- عائلات تلجأ إلى " الذباحين " مقابل مبالغ معينة اتسم اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك بكثير من مشاعر المحبة والتضامن بين الوهرانيين ، حيث شهدت الأجواء الكثير من الحركة مباشرة بعد صلاة العيد، من خلال إقبال أرباب العائلات على نحر الأضاحي و سلخها، و اهتمام النسوة بتنظيف الأحشاء و تحضير البوزلوف، فضلا عن تقطيع " الدوارة " لإعداد أكلة " العصبان " الشعبية، أما الشباب و الأطفال فاكتفوا بإحضار الخشب وتقطيعه أو الفحم و إشعال النار من أجل الشواء وسط لمة عائلية مميزة . و قد كانت العادات التي رصدناها تختلف من أسرة إلى أخرى حسب ظروف كل واحدة ، فبعض الأمهات يقمن رأس الأضحية عبر حرق صوفه على الفرن و تنظيفه جيدا ثم تقطيعه و نزع المخ في إناء من أجل إعداده و تتبيله ،في حين تفضل الأخريات التصدق برأس الأضحية مع بعض اللحم للعائلات التي لم تتمكن من شراء أضحية العيد. و في مساء يوم العيد قام بعض أرباب العائلات و حتى بعض النساء خاصة الجدات بتقطيع الفريسة من أجل التصدق ببعضها وتوجيه البعض منها نحو قاع القدر أو صفيحة الشواء، و قد تم ذلك بواسطة وسائل تقليدية أهمها السكاكين، الشفرة و قطعة الخشب الكبيرة التي يوضع فوقها اللحم. نحر الماشية مقابل 2000 دج و أكثر وما لاحظناه خلال اليوم الأول من العيد ، ونحن نرصد الأجواء بعدد من الأحياء الشعبية بمدينة وهران أن بعض العائلات اضطرت للجوء إلى المختصين في نحر الماشية ، وهو ما اختص فيه بعض الأشخاص من شباب وشيوخ أيضا مقابل ثمن معين، و ذلك ما وقفنا عليه بحي مطلع الفجر " بوان دي جور " عندما توقفت سيارة نزل منها رجل و صديقه والتف حولهما أهل الحي ، كانا يحملان كيسا به أدوات الذبح و السلخ ، ، و قد أكد سكان الحي أن هناك شخص قد وضع رقم هاتفه المحمول في منشور تم تعليقه على الجدار من أجل الاتصال به قصد نحر الأضحية . وهو ما أثار فضولنا ، حيث قمنا بالاتصال بمحمد مساء يوم العيد ، لنكتشف أنه رجل فقير لم يتمكن من شراء الأضحية ، وبما أنه مختص في ذبح الماشية و سلخها و تقطيع اللحم، قرر جمع قوت أطفاله في هذا اليوم المبارك بهذه الطريقة، كاشفا أنه ينحر الكبش الواحد مقابل 2000دج، في حين يقوم بذلك مجانا لمن لا يملك مالا ، كما أوضح لنا في الاتصال الهاتفي أنه اتفق رفقة عدد من أصدقائه على الانطلاق بعد صلاة العيد مباشرة نحو الأحياء التي يقطن بها الأغنياء و ميسوري الحال و متوسطي الدخل من أجل ذبح الأضاحي والاسترزاق في هذا اليوم المبارك ، يأتي هذا في الوقت الذي تفضل فيه بعض العائلات التوجه نحو محلات الجزارين كتلك الموجودة بحي الشهيد محمود من أجل تقطيعها مقابل 1000دج .