تناولت جريدة ليكودوران في عددها ليوم 16 جوان 1870 موضوعا حول أهمية تزويد محطات القطار بمخازن أي، أو المخازن العامة أو ما يعرف ب les warants، وهذا من أجل تسهيل عملية تفريغ وشحن السلع والبضائع، وكذلك تسيير عملية إستقبال ميناء وهران وبالتحديد محطة القطار الموجودة بالقرب من ميناء وهران، للسفن القادمة من مختلف الإتجاهات، وهي خطوة تساعد كثيرا مؤسسة خط السكة الحديدية. وتكمن أهمية هذه المخازن العامة والعمومية في أن التجار وأصحاب السلع يجدون هناك عمالا يقومون بتفريغ السلع وشحنها، وكذلك الصيانة والمحافظة على هذه السلع ويحصل التجار الكبار ورجال الأعمال على وصولات تؤهل شركة ومؤسسة السكة الحديدية لأن تتصرف بإسم صاحب التجارة والسلعة، كما أن دفع مبلغ مسبق من قبل التجار ورجال الأعمال مقابل أن تحفظ بضاعتهم داخل تلك المخازن، بعد أمرا إيجابيا يحمي هؤلاء التجار من فساد تلك السلع، والإضطرار إلى التسرع في بيعها حتى لاتفسد، حيث أنه يحدث عادة خلال نهاية كل موسم فلاحي أن تتراكم المحاصيل وتكون بكمية كبيرة يضطر صاحبها لأن يبيعها بأسعار منخفضة جدا مما يسبب خسارة كبيرة للمنتجين، ولهذا فإن تأسيس صندوق بتكفل بدفع مبلغ مسبق للمنتج في انتظار أن تباع سلعته أمر جيّد يجنبه أن يبيع منتوجه بسعر منخفض مادام تخزين السلعة تلك يستمر إلى أن ترتفع الأسعار قليلا، وعليه فإن الحبوب سوف يتم تخزينها في شهري جويلية وأوت لتباع بشكل نهائي في شهر أكتوبر ونوفمبر، وهي الفترة التي يخزن فيها منتوج القطن بعد أن يكون قد نظف من البذور الموجودة فيه. ويخلص المقال إلى القول بأن شركة خط السكة الحديدية باريس - ليون - المتوسط يمكنها أن تتبنى هذه المبادرة ببناء مخازن، وقد سبق لهذه الشركة أن قدمت فروضا للتجار إستنادا إلى سلع وبضائع مخزنة في المخازن التابعة لها. وفي نفس الجريدة تقرأ مقالا حول أخبار المغرب التي تتابعها هذه الجريدة بانتظام حيث كتبت في مقال مؤرخ بتاريخ 9 جوان 1870 بمدينة طنجة حيث تقول الجريدة بان يتوقع أن يشهد المغرب تطورات وأحداث سياسية مهمة وخطيرة، حيث أنه حسب ما يروج هناك من إشاعات فإن ملك الملك سيدي محمد مهدد، وتوضح ليكودوران هذه النقطة في مايلي، يوجد في المغرب كما في العديد من الدول الأوروبية فرعان من الأسرة المالكة، وماحدث في المغرب هو الملك الذي سبق مولاي عبد الرحمان وهو الملك مولاي سليمان كان لديه أكثر من 70 إبنا ذكور، وعدد معتبر من البنات . وعندما أحسن السلطان مولاي عبد الرحمان بأن ساعة موته قد أزفت وحانت ولأنه لم يجد من بين أولاده الذكور من هو جدير يالملك والسلطة، فإنه قد عين مولاي عبد الرحمان ليكون ولي عهده، والحاكم من بعده علما بأن هذا السلطان هو إبن أخيه، وقد خلفه إبنه سيدي محمد، لكن أحد أبناء عمه من فرع مولاي سليمان قد رفض هذا وثار عليه لكن محاولة الثورة والتمرد قد فشلت وإضطر الأمير الثائر أن يقبل بشروط السلطان سيدي محمد، وبعدها أعطيت له منطقة تافيلات وأصبحت سجنا له. ويبدو بأن عبور القوات الفرنسية للحدود الجزائرية المغربية في مطاردة وملاحقة أولاد سيدي الشيخ قد بعث في نفس مولاي سليمان أملا جديدافي استرجاع ملك جده وأبيه، ولهذا فقد عمل على زيادة أعداد أفراد جيشه بحجة أنه يدافع عن المغرب من توغل الفرنسيين ولكن في نفس الوقت كان بعد العدة، وكانت هذه مناسبة لأجل أن يجدد مولاي سليمان تهديداته للسلطان الحاكم ويتوعّده بأن الدم سوف يسيل من أجل استرجاع الملك الضائع، وتتحدث -بعض المصادر- عن توجه السلطان سيدي محمد لمواجهة خصمه على رأس جيش يتكون من 70 ألف محارب ومقاتل، ويتوقع الناس أن المواجهة سوف تكون قوية وقاسية جدا، وتساعد الأوضاع السيئة التي يعيشها المغرب من فقر الناس بسبب أخطاء السلطان سيدي محمد في رفع حظوظ مولاي سليمان. وفي نهاية هذه المراسلة عن أخبار المغرب يقف المراسل عند الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف بالمغرب التي تتم في جو من الأفراح والطقوس الجميلة حيث أن الأطفال المختنين يلبسون الملابس التقليدية ويركبون الخيول، بينما تعزف الموسيقى وتنطلق طلقات البارود ويحتفل أتباع طريقة عيساوة احتفالا خاصا بالمولد النبوي الشريف في طنجة، يذكر هنا بأن أتباع هذه الطريقة الدينية يعدون بالملايين وتسمى إحتفالات عيساوة بعيد المجانين