أعلنت وزارة الداخلية السورية الاثنين عن مقتل ثمانية عناصر من الشرطة في مدينة حماة برصاص مسلحين خلال المواجهات التي وقعت يوم أول أمس مؤكدة ان وحدات الجيش لم تقتحم المدينة كما تناقلته وسائل الاعلام. وذكرت الوزارة في بيان لها نشر أن مجموعات مسلحة بدأت بمهاجمة بعض المقرات الرسمية والامنية فى مدينة حماة وان القوات السورية اشتبكت مع المسلحين وقد نجم عن هذه الاشتباكات مقتل ثمانية من عناصر الشرطة وعدد من المسلحين. من جهة أخرى نفى مصدر عسكري سوري أن تكون دبابات الجيش قد دخلت الى مدينة حماة وذلك في أعقاب نقل مصادر متعددة أنباء حول مقتل ما لا يقل عن 100 شخص وجرح عدد آخر خلال اقتحام وحدات للجيش وقوات الأمن لهذه المدينة يوم الاحد وصدور ردود فعل من عواصم غربية تستنكر هذه العملية وتطالب السلطات بوضع حد لأعمال العنف ضد المتظاهرين. ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن المصدر العسكري قوله إن " بعض وحدات الجيش قامت بمحاولة فتح الطرقات الخارجية التي تصل المدينة بما حولها من مناطق بهدف إعادة الحياة الطبيعية إليها" وذلك "بعد قيام عناصر المجموعات المسلحة بقطع الطرق الرئيسية والفرعية في مدينة حماة ومحاولة عزلها وتعطيل الحياة داخلها وخنقها بعد قطع الطريق الدولية التي تربطها ببقية المحافظات". وأشار الى أنه لدى قيام وحدات الجيش بهذه المهمة " قوبلت بهجوم مسلح بأسلحة متوسطة وقامت المجموعات المسلحة بحرق عدد من مقار الشرطة والجيش والقوى الأمنية إضافة إلى تخريب المنشآت العامة". ومن جهتها قالت وزارة الداخلية السورية في بيان إن " مجموعات مسلحة بدأت فجر الاحد بمهاجمة المقرات الرسمية والأمنية ومراكز الشرطة في مدينة حماة في محاولة لقتل وخطف أفرادها وتخريب وحرق محتوياتها وإطلاق النار عشوائيا في كافة أنحاء المدينة لترويع المواطنين ومنع الموظفين من الوصول إلى أماكن عملهم". وأضاف البيان أن قوات حفظ النظام " تصدت مباشرة لهذه المجموعات واشتبكت معها حماية لأمن المواطنين وحفاظا على المقرات والممتلكات العامة والخاصة وانتشرت في بعض مفاصل المدينة وقد نجم عن هذه الاشتباكات استشهاد ثمانية من عناصر الشرطة وحرق عدد من الوحدات الشرطية بالمدينة والريف وعدد من السيارات والدراجات الشرطية ومقتل عدد من المسلحين ". وبمقابل الرواية الرسمية أكدت مصادر حقوقية وعدد من أهالي مدينة حماة في وقت سابق مقتل 100 شخص على الأقل وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة خلال "اقتحام" دبابات للجيش وقوات الأمن للمدينة. أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن سوريا تتعرض ل"مؤامرة" تستهدف تفتيت البلاد مبرزا أن ما قدمته القوات المسلحة "قطع الطريق على أعداء الوطن وأسقط الفتنة". ونقلت صحيفة(البعث) الناطقة بلسان الحزب الحاكم في سوريا أمس الاثنين عن الرئيس الاسد قوله في كلمة وجهها عبر مجلة (جيش الشعب) بمناسبة الذكرى 66 لتأسيس الجيش السوري "نحن على ثقة مطلقة بأننا قادرون بوعي شعبنا وبوحدتنا الوطنية أن نسقط هذا الفصل الجديد من المؤامرة التي نسجت خيوطها بدقة وإحكام بهدف تفتيت سوريا تمهيدا لتفتيت المنطقة برمتها إلى دويلات متناحرة". وقال الرئيس الأسد إن ما قدمته القوات المسلحة "قطع الطريق على أعداء الوطن وأسقط الفتنة وحافظ على سوريا وطنا أبيا عزيزا يحتضن جميع أبنائه وقد عقدوا العزم على الحفاظ على الوطن وسيادية قراره الوطني الكفيل بتصدير نموذج سوري للحرية والديمقراطية والتعددية السياسية". وشدد الرئيس الأسد على أن سوريا "ستخرج من الأزمة التي تعيشها حاليا أشد قوة وأكثر حضورا وفاعلية إقليميا ودوليا" مؤكدا أن الإصلاح الشامل "لن يتوقف رغم كل ما سخر ويسخر من طاقات بهدف تمزيقنا". من جهة أخرى ذكر الرئيس الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة أن "الجولان العربي السوري سيبقى عربيا سوريا وسيعود كاملا إلى حضن الوطن الأم سوريا وسنبقى أحرارا في قرارنا الوطني وأسيادا في علاقاتنا الدولية ونهجنا المقاوم لإحلال السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية". وتأتي احتفالات الجيش السوري بذكرى تأسيسه وسط مظاهرات احتجاجية مطالبة بالاصلاح و التغيير تشهدها سوريا منذ أكثر من اربعة شهور بدأت من محافظة درعا جنوب البلاد وامتدت لتشمل معظم المدن السورية . وتؤكد سوريا انها تتعرض ل" مؤامرة خارجية" تنفذها "عصابات مسلحة ممولة من الخارج " تهدف الى زعزعة الامن والاستقرار فيها. وتقول دمشق "أن هذه العصابات المسلحة تطلق النار على عناصر الامن والشرطة في البداية مما دعا وحدات الجيش السوري الى التحرك والدخول لاكثر من محافظة ومدينة سورية بهدف اعادة الامن والاستقرار لبعض المدن والمحافظات التي شهدت تظاهرات احتجاجية".