أكد الشاعر الشاب عبد القادر علوي من ولاية غرداية على ضرورة الاهتمام بالشعراء الجزائريين و أعمالهم، عبر تنظيم الكثير من الملتقيات و المهرجانات و المنتديات التي تساهم في التعريف بأعمالهم ، داعيا وسائل الإعلام الجزائري إلى ضرورة تسليط الضوء على منتوجاتهم الإبداعية خصوصا أن أغلب القنوات الفضائية غير مهتمة بالشعر ، إلى جانب تصريحات أخرى تابعوها في الحوار التالي : ^ الجمهورية : عرفنا أكثر بمسيرتك الأدبية ؟ أنا شاعر في الفصيح والملحون و كاتب و ممثل مسرحي من مواليد سنة 1995 بولاية غرداية ، ترعرعت بحي شعبي ، وأحببت الشعر وأنا في المرحلة الابتدائية ، حيث كتبت نصوصا وأنا في سن ال10 ، و في المرحلة المتوسطة كتبت أول قصيدة بعنوان " أنا جزائري" ، كان عمري وقتها 14وسنة ، إلى جانب قصائد أخرى ، وفي سن ال 19 قررت إصدار أول كتاب لي تحت عنوان " الصرخة " ، حيث جمعت كل أعمالي التي تطرقت فيها لمكارم الأخلاق ، وكان أستاذي "حمادي سليمان" هو من كتب المقدمة ، إذ قال فيها " لقد كان الطالب عبد القادر علوي أحد طلابي في مرحلة المتوسطة مثلا للتلميذ الصبور الهادئ الراغب في التزود بالمعرفة، حسن المعشر، متآلف مع أصدقائه وأقرانه ودودا، وكانت نظراته دائما موحية بالطمأنينة والثقة والتحدي ". ^ الجمهورية : كيف كانت بدايتك مع الشعر ؟ في الحقيقة لم ألج باب الشعر يوما بل الشعر هو من فتح لي بابه، فدخلت إلى شواطئه وانغمست في بحوره وغصت في أعماقه، ومن الأشياء التي ساعدتني في كتابة الشعر والتعرف عليه أكثر هي الظروف القاسية التي عشتها والمحيط الاجتماعي، و من أكثر الأمور أيضا التي دفعتني لكتابة الشعر هي العائلة ، حيث كانت عائلتي عائلة فنية بامتياز بداية من والدي عازف آلة العود ، و أيضا هناك المنشد والشاعر والكاتب والممثل المسرحي ، كل هذا وفر لي جوّا مُفعما بالطاقة الإيجابية ، ولو سألتم من صنع عبد القادر علوي لقلت الفقر من صنعني وعلمني و أوصلني. ^ الجمهورية : ما هو وجه الاختلاف بين القصيدة والنثر ؟ الاختلاف بين القصيدة والنثر هي تلك الأوزان والبحور وكل القيود التي تقيد الشاعر وقت كتابته لقصيدة ما، مثلا في بعض الأحيان تكون للشاعر كلمات جوهرية يملكها ويريد أن يضيفها في القصيدة، لكن يجد أن الوزن يتحكم فيه ولا يستطيع كتابة أي كلمة دون أن يراعي قانون كتابة القصيدة، والقصيدة بحد ذاتها لها جماليتها ولها تأثير على المستمع والقارئ أكثر من النثر ، كما أنها تكون متناسقة ومنسجمة إذا توفرت فيها كل الشروط، وبهذا فهناك الكثير من الشعراء يتجهون إلى كتابة النثر بدل الشعر ، لأن النثر حر غير مقيد، حتى وإن كانت فيه بعض القيود، فهي لا تعيق الكاتب، إذ نجد أن أغلب الشعراء والكتاب المبتدئين ينفرون من القصيدة إلى كتابة النثر الذي يخلو بطبيعة الحال من كل القيود ، كما أنهم يجدون راحة في كتابة النصوص النثرية ويعبرون فيها بكل حرية ضمن إطار الرسالة التي يهدفون إليها. ^ الجمهورية : كيف تقيم واقع القصيدة الثورية في الوطن العربي ؟ القصيدة الثورية في الوطن العربي لم تعد كالماضي، حيث كانت تحظى بمكانة هامة في وقت كانت فيه أغلب الدول العربية محتلة ومستعمرة من قبل القارة الأوروبية ، فكان جل الشعراء يكتبون القصيدة الثورية ويجدونها منفذا للدفاع عن الوطن ، عكس الوضع الحالي الذي تشهد فيه أغلب الدول العربية استقرارا و استقلالية ، باستثناء البعض منها التي تعيش في حروب أهلية وطائفية عرقية ودينية ، وهذا ما جعل الشاعر ينفر من القصيدة الثورية ويتجه نحو ترجمة مشاعره و عواطفه في أنواع أخرى من الشعر. ^ الجمهورية : ماهي المشاكل التي يواجهها الشاعر الجزائري ؟ يواجه الشاعر الجزائري الكثير من المشاكل، حيث أصبح اليوم لا محل له من الإعراب في بلده و لا يلقى أي اهتمام من قبل الجهات المعنية ، فلا ملتقيات ولا مهرجانات ولا أي مبادرة تدل على أن هناك شعراء جزائريين جديرين بالاهتمام على الرغم من وجود عدد مميز لا مثيل له في الوطن العربي، وكأن الشاعر الجزائري لا يمثل الثقافة والفن الجزائري على غرار باقي الفنون ، حيث أصبح الشاعر لا يذكر إلا في المناسبات الوطنية كأداة لملأ برنامج الحفل ، ومن المشاكل أيضا الجانب الإعلامي الذي أعتبره من بين أحد أكثر وأكبر المشاكل التي يعاني منها الشاعر الجزائري، فأغلب القنوات الفضائية غير مهتمة بالشعر والشعراء الجزائريين، مع أن الإعلام له دور كبير في نشر ثقافة الشعر في البلد والتعريف به أكثر.