المناسبة ... عيد الأضحى ، المحلّات "تزيّنت " بالخناجر والسكاكين و المجامر والفحم ويكاد الباعة المتلهفون لذبح وسلخ المواطن المستهلك إشعال النّار استعداد للعيد في انتظار ما قد يبيع الموّالون من كباش و نعاج وخرفان لحومها نتنة نيّئة فائحة الروائح ، تحيل على أمراض يجتهد علماء الطب في إيجاد أسماء لها ولا يجدون ، فالأمر الوحيد المتفق عليه كونها الباعث الأول على سرطانات لا عافية منها و لمن نسي نذكره بفضيحة العام الماضي حيث تدبّر الزوالية المال لشراء أضاحي العيد والتي انتهى الأمر بها في المزابل لمرض لحومها بعد أن تم حشو هذه المواشي بكل ما بإمكانه إظهارها سمينة ومكتنزة الشحم .ورغم الضجة الإعلامية و قَسم وزارتي الفلاحة و التجارة بأغلظ الأيمان بمتابعة وتتبع ومحاسبة ومعاقبة المتسببين فهذه " التزبليحة " ظلت دار لقمان على حالها ، ويوم الحادثة صار مجرد ذكرى نطفئ اليوم شمعتها الأولى في انتظار فضائح أخرى ليست غريبة ، لا على الموّلين و لا معيدي البيع من السماسرة من أجل ربح يأكلون من ورائه السحت في بطنهم . العيد لم يعد موعد فرحة بل موعد ترقب ما سيسفر عنه سلوك مَن لا يرحمون المواطن القليل الذي سيجد نفسه وهو يبكي ثمن الكبش محاصرا بفواتير الماء و الكهرباء و الغاز و الهاتف و ربما التنفس أيضا...