عرف شهر رمضان المعظم هذه السنة بولاية الأغواط العديد من الأحداث جعلت منها حديث الشارع في الوقت الذي تسارعت فيه مختلف وسائل الإعلام من أجل الوقوف عند ابرز ما عاشه المواطن في هذه الفترة التي اتسمت بمفارقات كثيرة جعلت الصائمين في حيرة من أمرهم حول إيجاد أنجع السبل للخروج من المشاكل التي اعترضت صيامهم أهمها حرارة الصيف و الأسعار الملتهبة للمواد الأساسية ، و جفاف حنفيات بعض الأحياء بأكملها ، و الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في عز أيام أوت الحارقة وغيرها من الأحداث التي صعبت من أداء فريضة الصوم . عبر سكان بعض بلديات الولاية عن استيائهم لجفاف الحنفيات والانقطاع الكهرباء للتيار الكهربائي و لعل ما ضاعف من تذمرهم تلك الضغوطات التي تضاف إليها مشاكل ارتفاع أسعار عدد من المواد الغذائية و الخضر و الفواكه و اللحوم ، إلى جانب الارتفاع المسجل في درجات الحرارة التي بلغت ذروتها في شهر رمضان ، وما ألحقته من مشاكل صحية على بعض المرضى والمسنين الذين عانوا كذلك من الصيام . جفاف الحنفيات وانقطاع الكهرباء يضاعف معاناة شهد الشهر الفضيل هذه السنة تململا و غليانا كبيرين لم يستطع المواطنون إخفاءهما ، بسبب العديد من المشاكل اليومية التي أثرت بالسلب على يوميات أولئك الذين لم يجدوا أمامهم سوى وسائل الاعلام للتعبير عن غضبهم بقصد لفت انتباه السلطات المحلية، و التي يبدو بحسب شهاداتهم أن هؤلاء المسؤولين غائبون و لم يسلم من هذه الإشارة المنتخبون الذين وضعت فيهم كل الثقة من أجل خدمة المصلحة العامة للمواطنين و ليس التأرجح على الكراسي الهزازة و التلذذ لنسيم المكيفات الهوائية ، هذا وقد عاشت جل بلديات الولاية أحداثا عادت أغلبها إما للتذبذب الحاصل في التزود بالمياه الصالحة للشرب أو لجفاف الحنفيات في بعضها وكذا في الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وذلك في أوج فصل الصيف وما يتطلبه من الاستعمال الوفيرللكهرباء المياه التي قد يستعملها المواطن للشرب ، الغسيل ... غلاء الأسعار و استيراد الخبز من البلديات المجاورة من العادة أنه كلما حل شهر رمضان برز ممتحينو الفرص من التجار الموسميين لتعزيز أرصدتهم غير مبالين بما يحمله هذا الشهر من سمات الرحمة و التسامح و العبادة ، مما يجعلهم يضاعفون من تأجيج المشاكل التي يستهلونها بلهيب الأسعار التي يدفعون بها إلى الواجهة ، بحيث ومنذ انطلاق أول أيام رمضان شهدت الألواح المثبتة فوق صناديق الخضر والفواكه تغيير الثمن إلى أعلى معدلاتها بعدما لجأ التجار إلى فرض قوانينهم على المواطنين بحجة الغلاء الذي ميزته أسواق الجملة ، وبين تقاذف التهم والحجج بين الطرفين عاش المواطن ، خاصة منهم الفقراء وذوي الدخل الضعيف حالة من اليأس والإحباط نتيجة ما حملته هذه المشاكل من مآسي للعديد من العائلات التي وجدت نفسها مجبرة على ترك أنواع مختلفة من الخضروات والفواكه بسبب عدم قدرتها على اقتنائها شأن ذلك اللحوم الحمراء والبيضاء حيث عزف أغلب المواطنين عن شرائها بعدما تراوح سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم بين 650 و 950 دج فيما قفز سعر الدجاج إلى 300 دج بعدما لم يكن يتجاوز 210 دج قبل حلول شهر رمضان ، مما أدى إلى عزوف الفئات الهشة من المواطنين عن اقتنائه و الاكتفاء باقتناء الأحشاء و " البوزلوف " اللذان لا ينافسهم فيهما ميسوري الحال . موجة حر مرتفعة أخلت الشوارع في النهار سجلت الأرصاد الجوية خلال الأيام الخالية من شهر رمضان موجة حر غير عادية وصلت في كثير من الأحيان وبمختلف ربوع الولاية وبخاصة الجهة الجنوبية منها بدء من إقليم دائرتي عين ماضي في الجهة الشمالية الغربية و سيدي مخلوف في الجهة الشمالية الشرقية ، وصولا إلى دائرة حاسي الرمل جنوبا بين 42 و 48 درجة مئوية ، جعلت من الصائمين يفرون إما نحو الخروج في عطلة عن العمل و قضاء نهارهم في الظل وهذا بالنسبة للطبقة المتوسطة ، أما الطبقة الراقية فيرتبون أوضاعهم على الانتقال إلى المدن الساحلية للاستمتاع بالنسمة البحرية الباردة وبالتالي التغلب على العطش في الوقت الذي لم يحرم هؤلاء أنفسهم من السباحة طيلة تلك الأيام التي تميزت بأجواء لا تطاق وعلى عكس من هؤلاء توجه جمع آخر إلى الاختباء بالمنازل والاحتماء بالمبردات طيلة تلك الفترة التي أخلت الشوارع من الحركة المزدحمة المعتادة في غير رمضان حتى يتخيل لمن يتغلغل عبر الأزقة والشوارع أنها أيام راحة وعطل وليست رمضانية المعروف عنها بكثرة التسوق .