تعتبر الولايات الساحلية بغرب البلاد، قبلة للسياح القادمين إليها من مختلف ولايات الوطن وحتى خارجه، لما تحويه من شواطئ خلابة تأسر قلوب من يزورها، وكذا حفاوة الاستقبال التي يحظى بها كل من تطأ قدماه الولاية من قبل سكانها، إذ تعرف الفنادق بكل أصنافها اكتظاظا منقطع النظير، ناهيك عن الشقق والسكنات التي بات معظم السياح يفضلون استئجارها خلال هذا الموسم. كثر الطلب خلال السنوات الماضية على الشقق والسكنات الجاهزة والتي يشعر فيها السائح براحة تامة بالرغم من أنها تستأجر بمبالغ خيالية، إلا أن الجو العائلي يكون حميميا أكثر بها مقارنة بغرف الفنادق، خصوصا إذا كان عدد أفراد العائلة كبيرا. وقال سائح ل"الشروق"، إنه يفضل كراء شقة بغرفة أو اثنين لقضاء موسم الاصطياف مع عائلته على التوجه إلى الفنادق، التي لم تعد مريحة حسبه لرداءة الخدمات بها، وكذا انتشار مظاهر الفساد والتصرفات اللاأخلاقية ببعضها وليس كلها كما أكد، ففضل كراء منزل قرب شاطئ كاب فالكون على طول الكورنيش الوهراني، بمبلغ 10 آلاف دج لليلة الواحدة لقضاء عطلته الصيفية بأريحية. واعتبر صاحب منزل يقع قبالة شاطئ الميناء الصغير بمستغانم، أن فصل الصيف هو فرصته الوحيدة لتوفير ربح إضافي، خصوصا وأن دخله محدود جدا حيث يقوم بكراء شقته الصغيرة للسياح القادمين إلى الولاية، والتوجه بزوجته وأبنائه إلى منزل أقاربه والذين يتفهمون وضعيته ولا ينزعجون حسبه، كما كشف أنّه يؤجر منزله بمبلغ 5000 دج لليلة الواحدة.
يقيم عند أمه ويؤجر مسكنه ب 7000 دينار لليلة ذكرت سيدة قادمة إلى وهران مع عائلتها من جنوب البلاد، حيث اعتبرت أن كراء شقة بالنسبة لها هو أقل تكلفة من كراء غرف بفندق ناهيك عن الراحة النفسية التي تشعر بها العائلة داخلها، إذ بلغ سعر الشقة التي قامت باستئجارها في وسط المدينة 7000 دج لليلة الواحدة، حيث فضل مالك الشقة الإقامة في بيت والدته، لأنه لا يملك غير ذلك المسكن، لا لشيء إلا لجني دخل إضافي. وأكد صاحب إحدى الوكالات العقارية بالولاية في تصريح ل "الشروق"، أن عروض كراء الشقق تبدأ منذ فصل الخريف لتأجيرها مدة شهر إلى ثلاثة أشهر طيلة العطلة الصيفية، كما يكثر الطلب على الشقق، وكذا السكنات العائلية سنة قبل ذلك، حيث هناك من السياح من يقدمون طلبات للكراء قبل مغادرتهم الولاية لتأجيرها، خلال السنة الموالية وهذا لخوفهم من نفادها قبل حلول الصيف وهو ما يحدث في كل سنة، حسبه، بالرغم من ارتفاع أسعار الكراء، مضيفا، أن ذلك لم يعد يقتصر فقط على الأغنياء، بل الموظفون وأصحاب الدخل المحدود باتوا، هم كذلك، يقتصدون المال طوال السنة من أجل قضاء عطلة صيفية مع عائلاتهم. يذكر أن الولايات الساحلية بالغرب تحتل المراكز الأولى على المستوى الوطني من حيث توافد عدد المصطافين عليها، لتبقى الباهية وهران في الصدارة لمدة أكثر من 4 سنوات متتالية.