احتضن صبيحة أول أمس منتدى الجمهورية قراءة درامية للكاتب و المسرحي المعروف محمد أدار الذي قدم قراءة لنصه الجديد « السقوط «، حيث حاول خلال اللقاء أن يعالج مسألة الانسلاخ عن الأصالة و الابتعاد عن قيمنا الحضارية بأسلوب مسرحي إيقاعي يحمل في لبه الكثير من الرسائل المتعلقة بحياة الإنسان، من خلال قصة « الشريفة « التي تروي معاناتها على إيقاع فرقة « الفقيرات « . حيث تقوم البطلة بالبحث عن « سعدي» الذي فضل الهجرة إلى الضفة الأخرى و الاستمتاع بحياة البذخ و الإسراف دون حدود ، كما يدور حوار النص المسرحي حول قضايا كثيرة منها الحرقة ، البطالة ، الفساد الاقتصادي و غيرها من الأمور التي يعيشها أي مواطن في بلده ، لأن النص لا يأخذ أي صبغة معينة أو أي إيديولوجية بحد ذاتها . كما ركز محمد أدار في الفصول الأربعة لهذا العمل على شخصية «سعدي « الذي كان شابا و عاش حياة كلها رفاهية عندما انتقل للضفة الأخرى فعاش انبهارا حضاريا بعدما كان محروما من كل شيء في وطنه الأصلي، إلى غاية مرور الوقت على هجرته فيصبح شيخا ، ليجد نفسه تائها منسلخا عن جذوره ، فيقول على لسان « محمد أدار « الذي أدخل الحضور إلى عمق الشخصية بطريقة جميلة تجعلك و كأنه يؤديها بكل احترافية، حينما يقول في مقطع من المشهد من النص المسرحي : « الطيحة صعيبة ... كل واحد يمحي الآخر ... الطيحة توصل للقبر ...أنا شكون أنا « . ومن خلال المناقشة التي حضرها الجمهور المسرحي بالدرجة الأولى ذكر أدار أن نص « السقوط « يترجم بجلاء محتوى ومضمون الفكرة التي أراد التعبير عنها، و أكيد سيأخذ ببعض الملاحظات لتطوير هذا العمل الجديد، حيث اتفق الكثير من الحضور من بينهم بوزيان بن عاشور ، على ناجي جرفيل من سيدي بلعباس ، الإعلامي على حساني ، الممثلة القديرة شهلة بن داس ، الممثل بلاحة بن زيان و غيرهم من الحضور الكريم على أن اللوحة الثانية من النص التي تتعلق بشخصية السعدي هي التي يجب أن يفتتح بها اللوحة الأولى، و دار نقاش طويل على محتوى النص و أجمع الكل على أن فكرة المسرحية جميلة و يمكن فقط لأدار أن يقدمها شخصيا لأنه عاش دور السعدي بوجدانه ، و في الأخير شكر الكاتب الحضور الذين قدموا له بعض النصائح والملاحظات ليبقى الإبداع متواصل في مجال توفير نصوص جديدة للخشية الوطنية .