أحيت الفنانة ليلى بورصالي أول أمس، حفلا فنيا بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران، شهد إقبالا قياسيا للجمهور كان أغلبه من العائلات، حيث سجل غلق شباك التذاكر بعد نفاذها كليا، عشية هذا العرض الموسيقي المتميز، الذي يحمل عنوان «تدللت في البلدان»، سبق و أن قدمته هذه الفنانة المتألقة بأوبيرا بوعلام بسايح بالجزائر العاصمة، وكذا بعاصمة الزيانيين تلمسان خلال الآونة الأخيرة. كان جمهور وهران خلال هذا اليوم الممطر، على موعد مع الكلمات العذبة و الموزونة والمعبرة، و أنغام الموسيقى الهادئة و الطرب الأصيل، المستوحى من التراث الأندلسي الجميل، الضاربة جذوره في أعماق التاريخ، حيث أبحر على مدار ساعتين من الزمن، في أشعار شيخ الشيوخ شعيب أبومدين الأندلسي، الذي اختارت ليلى بورصالي من إحدى قصائده بيت «تدللت في البلدان حين سبيتني – و بت بأجاع الهوى أتقلب، عنونا لحفل هذا، الذي كان رحلة جد ممتعة في أعماق الموسيقى الأندلسية، صالت و جالت فيها هذه الفنانة عبر العديد من المدن و البلدان، من خلال مقاطع موسيقية غاية في الجمال، حيث حطت الرحال بمدينة الجسور المعلقة تلمسان، و راحت تردد وصلات رائعة من المالوف، منها «باسم الله نبدا كلامي قسنطينة هي غرامي» التي ارتبطت بالفنان الكبير الحاج محمد الطاهر الفرقاني، هذا فضلا عن وصلات أخرى من طابع الحوزي، التي خلقت أجواء إحتفالية كبرى، كانت أشبه بعرس أندلسي بامتياز، تعالت فيها زغاريد النسوة، مما عكس مدى استمتاع الجمهور بهذا الحفل الفني، الذي سمت فيه الموسيقى الأصيلة، بكل أبعادها و أطيافها و تفاصيلها، كما تجلت أيضا في حضور ليلى بورصالي على خشبة مسرح عبد القادر علولة، التي كانت في كامل أناقتها كالعادة، بلباسها التقليدي الجميل.