رغم مرور أكثر من أسبوع عن الانطلاق الرسمي للسنة الجامعية ، إلا أن الوضع يعكس الواقع تماما، بمستغانم ، حيث سجلت عدة مؤسسات جامعية مشاكل في التحويلات والتسجيلات النهائية لتستمر مع بداية الدراسة. حيث لم يلتحق غالبية الطلبة الجامعيين وبعض الأساتذة بأقسام الدراسة ، في الأيام الأولى للدخول الجامعي ، و ظلت المدرجات فارغة ، في مشاهد باتت تتكرر في كل عام. وفي جولة استطلاعية إلى بعض الجامعات بالولاية ، لاحظنا أن إدارات مختلف المعاهد قد قامت بالإعلان عن مواعيد الدراسة و رزنامة المحاضرات و الدروس، لكن مدرجات بعض الكليات بدت خالية تماما من الأساتذة والطلبة ، كما وقفنا على وجود عدد كبير من الطلبة يتجولون في أرجاء الجامعات، و بعضهم الآخر كان جالسا في وضعيات لا تليق بمرفق علمي، في حين وجدنا آخرين بصدد التسجيل و كأن الأمر يبدو في نهاية السنة الجامعية أو فترة الامتحانات أو الاستدراك.هذا الوضع استغرب له بعض الطلبة الذين تفاجأوا بعدم التحاق الأساتذة وزملائهم، في حين ذكر آخرون بأنهم لن يلتحقوا بالمدرجات إلا بعد أسبوعين، مشيرين إلى أن الخلل ليس فيهم فقط، بل حتى في الأساتذة و الإدارة التي لا توفر، حسبهم، الظروف الملائمة، و طالما تقوم بتغيير رزنامة الدروس وأساتذة المقاييس، وهو ما يتسبب في خلق اختلالات. الطلبة الجدد يرفضون الالتحاق إلا بعد التحويل إلى التخصصات المطلوبة الطلبة الجدد هم أيضا عانوا الأمرين في قضية التسجيلات ومشاكل التحويلات التي لم ينته منها أصحابها رغم تخصيص الفترة المحددة لذلك، ليدفع بذلك الطالب الجديد الثمن بعدما اضطر في أول يوم دراسة الوقوف في طوابير طويلة من أجل الولوج إلى الجامعة فقط واستكمال المرحلة التي لم يقم بها ليس بسبب تقصير منه وإنما لقصر المدة المخصصة لذلك وحرمان البعض من التخصصات التي يرغبون بها بالرغم من حصولهم على المعدل المؤهل لذلك وهو ما دفعهم إلى عدم الالتحاق بالمدرجات بغية التحويل إلى تخصصات أخرى. و قد بدت خيبة الأمل على بعضهم. و لم يختلف المشهد كثيرا بكلية الحقوق والآداب، أين فضل الطلبة الجلوس بالمدرجات والأقسام الفارغة لسماع الموسيقى أو الدردشة، إذ أوضح لنا بعضهم بأن الدروس التطبيقية لن تنطلق إلا بعد أيام، في حين أن الدروس النظرية لا تهمهم وقليلا ما يحضرونها، باعتبار أن نصوص أو مطبوعات البرنامج الدراسي مُتاحة، مثلما قالوا، على مواقع التواصل الاجتماعي أو لدى المنظمات الطلابية. مشيرين إلى أن الانطلاق الفعلي في الدراسة لن يكون قبل بداية شهر أكتوبر، على غرار ما يحدث في بداية كل موسم. الأساتذة يحملون الإدارة المسؤولية من جهته ، أكد أستاذ بجامعة مستغانم أن مثل هذه السلوكات أصبحت أمرا مألوفا يتكرر في كل موسم ، و قد تغلغلت لتمس عديد الجامعات الوطنية و ذلك بسبب غياب ثقافة الوعي لدى الطالب الجامعي، فضلا عن عدم تطبيق القوانين الردعية من طرف الإدارة ضد الطلبة المتغيبين، الذين وصل بهم الحد إلى مقاطعة الدراسة طيلة السداسي و إجراء الامتحانات فقط ، و هو ما يستدعي، برأيه، تدخل جميع الهيئات الفاعلة للحد من هذا الوضع القائم. مضيفا أن عديد الطلبة ترسخت لديهم ثقافة «النجاح مضمون « بفعل سياسة الجامعة التي تهتم بأرقام الناجحين على حساب الكيف ونوعية التكوين .ويؤكد طلبة منضوون تحت تنظيمات بجامعتي عبد الحميد مهري و صالح بوبيندر، بأن جل المدرجات مهجورة ولم يلتحق بها الطلبة والأساتذة، حيث ما تزال، حسبهم، بعض الأمور عالقة، على غرار تسجيل الطلبة والتحويلات واهتمامهم بتسوية خدمات الإيواء والإطعام، كما تحدثوا عن نقص في الأساتذة ببعض الكليات، مشيرين إلى أن الانطلاق الفعلي في الدراسة لن يكون قبل بداية شهر أكتوبر، على غرار ما يحدث في بداية كل موسم.و أوضح رئيس النقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين «كناس» بأن هذه الظاهرة أصبحت أمرا مألوفا يتكرر في كل موسم، كما أن هذا النوع من الممارسات الخطيرة، قد تغلغلت و مست جميع الجامعات الوطنية، و هو ما يستدعي، برأيه، تدخل جميع الهيئات الفاعلة للحد من هذا الوضع القائم.و فسر المتحدث هذه السلوكيات، بغياب ثقافة الوعي لدى الطالب الجامعي، فضلا عن عدم تطبيق القوانين الردعية من طرف الإدارة ضد الطلبة المتغيبين، الذين وصل بهم الحد إلى مقاطعة الدراسة طيلة السداسي و إجراء الامتحانات فقط، حيث ترسخت لدى بعضهم ثقافة «النجاح مضمون للجميع» و هذا يرجع أيضا، كما قال، إلى سياسة الجامعة، التي تهتم بأرقام وكم الناجحين على حساب الكيف ونوعية التكوين، مشيرا إلى خصوصية وقوانين نظام « أل أم دي» يشجع أيضا على هذه الممارسات السلبية.جدير بالذكر، بأن وزارة التعليم العالي قد أعلنت على لسان وزيرها بأن موعد الدخول الجامعي، سينطلق مبكرا في هذا العام لاسيما للطلبة الجدد، تفاديا لحدوث أي تأخرات في الدروس، و من أجل ضمان دخول جامعي جيد، خلافا للسنوات الماضية التي شهدت العديد من الاختلالات بسبب إضرابات الطلبة وحتى الأساتذة في بعض الولايات.