أكد الداعية الإسلامي اليمني الحبيب علي زين العابدين الجعفري بتلمسان أن التحلي بالإحسان كركن ثالث للدين الإسلامي كفيل بالنهوض بواقع المسلمين وتحسين معاشهم وتحقيق تقدمهم الحضاري. وأبرز الداعية خلال محاضرة بعنوان "الإحسان ثالث أركان الدين الإسلامي" ألقاها سهرة أمس الأول في إطار الملتقى السادس لسلسلة "الدروس المحمدية" الأهمية التي يحتلها الإحسان في الدين الإسلامي موضحا أن الركن الأول يتمثل في الإسلام أي عندما يسلم الشخص وينطق بالشهادتين ويؤدي الفرائض والركن الثاني الإيمان حيث تسمو عقيدة المسلم. ويثمر هذا السمو بالميل نحو الإتقان في المعاملات واستشعار حضور الله في كل وقت يضيف المحاضر الذي أكد أن هذا السلوك يسميه الفقهاء "الإحسان" وهو مراقبة الله في السر والعلن وفي القول والعمل وهو فعل الخيرات على أكمل وجه وابتغاء مرضات الله. وذكر المتدخل بأن الحضارة العربية الإسلامية عرفت ازدهارا كبيرا بفضل تحلي رجالها وعلمائها بالإحسان في بحوثهم ودراساتهم "التي كانوا يبتغون من روائها وجه الله تعالى" الشيء الذي جعل تلك الحضارة تبحث عن تحقيق الأهداف السامية والمتمثلة في رقي الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة. كما دعا المسلمين بالاستشعار بالمسؤولية بما يجري حولهم والتحلي بالإحسان لمواجهة الوضع الحالي. وستتواصل أشغال ملتقى الدروس المحمدية المنظم من طرف الزاوية البلقايدية الهبرية حول محور "العلم والتزكية في الحضارة الإسلامية" بتقديم سهرة اليوم الأحد محاضرتين ستتطرقان الى موضوعي "خدمة ملوك تلمسان للعلم" للدكتور عبد الرزاق قسوم (الجزائر) و"العلم والتزكية في القرآن والسنة" للدكتور داود دنيس قريل من فرنسا.