تتواصل للأسبوع الثاني على التوالي الحملة الواسعة التي باشرتها المصلحة الجهوية المتنقلة للمساعدات الاجتماعية بالتنسيق مع مصالح الأمن الولائي لوهران والخاصة بمحاربة ظاهرة التسول التي استفحلت بشكل واسع وخطير بمجتمعنا خاصة بالأحياء الواقعة بوسط المدينة. الظاهرة تحولت إلى حرفة يمتهنها كثير من الاشخاص بمختلف أعمارهم ومن الرجال والنساء محترفين النصب والاحتيال على المواطنين لإثارة الشفقة والحصول على مبالغ مالية وتحقيق ربح سريع. وحسب مدير المصلحة الجهوية المتنقلة للمساعدات الاجتماعية وتعد هذه المصلحة الوحيدة على مستوى الغرب ضمن 5 مصالح عبر الوطن في كل من الجزائر، قسنطينة، بشار وورڤلة. العملية انطلقت منذ أسبوعين بهدف القضاء على الظاهرة التي تشوه منظر المدينة وتزعج المواطنين. وتقوم فرق مختصة تضم أطباء في علم النفس بالتنقل إلى مختلف الاحياء والشوارع الكبرى لوهران رفقة رجال الشرطة الذين يساهمون هم أيضا في العملية لتسهيل المصلحة بحيث يتم تنظيم دوريات في كل الاحياء عبر المدينة كمديوني والحمري وكاستور والدار البيضاء ودالمونت وغيرها. وأضاف نفس المصدر أن العملية تسير في أحسن الظروف خاصة بعد مساعدة مديرية الصحة والسكان وهذا بوضع سيارات إسعاف تحت تصرف الفرقة لإنجاح هذه الحملة، التي أسفرت إلى حد الساعة عن جمع 71 متسولا ضبطوا في حالة تلبس وهم يمارسون التسول وإزعاج المواطنين وأصحاب المركبات بالمحاولات المتكررة لإثارة شفقتهم والاحتيال عليهم بطرق مختلفة كالتظاهر بالمرض أو الاعاقة واستعمال أطفال وحتى الدمى. وحسب محدثنا فقد تم تحويل هؤلاء الموقوفين إلى مختلف مقرات الأمن الحضري وهذا قصد استكمال الاجراءات القانونية والتحقيق مع هذه الفئات وتحويلهم على القضاء. ومن خلال الخرجات اليومية للفرق لوحظ ان عدد المتسولين يرتفع يوميا بالاحياء التابعة لمصلحة الأمن الحضري الخامس عشر كالعثمانية والتابعة للأمن الحضري السادس عشر بوسط المدينة بحيث تم تحويل أكبر عدد من المتسولين بهذين المقرين. وخلال عملية الاستجواب عثر بحوزة أحدهم على مبلغ مالي يفوق 4 آلاف دج وهي المداخيل التي تحصل عليها، هذا التسول في أقل من يوم. وحسب مصدرنا فإن المصلحة تعمل حاليا في ظروف صعبة بسبب انعدام امكانيات التنقل والعتاد والتجهيزات كسيارات الاسعاف التي تفتقر إليها المصلحة منذ استحداثها سنة 2008 بحيث أصبح اعضاء المصلحة يستعينون بسيارات اسعاف تابعة لمديرية الصحة والسكان مما يصعب برمجة الخرجات اليومية، وكذا غياب التجهيزات الاخرى كالهاتف وغيرها ما جعل المصلحة تلجأ إلى الجمعيات الناشطة للمساعدة منها جمعية انهال وكذا ينابيع الرحمة والجمعية الوطنية لترقية الفتاة والمعوقين والعجزة والطفولة المسعفة، وكذا دار العجزة ومديرية الصحة للحصول على مساعدات اجتماعية التي من المفروض أن تتدخل وزارة التضامن وتدعم هذه المصلحة الجهوية باعتبارها الوحيدة بغرب البلاد بسيارات إسعاف ووسائل عمل لطاقمها. وللإشارة فإن هذه المصلحة تعد الخامسة وطنيا بعد قسنطينةوالجزائر وورڤلة وبشار.