نظم مخرج مسرحية عبيدو السيد لطفي بن سبع ندوة صحفية بمقر المسرح الوطني الجزائري حول المسرحية الجديدة التي جاءت بها جمعية آفاق للفنون الدرامية بباتنة الى الجمهور العاصمي في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية والتي تعرض في إطار دائرة المسرح ونشاطاته خلال هذه السنة الثقافية· بعد التعريف بفرقة آفاق التي كانت بدايتها سنة 1980 في أحضان الجامعة بتقديمها لسكاتشات ومسرحيات بشوارع المدينة ثم تطورت لتحتل حيزا كبيرا في المسرح، حيث استطاعت أن تفرض نفسها على المستوى الوطني والدولي من خلال الجوائز التي أحرزتها هنا وهناك· مسرحية عبيدو التي أرجعها المخرج الى المسرح الكاريكاتوري والتي تعد تجربة اختصت بها فرقة آفاق تحكى من حيث النص عن حياة عامل بالمسرح يقوم بتنظيف المسرح وكان شغوفا بالركح، وهذا ما دفعه أن يظل وفيا له فهو يكنس ويعش عن كثب المجتمعات المتنوعة التي تتحرك على الخشبة ومن خلال ممثلين يعرفهم أتم المعرفة حيث زاد هذا التقارب والاحتكاك من اكتساب هذا العامل الكناس رصيدا ثقافيا مسرحيا كبيرا، وقد استطاع عمال وادارة المسرح الذي يشتغل به ملاحظة ذلك من خلال الحوارات والأحاديث وحتى الأدوار القصيرة التي يقوم بها أمام زملائه لإضحاكهم، وتلعب الصدف لعبتها حينما يكون المسرح على موعد مع جمهوره لتقديم مسرحية إلا أن أحد الممثلين البارزين في المسرحية يصاب بوعكة صحية مما يجعل المخرج والفرقة في حيرة وقلق إلى أن يقرر مدير المسرح اعطاء عبيدو ذلك الدور ليعوض به الممثل المريض، ويدخل عبيدو الركح دون سابق استعداد اوتدريب على النص والدور المنوط به الا أنه يدخل على المسرحية مشاهد وحركات غير مسجلة في النص ولكن الجمهور يتجاوب معه وتنجح المسرحية وتكتب وسائل الاعلام عن النجم الجديد الذي ظهر· أما الهدف من المسرحية، فلها كثير من الإيحاءات والرموز من حيث شخصية المسرحية الرئيسية التي كانت تعيش على هامش الركح بعيدة عن أضواء المسرح لتبعث كقوة حية وكأنما تقول أن الإنسان لايخلق عبثا في هذه الحياة وهناك دور لابد أن يؤديه وأن المشاكل التي تطرأ على المجتمع يمكن تجاوزها· المسرحية تتألف من خمسة مشاهد أخرجها لطفي بن سبع ويتقمص فيها دور الشخصية الرئيسية الممثل عبد القادر محاملية ويشاركه بقية الأدوار مسعود بوبير، علي سعدي، محمد الطاهر زاوي، فاروق عايسي ويدوم العرض ما يقارب الساعة وعشر دقائق·وقد تمت مناقشة المسرحية من خلال هذه الندوة الصحفية من حيث النص، اللغة، العنصر النسوي في المسرحية، مشاكل المسرح وغيرها من المحطات التي يتوقف عندها المسرح ولا يمكنه الإقلاع بدونها·