرح العمدي وتخريب ملك الغير لإعتدائهم على أشخاص كانوا داخل سيارة مركونة في الحي في سهرة غير نزيهة، وأمام مرآى وسمع الكثير من الساهرين أمام بيوتهم، كما لاحظ ذلك أحد ضباط ا لشرطة متسائلا عن سبب عدم الإبلاغ عن مثل هذه المظاهرفي حينها لإجتناب عواقبها. أما الشخص السادس الموقوف فكان بسبب اعتدائه على قاصر بزجاجة خمر متسببا له في جروح خفيفة، هذا فضلا عن حجز 7 صناديق من النبيذ فرّ صاحبها قبل وصول دورية الشرطة، كما سمحت العملية بالتحقق من هوية 24 شخصا مشتبها فيه وتأمين عدة نقاط ومواقع حساسة كالإقامات والقطب الجامعي. هذا ورغم أن الكثير من أعضاء هذه الدورية الليلية لم يستسلم إلى النوم إلا بعد الواحدة والنصف ليلا، غير أنهم إلتحقوا كلهم بمقر محافظة الأمن الولائي قبل الساعة السابعة من صبيحة نفس اليوم استعدادا للمشاركة في احتفالات عيد الشرطة.