استضافت عشية أول أمس جريدة " كاب واست "بوهران المسرحي " محمد آدار " الذي يعد واحدا من أبرز الوجوه الفنية في بلادنا سواء كممثل أو كمخرج أو ككاتب ، حيث قدم قراءة لنصه الجديد " السقوط " الذي يعالج فيه مسألة الانسلاخ عن الأصالة و الابتعاد عن قيمنا الحضارية بأسلوب مسرحي إيقاعي يحمل في لبه الكثير من الرسائل المتعلقة بحياة الإنسان من خلال قصة " الشريفة " التي تروي معاناتها على ايقاع فرقة " الفقيرات " – على حد تعبيره - ، حيث تقوم البطلة بالبحث عن " سعدي" الذي فضل الهجرة إلى الضفة الأخرى و الاستمتاع بحياة البذخ و الإسراف دون حدود ، كما يدور حوار النص المسرحي حول قضايا كثيرة منها الحرقة ، البطالة ، الفساد الاقتصادي و غيرها من الأمور التي يعيشها أي مواطن في بلده ، لأن النص لا يأخذ أي صبغة معينة أو أي إيديولوجية بحد ذاتها .. كما أشار " محمد آدار " إلى أنه ركّز في فصول أخرى على شخصية "سعدي " الذي كان شابا و عاش حياة كلها رفاهية ، ثم ينتقل في فصل آخر إلى شيخوخته بعد مرور 25 سنة على هجرته للضفة الأخرى ، ليجد نفسه تائها منسلخا عن جذوره ، فيقول على لسان " محمد آدار " الذي أشعر الحضور بالدور وجسد الشخصية بكل احترافية : " الطيحة صعيبة ... كل واحد يمحي الآخر ... الطيحة توصل للقبر ...أنا شكون أنا " ، ...وفي ذات الصدد أكد " محمد آدار " في التصريح الذي خصّ به جريدة الجمهورية على هامش اللقاء أن النص المسرحي الذي سيعرضه لأول مرة بغليزان السنة المقبلة يحمل في مضمونه الكثير من المعاني ، حيث قال إن نص " السقوط " يترجم بجلاء محتوى ومضمون الفكرة التي سيخرجها ربما بنفسه أو يوكلها لمخرج آخر يعطي للنص إضافات جديدة تخدم هذا العمل الفني الجديد..مع العلم أن العنوان قابل للتغيير في أي لحظة – يضيف آدار - .. ومن يقف أمام الفنان " محمد آدار " يلمس فيه تشبعه بثقافة مسرحية تشكلت لديه عبر مساره الطويل الذي ضمّ 44 مسرحية منها " الخبزة " إلى جانب المرحوم " عبد القادر علولة " ، ناهيك عن دراسته في المعهد الوطني للموسيقى و المدرسة الوطنية للفنون الدرامية ، و التحاقه بعدها بالمسرح الوطني الجزائري ومن ثم ّ المسرح الجهوي بوهران.. والأهم من ذلك أنّ " آدار" ضمّ إلى شهاداته الوطنية شهادات أخرى من مدارس عالمية مثل باريس و الاتحاد السوفياتي سابقا ، ومع مسرحية " القراب والصالحين" التي أخرجها " ولد عبد الرحمن كاكي " ارتقى " آدار " إلى مستوى الفنان المحترف ، ليشارك بعدها في مسرحية "الخبزة" مع " عبد القادر علولة " و " الرجل ذو النعل المطاطي " للمخرج " مصطفى كاتب " .. ومن العروض التي أخرجها نذكر " ميمون الزوالي" ، "الجنرال " ، "صرخة النساء" و"حمة الكوردوني" و غيرها من الأعمال التي يصل عددها إلى 12 عملا أو أكثر ..