مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات توفرا مجالا واسعا لمخاطبة الناخبين والتأثير عليهم من خلال دعوتهم للمشاركة الكثيفة في انتخابات المجلس الشعبي الوطني التي تجري يوم الرابع ماي المقبل وينتظر أن تشهد تنافسا كبيرا للاستحواذ على اكبر عدد من مقاعد البرلمان وسيكون لوسائل الإعلام العمومية والخاصة من صحافة مكتوبة وقنوات إذاعية وتلفزيونية دورا كبيرا خلال الحملة الانتخابية من خلال تغطية اللقاءات والتجمعات والتدخلات المبرمجة والصفحات الاشهارية والإعلانات المدفوعة الثمن لكن الأمر لن يتوقف عند وسائل الإعلام التقليدية فستكون الحملة الانتخابية موجودة في وسائل التواصل الحديثة مثل الأنترنت والفيس بوك واليوتوب والتويتر التي تستقطب عددا كبيرا من الجزائريين على مختلف أعمارهم ومستوياتهم الثقافية والاجتماعية والمهنية حيث تفيد الاحصائيات أن أكثر من أربعة ملايين جزائري لهم حسابات على الفيس بوك وعدد هم في تزايد بشكل مستمر وحتى المؤسسات الإعلامية والأحزاب السياسية متواجدة على الشبكة العنكبوتية التي لا يكلف النشر فيها مبالغ مالية كبيرة مما يساعدها على التواصل مع الناخبين عن طريق بث الإعلانات المختلفة والبرامج الانتخابية والصور والفيديوهات والخطب وقوائم مرشحيها ورغم أن الحملة الانتخابية مازالت لم تنطلق فقد بدأت بعض الأحزاب السياسية في نشر قوائمها الولائية لاطلاع الجمهور عليها عبر الفيس بوك ومنها حركة مجتمع السلم التي نشرت قائمة مرشحيها عن ولاية غليزان يوم الأربعاء الماضي في الفيس بوك وقد بادر بعض الشباب من الذكور والإناث لنشر نداءات للمواطنين يدعونهم للمشاركة في الانتخابات التشريعية وتأتي هذه التحركات كبداية للنشاط المكثف المرتقب وفي انتظار أن تلحق بالحملة أحزاب أخرى وجمعيات بالإضافة الى المبادرات الفردية لتكسير الجمود وعدم المبالاة والتردد لدى الناخبين وتشجيعهم على المضي قدما في المعترك الانتخابي كما أن دعوات المشاركة بقوة للتصويت في الانتخابات التشريعية وتجنب المقاطعة التي تعتبر تصرفا سلبيا ما فتئت تتردد وتتكرر فلابد من الخروج إلى مكاتب الانتخابات للتعبير عن الرأي بكل حرية نظرا لأهمية هذه الانتخابات بالنسبة للوطن والدولة التي تتصدى بشجاعة لقوى الشر ولاشك أن استعمال الشبكات الاجتماعية من أجل إقناع الناخبين بالمشاركة في الانتخابات والإدلاء بأصواتهم أصبح متاحا أمام الجميع من أحزاب ومنظمات وجمعيات وأفراد بفضل توفر الانترنت وأجهزة الاتصال المتطورة من هواتف ذكية ولوحات الكترونية وأجهزة كمبيوتر المهم أن نحسن مخاطبة الناس والتواصل معهم بصفة دائمة ومباشرة وتقديم وعود قابلة للتصديق والتنفيذ واستعمال كل الإمكانيات المتاحة للتبليغ من خلال العمل الجماعي والفردي وإصدار إعلانات ونداءات وهشتاغات للحث على المشاركة القوية والفعالة ومواجهة الدعوات المحرضة على المقاطعة والمشككة في نزاهة الانتخابات حتى قبل إجرائها والمواقف السلبية والمتشائمة التي تشكك في كل شيء وتطعن في سمعة المرشحين ونعتهم بأوصاف غير لائقة كالبحث عن الامتيازات والنفوذ والحصانة وقلة الكفاءة وضعف المستوى التعليمي متجاهلة وجود أشخاص وطنيين نزيهين ومن هنا لابد من تفنيد هذه الأقوال عن طريق تقديم المرشحين لأنفسهم في مواقع التواصل والإجابة عن الأسئلة التي تطرح عليهم والتوضيح لهم بأن النيابة في البرلمان ليست عيبا أو طمعا وإنما هي خدمة للوطن والشعب بالمشاركة في السلطة التشريعية لإصدار القوانين ومناقشتها ومراقبة عمل الحكومة وهذا ما تعمل به كل الدول الديمقراطية إن الحملة الانتخابية المرتقبة ستكون مختلفة عن سابقاتها لدخول وسائل الاتصال الحديثة فيها التي ستنقل كل ما يدور فيها ونشره على صفحات الفيس بوك لذا على المتدخلين في القنوات الإعلامية للإذاعة والتلفزيون وفي التجمعات الشعبية أن يحضروا أنفسهم جيدا لتجنب الهفوات والأخطاء لأن هناك من يسجلها عليهم فلابد من اختيار الكلمات والعبارات ذات الإيقاع الجميل لتكون في صالحهم