عرفت أسعار كراء الشقق بولاية مستغانم ارتفاعا محسوسا في الآونة الأخيرة ، لاسيما مع حلول موسم الاصطياف ، و ذلك بسبب كثرة الطلبات عليها. حيث يشهد سوق العقار ككل موسم صيف التهابا في الأسعار خاصة في المساكن المتواجدة بالمناطق الساحلية و القريبة من الشواطئ ، في حين تبقى الأسعار مستقرة كلما توجهنا نحو جنوب الولاية حيث تتواجد عدة بلديات تعرف بأجوائها الساخنة كعين النويصي و عين تادلس و الحسيان و بوقيراط . فيما نجد الطلبات تكثر على البلديات الشمالية كسيدي لخضر ، الحجاج ، مزغران و حاسي ماماش إضافة إلى عاصمة الولاية.و يفضل الكثير من المصطافين القادمين من كل نواحي الوطن كراء سكنات ذات غرفة واحدة أو غرفتين بمستغانم لقضاء فيها أيام الصيف بدلا من الذهاب إلى الفنادق التي تعتبر لدى الغالبية منهم بغير مريحة ، بما أنها لا تساعدهم على القيام ببعض الأشغال الضرورية كغسل الثياب و طهي الطعام بخلاف الشقق السكنية التي تحوي على كل الضروريات كحمام و مطبخ و شرفة .هذا الأمر ، كان السبب المباشر في ارتفاع أسعار كراء الشقق بمستغانم مثلما أكده لنا احد السماسرة يقطن ببلدية حاسي ماماش و الذي كشف لنا انه يتعامل مع زبائن يأتون من الصحراء يستأجرون مساكن هنا بحاسي ماماش بأسعار تتراوح بين ال 5000 دج إلى 6000 دج لليلة الواحدة بشقة ذات غرفتين و هم حسبه يفضلونها على الفنادق ، كما أن بلدية حاسي ماماش قريبة جدا من شاطئ وريعة التي تبعد عنه بكيلومترين فقط و هو الأمر الذي يحبذونه. في حين يرغب زبائن آخرون استئجار شقق ببلدية مزغران الساحلية و التي تكون بنفس السعر . مساكن تفتقر للضروريات ب 5000 دج لليلة أما الفنادق فان الأسعار بها تتراوح حاليا ما بين ال 3000 إلى 4500 دج لليلة الواحدة قبل موسم الاصطياف على أن ترتفع تدريجيا بحلول الصيف مثلما أكده لنا عون الاستقبال بفندق يتواجد بوسط المدينة ، مشيرا أن غالبية الزبائن هم من السياح الأجانب و المغتربين الذين يفضلون المبيت بها بدلا من الشقق ، كما أن الأسعار ترتفع بشكل كبير بالفنادق المتواجدة بالقرب من الشواطئ كصابلات و صلامندر أين تصل إلى 10 آلاف دج لليلة الواحدة. جشع و طمع بعض مالكي السكنات جعلهم يقومون بطرد مستأجري شققهم قبل بداية الصيف طالبين منهم إخلاء السكنات حتى يؤجرونها للمصطافين بأسعار مرتفعة تدر عليهم أرباحا طائلة في ظرف قياسي و هو الأمر الذي جعل سكنات للكراء بمستغانم خلال هذه الأيام نادرة ، حيث من الصعوبة إيجاد شقة للكراء حتى و لو كانت في عمارة آهلة بالسكان. و حسب ذات السمسار فان بعض مالكي السكنات يعمدون إلى غلقها بعد نهاية الصيف و لمدة عام كامل و لا يستأجرونها إلا في الصائفة القادمة .أما عن السكنات المستأجرة فان بعضها غير نظيفة بالداخل و غير موصولة بشبكة غاز المدينة و تقع في عمارات ذات صخب و ضجيج رغم ذلك فان صاحبها لا يتوان في استئجارها بمبلغ 5000 دج لليلة الواحدة . غلاء أسعار الكراء جعل بعض المصطافين يهتدون إلى فكرة تحويل سياراتهم النفعية إلى أشبه بحجرة بيت ينامون فيها ليلا قرب الشواطئ و هي الفكرة التي انتشرت كالنار في الهشيم لدى المواطنين الذين سارعوا لفعل نفس التجربة و إن كانت غير مريحة لكنها اقتصادية.