تجمعت القوات المناوئة للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي التابعة للمجلس الوطني الانتقالي على مشارف بلدة بني وليد أمس, استعدادا للهجوم عليها بعد تعرضها لانتكاسة الجمعة. واضطرت هذه القوات إلى التراجع بسبب قصف القوات الموالية للقذافي الجمعة لمواقعها في بني وليد كما أنها واجهت قتالا شرسا في مدينة سرت. وقال الناطق باسم قوات القذافي، إبراهيم موسى، إن المقاومة ستتواصل لأشهر وأشهر.وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار بتخفيف عدد من العقوبات التي كانت مفروضة على ليبيا. وكانت القوات المناوئة للقذافي دخلت الجمعة من الجهة الشمالية إلى بني وليد التي تقع جنوب شرقي العاصمة طرابلس وتبعد عنها بنحو 140 كليومترا. ووجدوا مناطق مهجورة بعد أن فرت عائلات من المدينة. وتعرضت قوات الثوار إلى نيران القناصة وقذائف الهاون ووابل من الصواريخ عند محاولتهم التقدم صوب وسط البلدة. وشاهد المراسلون خارج بني وليد، عددا من سيارات الإسعاف تغادر البلدة وهي تحمل الجرحى. وغادرت مزيد من العائلات البلدة خلال الليل وسط تقارير أفادت بعدم رصد أي إشارات على اشتباكات متجددة بين الطرفين. وقال أحد المقاتلين ويدعى أسامة الفاسي لوكالة الأسوشييتد برس قد تكون هذه أسوأ جبهة قتال في ليبيا. لا أظن أننا سنتلقى أوامر بالتحرك اليوم. وقال أحد مراسلين إن المجلس الوطني الانتقالي كان يأمل في التمكن من إلحاق هزيمة بأنصار القذافي في بني وليد وسرت، مضيفا أن سقوط إحدى المدينتين كان سيؤثر على ما تبقى من قوات القذافي ولا سيما في سبها بالجنوب. وكانت قوات المجلس الانتقالي تعرضت لقصف من الموالين للقذافي في سرت الجمعة انطلاقا من المباني المرتفعة. ويقول المراسلون من جبهة القتال إنه لا يتوقع أي تحرك السبت من قبل قوات المجلس الانتقالي. ورغم أن مقاتلي المجلس الانتقالي سيطروا الجمعة على مطار سرت، فإنهم لم يبسطوا سيطرتهم على المدينة ذاتها إذ لا يزالون يحاصرونها. تصويت ومن جهة أخرى، صوَّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة لصالح منح مقعد ليبيا في المنظمة الدولية للمجلس الوطني الليبي الانتقالي، كما قرر مجلس الأمن بالإجماع الرفع الجزئي للتجميد المفروض على الودائع الليبية. وستتيح هذه الخطوة لرئيس المجلس، مصطفى عبد الجليل، حضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل إلى جوار العديد من زعماء ورؤساء دول العالم، حيث من المتوقَّع أن يلتقي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة آخرين. ففي مقر الأممالمتحدة في نيويورك، صوَّتت 114 دولة لصالح السماح لممثلي المجلس المذكور بتولِّي أمور بعثة ليبيا في المنظمة الدولية، وذلك على الرغم من معارضة 17 دولة منها عدد من دول أمريكا اللاتينية، ودعوة بعض الدول الأفريقية لتأجيل التصويت على المشروع إلى حين انجلاء التطورات الميدانية في ليبيا. ووصف سفير فنزويلا لدى الأممالمتحدة، جورج فاليرو، المجلس الوطني الليبي الانتقالي بأنه مجموعة تعمل تحت تعليمات الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي، وليس له أي سلطة قانونية أو معنوية. أمريكا وفرنسا إلاَّ أن سفير فرنسا لدى المنظمة الدولية، جيرار آرو، قال: إنها لحظة تاريخية، فهذا التصويت يؤكِّد إعادة اندماج ليبيا في الأمم التي تستضيف بينها ممثلي ليبيا الجديدة.كما أعربت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى المنظمة، سوزان رايس، عن ارتياحها للتصويت، قائلة: تهنِّئ الولاياتالمتحدة الشعب الليبي على هذا التقدُّم التاريخي.أمَّا قرار الرفع الجزئي لتجميد الودائع الليبية، فقد نصَّ أيضا على إرسال بعثة لمساعدة النظام الجديد على تنظيم انتخابات وصياغة دستور جديد للبلاد.كما شمل أيضا إيقاف العمل بإجراءات أخرى كانت قد فُرضت على شركة النفط الوطنية الليبية وشركة زيتينا النفطية وعلى البنك المركزي الليبي والمصرف الليبي الخارجي وهيئة الاستثمار الليبية وشركة الاستثمارات الليبية الأفريقية.