من أهم البناءات القديمة الطوبية او العمران الصامد منذ قرون خلت بعاصمة الأبيض سيدي الشيخ كتلك المباني التي تخص المؤسسات الدينية الإسلامية التي بنيت قبل حوالي القرن العاشر الهجري ..المتمثلة أساسا في المساجد والزوايا منها المسجد العتيق المتواجد بالقصر الغربي بالجهة الجنوبية للمدينة حيث يعد هذا الأخير من أقدم المباني المرصوصة بالطوب والخشب على مستوى المناطق الجنوبية يرجع تاريخه بنائه حسب بعض المصادر البشرية إلى حوالي 4 قرون و71 سنة لا يزال صامدا وشامخا لاسيما في تأدية وظيفته في ترسيخ المبادئ الإسلامية كتعليم اللغة العربية والفقه والأهم من ذلك حفظ القران الكريم لطالبي العلم من جميع المستويات علاوة عن القيمة العمرانية الحضارية التي يتميز بها هذا المسجد العريق عبر التاريخ . يعد تحفة عمرانية شامخة منذ قرون ولا يزال هذا الجامع يعرف توافدا كبيرا للمصليين من كل حدب وصوب وبغض النظر عن الأجانب الذين اعتنقوا به الإسلام من جنسيات مختلفة خصوصا الفرنسيين أثناء الغزو الفرنسي( 1830 إلى 1962 ) وناهيك عن مسيرته في هذا الجانب منذ تأسيسه إلى وقتنا الحاضر آخر حدث إحتضنه (المسجد ) حين أشهر بريطاني ( جورج )إسلامه به خلال سنة 2009 ...ومن جهة أخرى يمتاز المسجد العتيق بصومعة مبنية بالطوب والخشب لها مميزات عمرانية نادرة تدل على عمق الحضارة التي كانت سائدة بالجهة.... وهذا المسجد يعتبر من أحد المعالم الإسلامية الأثرية التي شيدت لخدمة تعليم القران الكريم والفقه وتعلم أسس الدين الإسلامي المتواصلة إلى يومنا هذا علاوة على ما يقصده المئات من المصليين يوميا خاصة خلال هذا الشهر الكريم حيث تكتظ باحته وساحته الخارجية بالمصلين وكذا طلبة حفظة القران الكريم ..ونظرا لقدم تاريخ تأسيس هذا المسجد وتأثره بعدة عوامل منها الطبيعية كالرياح والأمطار أثرت على أسس بنائه التي تعتمد على أساليب تقليدية بدائية وعلى هذا السياق قامت السلطات الوصية بترميمه سنة 1967 م من القرن الماضي وهذا من خلال اهتمام المختصين والمعنيين وكذا أهل المدينة الذين حافظوا على هذا الإرث الإسلامي لاسيما صومعته القديمة التي لا تزال صامدة بالرغم من العوامل المؤثرة منها الطبيعية التي تجتاح المنطقة عبر الدهر وهذا للحفاظ على الإرث والتراث والمعالم التاريخية التي تتربع عليها هذه العاصمة التاريخية التي تأسست منذ القرن التاسع الهجري ( مصادر ).. والغريب في الأمر بان المباني المرصوصة بالطوب بالأبيض سيدي الشيخ قاومت الزمن ولا تزال شامخة بينما أغلب البناءات التي شيدت حديثا تأثرت كثيرا وانهار بعضها خلال الأمطار التي أتت على معظم المناطق خلال السنوات الأخيرة .....وللتذكير بأن السكان قد ودعوا خلال نهاية الأسبوع الماضي أحد المؤذنين الذي يعد من أكبر المعمرين بالمنطقة المدعو الحاج لخضر حيث ساهم بقدر كبير في تشييد وبناء الكثير من المساجد الحديثة خصوصا المسجد الكبير بوسط المدينة لكونه بناء وعمل طيلة حياته متطوعا في خدمة المساجد خصوصا كمؤذن.