جمعية حماية المستهلك تحقّق في الظاهرة يعدّ كراء الشقق من النشاطات التي تزدهر في هذا الموسم، فالبحث عن أماكن الإسترخاء والإستجمام مطلب جماعي تخصص له ميزانية خاصة ليتم الإستنجاد بها مع أول نسمات الصيف بغية دفع فواتيرالراحة الثقيلة. ومن الناس المستفيدين بهذا الوضع، أناس فضلوا تحويل منازلهم إلى فنادق صيفية. تكثر في الصيف الإعلانات الخاصة بعرض المساكن للإيجار، وهو عرض يستجيب لمتطلبات العطلة الصيفية، لكن يبقى الشرط الوحيد هو أن تلائم أسعار الكراء الإمكانيات المادية للباحثين عن فضاءات الراحة. ويشكّل هذا النشاط الذي ازْدهر كثيرا في السنوات الأخيرة منافسا قويا للفنادق، خاصة وأن المساكن المعروضة للكراء تتميز بموقعها القريب من الشواطئ، الأمر الذي يستهوي العائلات التي يعشق أفرادها السباحة. ولذلك، غالبا ما تكون الوجهة نحو جيجل، زموري، بجاية وغيرها من المناطق الساحلية الخلابة التي يقصدها الراغبون في طلب السياحة والراحة على حد سواء، إلا أن الغريب في الأمر أن أصحاب هذه الشقق أصبحوا يتحايلون على بعض المصطافين وكرائها بأسعار خيالية تتراوح مابين 3000دج و1600 لليلة الواحدة، وهو ما أثار استياء وتذمر العديد من المواطنين. منازل تتحول إلى فنادق صيفية بالمناطق الساحلية تعرف أسعار الشقق بالمناطق الساحلية ارتفاعا كبيرا مع فصل الصيف، وذلك للإقبال المكثف الذي تعرفه هذه الأخيرة من طرف المصطافين الراغبين في التخييم وقضاء العطلة على ضفاف الشاطئ، إلا أن الأسعار الباهضة والمكلفة لهذه الشقق أثار استياء واسعا في أوساط المصطافين، فيما تراجع آخرون عن قضاء العطلة بسبب ما يفرضه ملاك الشقق من مبالغ كبيرة تفوق قدرة المصطافين حيث شهدت أسعار استئجار الشقق ارتفاعا محسوسا، إذ عمد أصحابها لرفع الأسعار تزامنا وحلول فصل الصيف حيث لاحظ المصطافون المعتادون على قضاء العطل بالشواطئ الارتفاع الملحوظ ووصفوه بالمبالغ فيه وخاصة بالنسبة للعائلات التي تفضل قضاء العطلة بالقرب من البحر، ليطلعنا محمود في هذا الصدد أنه لاحظ الارتفاع المحسوس في أسعار الشقق مقارنة بالعام الماضي، وأنه جاء رفقة عائلته لقضاء العطلة واصطدم بالأسعار. واعتبر المصطافون الأمر انتهازا من طرف الملاك الذين اغتنموا حاجة المواطنين في الراحة والاستجمام وقضاء العطلة بالمناطق الساحلية، ليقول عمر في هذا الصدد أنه معتاد على قضاء العطلة على الشواطئ وأن ما لاحظه من ارتفاع في أسعار الشقق أصابه بالذهول، ليضيف أن هذا اقتناص للفرص من طرف المالكين. ووصلت أسعار بعض الشقق بالمناطق الساحلية إلى 16 ألف دينار لليلة الواحدة فقط، وهو الأمر الذي لم يهضمه أغلب المصطافين للمبلغ الخيالي الذي يحدده المالكين، ليقول سفيان في هذا الصدد أنه استغرب لهذا المبلغ الكبير الذي اعتمده أصحاب الشقق لتضييق الخناق على المصطافين. وقد دفع الأمر بالأغلبية لتقليص عطلهم وتقصير مدتها، وذلك بسبب التكاليف الباهضة التي يحددها أصحاب الشقق ليطلعنا فوزي في هذا الصدد أنه تراجع عن استكمال عطلته الصيفية على الشاطئ والعودة إلى منزله بسبب ارتفاع التكاليف، ويضيف المتحدث أنه فوجئ لما لاحظه من ارتفاعات في أسعار الشقق التي تطل على البحر عبر مختلف المناطق الساحلية. وقد اضطر الكثير من أصحاب الشقق إلى إخراج المستأجرين قبل نهاية العقد المحدد وموعد خروجهم الرسمي، وذلك بسبب فصل الصيف وتوافد المصطافين وكثرة الطلب على الشقق من طرف العائلات والأشخاص، لتطلعنا خديجة في هذا الصدد بأنها كانت مقيمة بإحدى الشقق كمستأجرة وفوجئت بصاحب الشقة يطلب منها الخروج في أقرب وقت، لتضيف أن الأمر أشعرها باليأس لعدم تمكنها من إيجاد شقة أخرى بأسعار مناسبة وخاصة خلال فصل الصيف الذي يعتبر فرصة الأغلبية لرفع الأسعار إلى أقصى الحدود. ارتفاع تكاليف الفنادق ساهمت في زيادة الإقبال عليها وقد ساهم غياب المخيمات الصيفية وارتفاع أسعار الفنادق في لجوء العائلات إلى كراء الشقق واختيارهم لها بغية منهم في حصولهم على أسعار مناسبة، إلا أن ذلك كان عكس توقعاتهم ليطلعنا نبيل في هذا الصدد أنه معتاد على قضاء عطلته الصيفية، ليضيف بأن أسعار الفنادق وغياب المخيمات الصيفية دفع به لإسْتئجار شقة وقضاء العطلة الصيفية رفقة عائلته. أصحاب الشقق: العطلة الصيف فرصتنا ومن جهته، يرى أصحاب هذه الشقق أن موسم الاصطياف هو الفرصة الوحيدة للاستثمار حيث أن أغلب أصحاب الشقق لا يعملون خلال فصل الشتاء مقارنة بفصل الصيف الذي يكثر فيه الطلب على استئجار الشقق المطلة على المناطق الساحلية، وهو ما أطلعنا عليه رياض صاحب شقة بمنطقة جيجل الساحلية ليخبرنا في هذا الصدد بأن المستأجرين عادة لا يستأجرون الشقق خلال الفصول الأخرى ليضيف أن فرصته هي فصل الصيف فقط لكسب المصاريف، ويشاطره الرأي فارس ليقول في هذا الصدد أنه لا يعمل خلال الفصول الأخرى وأن عمله يكون طيلة فصل الصيف بإيجاره شققا للمصطافين. كما يرى ملاك الشقق أن المبالغ التي يحددونها هي في متناول الجميع، وذلك لتوفر هذه الشقق على كل ما يحتاجه المصطاف من شروط الراحة والأمان وهو ما أطلعنا عليه أمين، ليقول في هذا الصدد أنه يملك شقة تتوفر على جميع المرافق والمعدات والأجهزة التي تحتاجها العائلات وأن المبلغ الذي حدده معقول مقارنة بما تحتويه الشقة. جمعية حماية المستهلك تحقق في الظاهرة وفي خضم هذا الواقع، فتحت منظمة حماية المستهلك تحقيقا حول الظاهرة التي تستنزف جيوب المواطنين بطرق انتهازية والتي تحول دون قضائهم للعطلة في ظروف مريحة أكثر.