مأزق ما وقعت فيه منذ ولادتي ! ربما حملت اسما لا يعنيني وقع بالخطأ في هويتي لم أكن أكترث بمن أكون ؟ كنت ذلك الجنين الذي يحتويه بطن أمه لا يفقه شيئا من الحياة و لكني اليوم فهمت أنه لا حل لي غير الرحيل هذا المأزق الذي أحمله منذ الولادة فاجعة أبدية لا رغبة لي فيها هذا المأزق الذي يحتويني أحلم أن أكون بلا اسم و بلا هوية سهلة التمزيق في أي لحظة كل ما في داخلي عبث و العبث من مقومات الحياة كل ما في داخلي صراخ يصدع الوجود بما فيه لا لست كما أراد لي أن أكونه ذلك الطفل كدمية يمزق أشلاءها لا لست لوحة أجادها يوما رسام فشل في رسمها و أحرقها إرضاء لغرور ما و لست أسطورة حبكها شيخ يتوسط أحفاده الصغار ليصدقوها قد يكون اسمي كذبة صدّقتها أملا في إثبات ما لم يره غيري فيّ أو ربما أكون ذلك الحلم الذي جيء به من نطفة ضيّعت طريقها نحو المجهول فتكونت جنينا جامحا ولدت بعد التسع من دقات قلب نابض ، يركض نحو نور بل أمل ما رغبة الخروج من الأسر الوهمي كبرياء الانغلاق يتمزق شيئا فشيئا تحولات الجسد إلى صراخ غير مفهوم المعنى ذاكرة تمحى قد يبقى ذلك الطفل الذي كان بي و هويتي لا تزال ممزقة داخل أحشاء الوجود لا أزال مؤمنا بأنه لا معنى لها دون رغبة جامحة في استئصال جذور الوهم من أنا ؟ و من أكون ؟ أ سيزيف الذي بداخلي لا يزال يحمل همّا لا معنى له ؟ أم عروة العربي الذي سرق خبزا جعل منه صدقة للفقراء ؟ أم ملكا ضليلا ضيّع شعر الغزل باحثا عن قاتل أبيه و مات في الأخير كمدا في صحراء توهماته ؟ رغبة أخرى في ايقاف وهم يدعى التّاريخ لا شيء لا معنى للوجود دون سؤال من أنا ؟ إنسان من تراب .